الجزم
إنّ الجزم هو أحد أقسام الإعراب الأربعة في اللغة العربية، ويختص فقط بالفعل المضارع، فلا يتم جزم الأسماء، أو الحروف، أو الفعل الماضي أو الأمر، إذ تُجزم الأفعال المضارعة إذا سبقتها أداة من أدوات الجزم بعلامة تُسمى علامة الجزم.
إنّ أدوات الجزم هي عبارة عن مجموعة من الحروف تسبق الفعل المضارع فتجزمه وتحوّل حالته الإعرابية من الرفع إلى الجزم، وتكون علامة الجزم إما بالسكون وإما بحذف النون أو حذف حرف العلة الأخير من الفعل المضارع وهي: لم، ولما، ولام الأمر، ولا الناهية، وإنّ، ومن، وما، ومهما، وأيان، وأنى، وحيثما، وفي هذا المقال سنعرّفكم على علامات الجزم بشكل مفصل.
علامات الجزم
يعاني الكثير من طلبة المدارس من صعوبة الإعراب، وعدم تمييز علامات الجزم في الفعل المضارع الصحيح، أو المعتل، أو الأسماء الخمسة، ومن البديهيّ أن يعرف كلّ طالب أو قارئ للغة العربية أنّ علامات الجزم متعددة، وهي السكون وحذف النون في الأسماء الخمسة أو حذف حرف العلة في الأفعال المضارعة معتّلة الآخر، وللمزيد من التوضيح سنذكر في هذا المقال كلّ علامة إعرابية خاصة بالجزم حسب ما ذكر الناظم بالتفصيل.
السكون
إنّ علامة الجزم الأصلية هي السكون وباقي العلامات تُعتبر فرعية في اللغة العربية، ويُجزم الفعل المضارع بالسكون إذا لم تتصل به نون النسوة أو التوكيد، وكذلك ألا يكون معتل الآخر، أو من الأفعال الخمسة غير مسند إليه واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، أو ألف الاثنين.
إذا كان الفعل المضارع صحيحاً مُعرباً فإنّه يُجزم بالسكون كما في قول الله تعالى: (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ) [الإخلاص: 3]، حيث تُعرب الأفعال المضارعة الصحيحة يلد ويولد بالسكون لأنّها سُبِقت بحرف الجزم لم وحققت شروط الجزم.
حذف حرف العلة
يُجزم الفعل المضارع المعتل الآخر بحذف حرف العلة منه، ونعني بالفعل المعتل الآخر الفعل الذي ينتهي بأحد حروف العلة مثل الواو والياء والألف، وعادة يُترك الحرف قبل الأخير من الفعل المضارع المجزوم مرفوعاً بالضمة إذا كان معتل الآخر بالواو مثل لا تدعُ، ومفتوحاً إذا كان آخره ألف مثل لا تنه، ومكسوراً إذا كان آخره ياء مثل لا تزنِ.
عندما نقول: لا تخْش إِلّا الله، يُعرب الفعل تخْش بأنّه فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الألف، بسبب وجود لا الجازمة قبل الفعل.
حذف النون
تُجزم الأفعال المضارعة التي تأتي على نسق: تفعلين، تفعلان، يفعلان، تفعلون، يفعلون أي الأفعال الخمسة بحذف النون من آخرها، ففي قول الله تعالى: (فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي ۖ) [القصص: 7] جُزِم الفعلين تخافي، وتحزني بحذف النون لأنّهما مسندان إلى ياء المخاطبة، وكذلك الفعل تنيا جُزم بحذف النون في قول الله تعالى: (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي) [طه: 42] لأنّه أُسند بألف الإثنين، وعندما يسند الفعل المضارع بواو الجماعة فإنّه يُجزم بحذف النون كما في قول الله تعالى: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ) [التوبة: 78].