كرم الله تعالى الإنسان و فضله على جميع المخلوقات على هذه الأرض ، و من مظاهر هذا التكريم أنه عزوجل كلف الإنسان بإعمار الأرض و سخر له كل ما في هذا الكون لخدمة مصالحه ، كما قال سبحانه و تعالى في كتابه الكريم : " و سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون " .
و من مظاهر تسخير الله عزوجل الأرض و ما عليها للإنسان هو جعل هذه الأرض صالحة للزراعة ، و تمكين الإنسان من زراعتها ، فمنذ قديم الزمان اعتمد الإنسان على الزراعة كمصدر للحصول على غذائه ، لكن مع مرور الوقت بدأ الإنسان بزراعة نباتات قد تفيده في أمور أخرى غير الغذاء مثل : نباتات الزينة ، التي يستمتع الإنسان بمنظرها الخلاب ، و الأعلاف التي يستفيد منها في تغذية المواشي و الحيوانات .
و كذلك الأمر بالنسبة إلى كيفية الزراعة ، فقد استطاع التوصل إلى الأسمدة بأنواعها ( الكيميائية و الطبيعية) لإعطاء النباتات المواد و العناصر الضرورية التي تنقصها و بالتالي زيادة و سرعة في الإنتاج ، و استطاع التوصل إلى تقنيات كثيرة و ادخالها في الزراعة ، مثل : استخدام البيوت البلاستيكية و الزجاجية ، الإستنبات : أي زراعة النباتات دون وجود تربة .
تشكل الأعلاف مصدراً مهماً لتغذية الحيوانات و المواشي ، و من أهم هذه الأعلاف الشعير ، الذي يعتمد عليه الكثير من مربي المواشي كمصدر لتغذية مواشيهم ، لهذا نجد الكثير من أصحاب الأراضي الزراعية يبادرون إلى زراعة الشعير في أراضيهم ، لكن المشكلة في زراعة الشعير تكمن في كونه يحتاج إلى أراضٍ و اسعة ، كما أن تكلفة زراعته مرتفعة ، كذلك يحتاج إلى الكثير من الأيدي العاملة للعمل في زراعته ، لذا بسبب كل هذه المعوقات توصل الإنسان إلى طريقة جديدة لزراعة الشعير ، و هي الإستنبات .
و الإستنبات – كما ذكرنا سابقاً – هو زراعة النباتات دون وجود تربة ، لكن هل تؤثر هذه الطريقة الجديدة على مواصفات الشعير المنتج ؟
هذه الطريقة تعمل على تحسين مواصفات الشعير، بحيث تصبح مواصفاته كالتالي :
- يكون الشعير المنتج معقم و نظيف و خالي من الأمراض .
- يزيد القسم الأخضر الموجود في النباتات من 19-22 سم .
- يكون النبات طازج لمدة طويلة .
- يكون هذا الشعير سهل الهضم بالنسبة إلى المواشي .
- يزيد انتاجية الحليب و اللحم من المواشي بنسبة 17% .
و كيف يمكن زراعة الشعير دون وجود تربة ؟ تتم زراعة الشعير في كابينة على شكل غرفة محكمة ، بحيث تكون مصنوعة من مواد عالية الجودة و معزولة حرارياً ، و غلافها مصنوع من مادة فولاذية لحمايتها من الظروف الخارجية ، و يحتوي على أجهزة و معدات إلكترونية و حرارية ، لتعمل على تنظيم العمل داخل هذه الكابينة و تأمين الظروف المناسبة لنمو الشعير ، و للتحكم بالتهوية و الرطوبة و الحرارة و كمية الماء اللازم لري هذه الوحدة ، وهي أيضاً مزودة من الداخل برفوف لحمل الشرائح التي تستعمل لاستنبات الشعير .
و كما نعلم أن الإضاءة ضرورية جداً لنمو النباتات ، لذا تم تزويد هذه الكابينة بوحدة إضاءة مقاومة للماء ،كذلك الأمر بالنسبة للري ، فقد تم تزويدها بوحدة ري أوتوماتيكية ، بحيث تعمل على إعادة الماء الزائد عن حاجة النباتات إلى الخزان .