بلدة غرينتش
تقع بلدة غرينتش في الجزء الجنوبي الشرقي من العاصمة البريطانيّة لندن، وتشغل البلدة مساحة كبيرة من لندن الكبرى، وتنضم إلى ولاية Royal Borough of Greenwich، وقد حظيت البلدة بأهميّة كبرى في الآونة التي تلت اختيارها "صفر الزمان" عالميّاً، وترتّب على ذلك تحديد الوقت في كل مدن العالم بالنسبة للبعد عنها؛ ومن الجدير بالذكر أنّ سبب اختيارها هذا يعود إلى وقوع الجزر فوق خط غرينتش على مدار الساعة دون تغيّر، بالإضافة إلى أنها غير مأهولة، وأكثر ما يميز هذه المنطقة هو موقعها أسفل الانحناء المميز لنهر التايمز، بالإضافة إلى انقسامها نتيجة مرور خط غرينتش فيها وهو عبارة عن خط أسود مرسوم على الأرض؛ فتنقسم المدينة إلى نصف شرقي وآخر غربي.
انطلاقاً من ابتكار فكرة خط غرينتش جاءت فكرة ساعة غرينتش حيث تعتبر مقياساً عالمياً يُقاس التوقيت الزمني والفروقات بين المدن على أساسها وفقاً لقربها وبعدها عن الخط، وتكون هذه الساعة بمثابة بوصلة لحساب الفرق الزمني.
ساعة غرينتش
تعتبر ساعة غرينتش المقياس الزمني القائم على أساس دوران الأرض حول نفسها خلال يوم واحد؛ وذلك تبعاً لخط الطول الذي يقسم بلدة غرينتش البريطانيّة، ويعتمد مقياس الزمن هذا على نقطة مرجعيّة للتوقيت. ومن الجدير بالذكر أن الأنظمة العالميّة قد اتخذت من ساعة غرينتش مقياساً زمنياً انطلاقاً من نقطة الصفر، ولحساب التوقيت في مدن العالم فإن جميع المدن الواقعة في الجزء الشرقي للخط تُحسب على أن وقتها ( )، أما المدن الغربيّة للخط يُحسب وقتها بأنه (-).
يعود تاريخ إنشاء ساعة غرينتش إلى عام 1883م، حيث تم إبرام اتفاقيّة عالميّة على ذلك نظراً لمرور خط الصفر أو صفر الزمان من المدينة وخاصة بالمعهد الملكي الفلكي البريطاني، وبناءً على ما تقدّم فإن الخط اعتُبِرَ مرجعياً، فتقسم الكرة الأرضيّة طولياً إلى 360 خطاً افتراضياً تجمع قطبي الأرض ببعضهما.
حساب الفرق الزمني
تحتاج خطوط الطول إلى مدة تصل إلى 4 دقائق تقريباً ليحل خط مكان الآخر عند دخول الأرض بمرحلة دورانها حول نفسها، هذا وتحتاج دورة الأرض حول نفسها أن يكون الرقم 1440 دقيقة هو ناتج مجموع الدقائق في يوم دورانها، وهو حاصل ضرب 4*360، ومن الأمثلة على ذلك: إذا كانت الساعة في دبي 4:00 مساءً فإن ذلك يدلّ على أن الساعة في غرينتش أو وفقاً لتوقيت غرينتش هي 12 ظهراً، حيث تضاف إلى التوقيت 4 ساعات.
لا بد من التنويه إلى أن المنطقة الزمنيّة عبارة عن أحد المقاطع في الكرة الأرضيّة؛ تخضع لتوقيت زمني واحد، وتخضع المناطق الزمنيّة للتقسيم طولياً بالتوازي مع قطبي الكرة الأرضيّة؛ حيث تبدأ من القطب الشمالي وتنتهي بالقطب الجنوبي، وبذلك فإن قطبي الأرض لا يتبعان لأي منطقة زمنيّة إنما يخضعان للتوقيت العالمي.