كيفية تكوّن الماء
مر كل من البروتون، والنيترون، والإلكترون بضغط تحت درجة حرارة 10 مليار درجة، وذلك عند تشكّل الكون، فتشكلت ذرات العناصر الأخف من الهيدروجين، والهيليوم كتل البناء الذرية في عملية تسمى التركيب النووي (nucleosynthesis)، وظهرت العناصر الأثقل بعد مرور وقت طويل عندما مرت العناصر الأخف بمرحلة الانصهار داخل النجوم في المستعرات العظمى، وبثت النجوم موجات متتابعة من هذه العناصر الثقيلة كالأكسجين بمرور الوقت، نحو الفضاء، حيث اختلطت مع العناصر الأخف، ولكن تكوين جزيئات الهيدروجين والأكسجين، وتكون الماء هما عمليتان مختلفان، فحتى عندما تمتزج جزيئات الهيدروجين والأكسجين، فإنها لا تزال بحاجة إلى شرارة من الطاقة لتكوّن الماء.[١]
تشير بعض النظريات إلى مصدر الماء على الأرض، فتبين إحداها أن ملايين الكويكبات والمذنبات ضربت سطح الأرض منذ حوالي 4 مليارات سنة، والتي كانت صخور محملة بالماء الذي تم إطلاقه عند الارتطام بسطح الأرض، ولكن يعترض بعض العلماء على هذه النظرية، لأنهم لم يجدوا أي بقايا للمذنبات والكويكبات على الأرض بعد، كما أنهم يتساءلون عما إذا كان من الممكن حدوث تصادمات كافية لتواجد كل هذه المياه في محيطات الأرض.[١]
توضح نظرية حديثة أخرى أن الأرض قد تعرضت لوابل من الأكسجين والعناصر الثقيلة الأخرى المكونة للشمس، ثم اندمج الأكسجين، والهيدروجين، والغازات الأخرى التي تنطلق من الأرض في عملية تعرف باسم إفراغ الغاز، مما أدى إلى تشكل محيطات الأرض والغلاف الجوي، ويوجد نظرية أخرى ابتكرها فريق من العلماء من معهد طوكيو للتكنولوجيا الياباني، والتي تنص على احتمالية وجود طبقة سميكة من الهيدروجين التي كانت تغطي سطح الأرض في وقت ما، وتتفاعل مع أكاسيد في القشرة الأرضية لتشكل الماء في محيطات الأرض.[١]
دورة الماء
تقوم الشمس بتسخين الماء في المحيطات، فيتبخر جزء منه كبخار في الهواء، ويأتي جزء آخر أصغر منه بسبب عملية تسامي الجليد أو الثلج، الذي يتحول مباشرةً من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية، ثم ترفع التيارات الهوائية المتصاعدة البخار إلى الغلاف الجوي، إلى جانب البخار المُنبعث من النباتات، والتربة، ويرتفع البخار في الهواء، فتؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى تكثفه على شكل سحب، وتقوم التيارات الهوائية بتحريك الغيوم حول العالم، وتتصادم السحب، وتسقط الأمطار التي يكون بعضها على شكل ثلوج، التي قد تتراكم في طبقات جليدية، وأنهار جليدية، وهي قد تخزن المياه المتجمدة لآلاف السنين.[٢]
تذوب الثلوج في المناطق ذات المناخ الدافئ كثيراً، وقد تسقط الأمطار على المحيطات أو اليابسة، وتتدفق الأمطار فوق سطح الأرض بفعل الجاذبية كجريان سطحي، ويدخل جزء منه إلى الأنهار في الوديان، التي تتدفق نحو المحيطات، كما يتسرب جزء منه إلى المياه الجوفية، التي تخزن المياه العذبة لفترات طويلة من الزمن، وتخرج وبعض المياه الجوفية إلى سطح الأرض كينابيع للمياه العذبة من خلال بعض الفتحات، كما تمتص جذور النباتات المزيد من المياه الجوفية، لتتبخر في النهاية من الأوراق، وتستمر دورة الماء هكذا.[٢]
أجزاء الماء
يتكون الماء من الذرات، التي تعتبر أصغر مكون لأي عنصر، والتي تتحد معاً لتُشكل الجزبئات، ويحتوي جزيء الماء على ثلاث ذرات، وهي ذرتين من الهيدروجين (H)، و ذرة من الأكسجين (O)، ولهذا السبب يشار إلى الماء في معظم الأوقات ب(H2O)، وتحتوي قطرة ماء واحدة على مليارات من جزيئات الماء.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت JONATHAN ATTEBERRY, "Where does water come from?"، www.science.howstuffworks.com, Retrieved 11-7-2018. Edited.
- ^ أ ب "Summary of the Water Cycle", www.water.usgs.gov, Retrieved 11-7-2018. Edited.
- ↑ "Water's Compositions", www.idahofallsidaho.gov, Retrieved 11-7-2018. Edited.