ما هي آداب الدعاء

كتابة - آخر تحديث: ٧:١٠ ، ١٢ مايو ٢٠٢٠
ما هي آداب الدعاء

الحكمة من تشريع الدعاء

تكمُن الحكمة من تشريع الله -سبحانه- للدعاء في اعتباره عبادة من العبادات التي تُحقّق للعبد القُرب من الله -تعالى-، وتُؤدّي إلى نَفْعه؛ فالدعاء يُحقّق للعبد طلبه وسؤاله، فيتضّرع إلى ربّه، ويبتهل إليه؛ لينال حاجته، وقد وعد الله عباده بالاستجابة،[١] مع الإشارة إلى أنّ الدعاء إمّا أن يكون بالتوجُّه إلى الله، وسؤاله الحاجات، وإمّا بطاعة الله، وعبادته، وذِكْره، والأخذ بالأسباب المُوصلة إلى تحقيق المطلوب، وما يجدر بالعبد فِعْله تجاه ربّه، بما يمثّل الإيمان الحقيقيّ،[٢] ويُقصَد بالدعاء لغةً: إمالة الشيء بالصوت أو الكلام، والرغبة فيه، أمّا في الاصطلاح فهو: إظهار التذلُّل والحاجة لله -تعالى-، والرجوع إليه، كما عرّفه الطيبيّ، وعرّفه المناويّ بأنّه: افتقار العبد إلى الله -سبحانه- بإظهار حال الاضطرار، وعُرِّف الدعاء أيضاً بأنّه: طلب كشف الغُمّة، وتحقيق الحاجة من الله.[٣]


آداب الدعاء

يُستحسَن للمسلم التحلّي بعددٍ من الآداب حين التوجّه إلى الله، وطلب الحاجات منه، يُذكر منها:[٤]

  • الثناء على الله -تعالى-، والصلاة على النبيّ قبل طلب الحاجة.
  • استشعار عظمة الله -سبحانه-، مع الرغبة والرهبة منه.
  • إظهار التذلُّل والحاجة والفقر لله -سبحانه-، والبكاء أثناء الدعاء.
  • دعاء الله بأسمائه الحُسنى، وصفاته العُليا.
  • الدعاء بأحسن الكلام، وجوامعه، مع الحرص على خَفْض الصوت.
  • التوجُّه إلى الله -تعالى- في جميع الأحوال، وعدم الاقتصار على الدعاء في الشدّة أو الحاجة.
  • التوجّه إلى الله بالدعاء في الأوقات الفاضلة المباركة.
  • الاعتراف بالذنوب والخطايا.
  • التوبة إلى الله -تعالى- من الذنوب والمعاصي؛ بالاعتراف بالذنوب، والندم على ارتكابها، والعَزم على عدم العودة إليها؛ فالتوبة سببٌ من أسباب زيادة الخيرات، وتحقيق البركة في كلّ شيءٍ، وإجابة الدعاء.[٥]
  • الحرص على الوضوء قبل الدعاء، والتوجُّه إلى القِبلة، ورَفْع اليدين عند الدعاء.
  • التوسل إلى الله -تعالى- بأنواع التوسُّل المشروعة، كالتوسُّل إليه بالأعمال الصالحة.
  • الحرص على تقديم الأعمال الصالحة بإخلاص النيّة لله -سبحانه-، مثل: التصدُّق، والصيام، وغيرهما؛ لتكون العبادة وسيلةً للإجابة.
  • تجنُّب الدعاء على الأهل، أو النفس، أو المال.
  • الدعاء للغير؛ من الوالدَين، والإخوة، وغيرهم.
  • تكرار الدعاء وطلب الحاجة والسؤال ثلاث مرّات، والإلحاح، والجزم فيه.


موانع الدعاء

الدعاء سببٌ من أسباب تحقيق مُراد العبد، ودَفع المكروه عنه، إلّا أنّه قد لا يتحقّق ذلك المُراد؛ بسبب العدوان فيه، أو لضَعف القلب، وعدم عَزمه أو إقباله بشدّة على الله -سبحانه-، أو بسبب ارتكاب المُحرَّمات التي تَحول بين الدعاء والإجابة، أو بسبب الغفلة والسَّهو عن أوامر الله، وما فرضه على عباده، أو بسبب ارتكاب الذنوب والمعاصي، أو بسبب استعجال استجابة الدعاء، وترك الدعاء حين عدم تحقُّقه بسرعةٍ، مع الإشارة إلى أنّ استجابة الدعاء لا تنحصر في تحقيق الغاية؛ فقد تتحقّق للعبد في الآخرة، أو يُدفَع عنه شرٌّ ما، وربّما كانت الغاية فيها ذنوبٌ أكبر؛ فكان عدم الاستجابة أولى،[٦] ومن موانع إجابة الدعاء: الدعاء بقطيعة الرَّحِم أو الإثم، وكثرة ارتكاب المعاصي والمُحرَّمات التي بيَّنَها الله -تعالى-.[٧]


فَضْل الدعاء

يُعَدّ الدعاء عبادةً من العبادات التي يتقرّب بها العبد من ربّه؛ فالمسلم المُتوجّه إلى ربّه بالدعاء عابدٌ يمتاز بإرادةٍ قويّةٍ؛ لاتِّصاله بالله -تعالى-،[٨] كما دلّت العديد من النصوص الشرعيّة على فَضْل الدعاء، ومنها: قَوْل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (لا يردُّ القضاءَ إلَّا الدُّعاءُ، ولا يزيدُ في العمرِ إلَّا البرُّ)،[٩] وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (الدُّعاءُ ينفع مما نزل ومما لم ينزِلْ، فعليكم عبادَ اللهِ بالدُّعاءِ)،[١٠] وقال أيضاً: (سلُوا اللهَ مِنْ فضْلِهِ، فإِنَّ اللهَ يُحِبُّ أنْ يُسْأَلَ، وأفضلُ العبادَةِ انتظارُ الفرَجِ)،[١١] كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (الدُّعاءُ هوَ العبادةُ ثمَّ قال وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)،[١٢] فالدعاء هو العبادة الحقيقية؛ لِما فيه من الإقبال على الله وحده؛ فلا يرجو إلّا إيّاه، ولا يخاف إلّا منه، وبذلك فإنّ العبد يعترف بعبوديّته لله -تعالى-.[١٣][١٤]


المراجع

  1. "فوائد الدعاء وثماره والحكمة منه"، www.islamweb.net، 14-11-2005، اطّلع عليه بتاريخ 22-4-2020. بتصرّف.
  2. ابن رجب الحنبلي (1996)، فتح الباري (الطبعة الأولى)، المدينة: مكتبة الغرباء الأثرية، صفحة 20. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (الطبعة الرابعة)، جدة: دار الوسيلة، صفحة 1901-1902، جزء 5. بتصرّف.
  4. محمد نصر عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 512-515/517/518/521/524/526-527/528/530/543/582، جزء 10. بتصرّف.
  5. عبد الرزاق البدر (2003)، فقه الأدعية والأذكار (الطبعة الثانية)، صفحة 161-162، جزء 2. بتصرّف.
  6. محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة الحادية عشر)، السعودية: دار أصداء المجتمع، صفحة 392. بتصرّف.
  7. مجدي الأحمد، شرح حصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 37. بتصرّف.
  8. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 6. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم: 2139، حسن.
  10. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 3409، حسن.
  11. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 4685، صحيح.
  12. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 3247، حسن صحيح.
  13. صلاح الدق (10-1-2017)، "فضائل الدعاء"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 23-4-2020. بتصرّف.
  14. محمد إمام (2007)، أحلى الكلام في مناجاة ذى الجلال والإكرام (الطبعة الأولى)، مصر: مطبعة السلام، صفحة 6-7. بتصرّف.
2,015 مشاهدة