التوازن البيئي
يدل مفهوم التوازن البيئي على حشد الطاقات لإبقاء كافة العناصر التي تدخل في تركيب النظام البيئي أو البيئة الطبيعيّة مستقرة وأقرب إلى الحالة والوضع الطبيعية، والعمل على بذل كافة الجهود التي من شأنها أن تحد من التأثير السلبي، بما في ذلك تأثير العنصر البشري الذي يعتبر سبباً في اختلال التوازن البيئي.
مظاهر اختلال التوازن البيئي
- تعد الثورة الصناعية والعولمة والانفجار المعلوماتي والتكنولوجي وما نتج عنهم من ظهور وسائل جديدة للتنقل والمصانع الضخمة وما صاحبها من مخلفات بالغة الخطورة أحد أبرز مظاهر ومسببات اختلال التوازن البيئي ونتج عنها ما يسمى بظاهرة الاحتباس الحراري.
- إن لسوء الاستخدام البشري للأرض كالرعي الجائر وغيره مشاكل بالغة الخطورة كالتصحّر، والتعرّي، وانجراف التربة أثراً خطيراً على صحة الأراضي الزراعية والإنتاج الزراعي.
- أدى الصيد الجائر وغير المنظم إلى انقراض العديد من أنواع الحيوانات والأسماك، مما انعكس سلباً على حجم الثروة الطبيعية النباتية والحيوانية.
- يعتبر الزحف العمراني والتوسع السكاني على حساب الأراضي الزراعية من أبرز مظاهر الاختلال في التوازن البيئي، حيث زاد ذلك من معدلات ثاني أكسيد الكربون، وقلل من نسبة الأكسجين في الجو.
- اختل التوازن البيئي بشكل واضح وانتشرت الأمراض المعدية والخطيرة والتي لم يجد العقل البشري لبعضها أي علاج أيضاً، نتيجة لانبعاث غازات واإشعاعات بالغة الخطورة من الصناعات البشرية، وقد تجاوز الضرر إلى ثقب طبقة الأوزون التي تعتبر جداراً واقياً وحامياً لكوكب الأرض من الإشعاعات الضارة كالأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية.
من هنا ننتقل للحديث عن أفضل السبل للحفاظ على التوازن البيئي لنضمن حياة سليمة على كوكبنا لأطول مدّة ممكنة من خلال البدائل المناسبة لكل ما يسبب الاخلال بهذا التوازن.
سبل وطرق الحفاظ على التوازن البيئي
هناك العديد من الوسائل والسبل التي تضمن الحد من الاستنزاف الخطر لعناصر النظام البيئي وإدخال المكونات الضارة على تركيبته، ويتمثل ذلك في:
- ترشيد الاستهلاك البشري واستنزاف عناصر البيئة الأساسية من ماء، وهواء، وتربة، واتباع الآليات السليمة للتعامل مع هذه العناصر دون إسراف ولا تدمير.
- الحفاظ على الغابات والأراضي الزراعية، وإقامة المحميات الطبيعية التي تعتبر مصدراً رئيسياً للأكسجين وأساساً لتنقية الهواء، والمساهمة في التشجير.
- حماية المسطحات المائية بما فيها المحيطات والأنهار والبحار من كافة أشكال الملوثات، سواء من إلقاء النفايات فيها أو من مخلفات السفن، أو من تسريبات البترول المحمل على متنها أو من مخلفات وقودها وغيرها.
- إيجاد حلول نافعة للنفايات الصلبة الناتجة عن الأنشطة الاقتصادية المختلفة والتي يصعب التعامل معها والتخلص منها، وذلك عن طريق التدوير وإعادة الاستخدام مما يحمي البيئة ويحافظ عليها.
- معالجة مياه الصرف الصحي، وذلك بإيجاد طرق سليمة للتصريف والتخلص منها بحيث لا تؤثر مركباتها الضارة على التربة والنباتات والحيوانات، ولا تصل أضرارها إلى الإنسان عن طريق الطعام الذي يتناوله والذي يدخل في تركيبته العناصر النباتية والحيوانية.
- تبني ما يسمى بالتربية البيئية السليمة، وذلك من خلال نشر الوعي والثقافة حول أهمية الحفاظ على البيئة وحماية عناصرها، وتربية الإنسان تربية سليمة منذ الصغر وتنشأته حول ذلك.
أخيراً يجب تنظیم العلاقة ما بین الموارد الطبيعية والبشرية، ويشمل ذلك الأرض والماء والهواء والحفاظ عليها.