محتويات
تطور الإعلام
لم تعد مهنة الصحافة والإعلام حكراً على الصحفيّين أو المُشتغلين في وسائل الإعلام؛ حيثُ أتاح التطوّر التكنولوجي مشاركة الأفراد العاديّين الذين لا يملكون الخبرة في طريقة نقل الخبر أو صياغته، وحتّى استخدام الكاميرا وفق المعايير المُتعارف عليها في هذه المهنة، ونقصد بالتطوّر التكنولوجي: ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، التي يصطلح البعض على تسميتها أيضاً بوسائل الإعلام الاجتماعي، مثل فيسبوك، ويوتيوب، وإنستغرام، وتويتر، والمدوّنات وغيرها، وفي هذا المقال سوف نتعرّف أكثر على وسائل الإعلام الاجتماعي.
ما هي وسائل الإعلام الاجتماعية
تُعرّف وسائل الإعلام الاجتماعية بأنّها تكنولوجيا الإنترنت والتقنيات المُتنقّلة، التي يتم عبرها تحويل الاتّصالات إلى أشكال تفاعليّة من الحوار، أو أنّها عدد من تطبيقات الإنترنت، التي توفّر فرصة تبادل المحتوى (الإعلامي) أو المعلوماتي، وهي بالإضافة إلى وسائل التواصل المذكورة أعلاه: المجلّات الإلكترونيّة، والمنتديات، والمدوّنات، ومواقع الويكي عالية السرعة، والمُتاحة لجميع الأفراد للمشاركة في تدوين المعلومات، أو التعديل عليها، وتحمل وسائل الإعلام الاجتماعي العديد من الإيجابيّات والسلبيّات، والتي سوف نذكرها في الفقرة الآتية.
إيجابيات وسائل الإعلام الاجتماعية
فتح قنوات جديدة لنقل المعلومات
ممّا يؤدّي للسماح لمزيدٍ من المعلومات والبيانات بالتدفّق، بعدما كانت تديرها المؤسّسات والإدارات الإعلاميّة، والتي لا تراعي بالضرورة أخلاقيّات مهنة الصحافة، حيثُ تملك سياسة تحريريّة تتوافق مع مصالحها وأجندتها الخاصّة، الأمر الذي كان يُعيق وصول معلومات كثيرة إلى الناس والجماهير.
الوصول للمناطق النائية
حيثُ إنّ بعض المناطق لا تصل إليها عدسات المصوّرين، أو أقلام المُحرّرين، وبعثات الصحافة، وقد وجد سكّان تلك المناطق التي قد تكون بلدات، أو قُرى، أو ضيعاً، أو مناطق البادية والصحاري، فُرصةً لإيصال همومهم للمسؤولين وأصحاب القرار، بالإضافة إلى تعريف الناس بأحوالهم وعاداتهم، والتفاعل مع الآخرين باستخدام هذه الوسائل.
التوثيق
حيثُ يمكن الاطّلاع على بعض المواد والصور المنشورة بعد سنوات على مواقع الإعلام الاجتماعي، ما يعني توفيرها مجالاً لحفظ هذه المواد وتوثيقها، بعدما كان الفرد يواجه صعوبةً في حفظ موادّه باستخدام الورق، أو الوسائط المُتعدّدة، كما تستعين العديد من وسائل الإعلام العاديّة بما تنشره مواقع الإعلام الاجتماعي؛ لزيادة صحّة خبرها، وترك التوثيق لشهود العيان، بدلاً من نقله على الدوام على لسان مصادرها وشبكة مُراسليها.
سلبيات وسائل الإعلام الاجتماعية
عدم خضوعها لسياسة تحريرية
ولا نعني بالسياسة التحريريّة حذف معلومات والاحتفاظ بأُخرى، بل الطريقة التي يتمّ من خلالها عمل ذلك، حيثُ يمر الخبر في وسيلة الإعلام العاديّة بعدّة مراحل، من التأكّد من صحّته، والتمحيص والتدقيق، ثمّ التحرير، لإخراجه بلغةٍ جيّدة، وبطريقةٍ مُتسلسلةٍ ومُترابطة، على عكس مواقع الإعلام الاجتماعي، التي تُخرج الخبر، بغض النظر عن طبيعته في ذات اللحظة، أو بعد فترةٍ قريبةٍ من حدوثه بشكلٍ عشوائي.
عدم مراعاة أخلاقيات النقل الإخباري
فمن أخلاقيّات العمل الصحفي عدم بث صور لأشخاص في وضع إنساني حرج، كلحظة تلقّي أمّ شهيد خبر استشهاد ابنها، الأمر الذي تجد فيه وسائل الإعلام الاجتماعي وجبةً إخباريّةً ساخنة، غالباً ما تُشعل هذه المواقع بالردود والإعجاب.
التعدّي على أصحاب المهنة
لقد وجد الصحفي نفسه مُحتاراً أمام هذا الكم الكبير من المُزاحمات في مجال مهنته، فقد لا يتورّع جارٌ له أو صديق عن إعلامه، بأنّهما أصبحا زميلين، لأنّه قام بتصوير لحظةٍ من حدث، استعانت به بعض وسائل الإعلام.