الكعبة المشرفة
تعتبر الكعبة المشرفة من أهمّ المعالم الإسلاميّة التي يرتبط بها كل إنسان مسلم على وجه الكرة الأرضية، فالكعبة المشرفة هي محج الأمة الإسلامية ومعتمرها، وهي التي تقصد في كل صلاة، حيث يستقبل المسلمون الكعبة أثناء صلواتهم المفروضة، والنافلة، وتعتبر الكعبة بداية بناء المسجد الحرام في المدينة المنورة، وقد ذكرها ربّ العزة في مواضع عديدة من كتابه العزيز الحكيم، فقد قال تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)، ففي هذه الآية الكريمة وردت باسم البيت وهو أحد أسمائها، حيث إنّ لها أسماء أخرى عديدة منها البيت العتيق، والبيت المحرّم، وأوّل بيت، والعديد من الأسماء الأخرى، وجلُّ هذه الأسماء ورد في كتاب الله تعالى.
موقع الكعبة المشرّفة وبناؤها
تقع الكعبة المشرفة في مدينة مكة المكرمة الواقعة في الجزء الغربيّ من شبه الجزيرة العربيّة، في أحد الأودية الواقعة في الجبال المعروفة باسم جبال السراة، حيث تحفّ هذا الوادي الجبال من كافّة الجهات، عند تقاطع كل من خط العرض أحد عشرة درجة، وخمسة وعشرين دقيقة إلى الجهة الشمالية، وعند خط الطول تسعة وثلاثين درجة، وتسعة وأربعين دقيقة إلى الجهة الشرقية، هذا ويقدّر ارتفاع الكعبة المشرفة عن سطح البحر بنحو ثلاثمئة متر تقريباً.
الكعبة هي بناء يقارب الشكل المكعب تقريباً، حيث يقدّر ارتقاعها بحوالي خمسة عشر متراً، أمّا طول ضلعها من جهة الباب فيبلغ اثنا عشر متراً، وكذلك الأمر بالنسبة للضلع المقابل له، في الوقت الذي يبلغ فيه طول كل ضلع من الضلعين الآخرين حوالي عشرة أمتار تقريباً، ومن الجدير ذكره أنّ الكعبة لم تكن كما هي عليه الآن في عهد إسماعيل ـ عليه السلام-، فقد خضعت لعدّة تغييرات وإضافات منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا.
للكعبة أربعة أركان هي: الركن اليمانيّ وهو الذي يقع باتجاه اليمن، ويطلق عليه الركن الجنوبيّ وذلك بسبب كونه متجهاً نحو الجهة الجنوبية، والركن العراقي والمتّجه نحو العراق، والمعروف أيضاً باسم الركن الشماليّ لتوجهه جهة الشمال، والركن الأسود والذي سمّي بذلك بسبب أن الحجر الأسود مثبت فيه، وهو متجه محو جهة المشرق، وأخيراً الركن الشامي الذي يشير إلى بلاد الشام والمتّجه تقريباً نحو الغرب، والذي يطلق عليه أيضاً اسم الركن الغربيّ.
أمّا الحجر الأسود فهو حجر له شكل بيضاويّ، لونه أسود يميل إلى اللون الأحمر، ويبلغ طول قطره قرابة الثلاثين سنتيمتراً، وهو الذي يبدأ منه الطواف وينتهي إليه، هذا ويرتفع الحجر الأسود عن سطح الأرض قرابة المتر ونصف، حيث يزيّن إطاره بالفضة، حفظاً له، وإعلاءً لمكانته العالية.