مفهوم ثقافة العيب

كتابة - آخر تحديث: ٢١:١٧ ، ١٤ أبريل ٢٠١٦
مفهوم ثقافة العيب

ثقافة العيب

هي ظاهرة من الظواهر التي يرفض فيها مجتمعٌ ما قبولَ شيءٍ لا يتناسب مع العادات، والتقاليد السائدة، أو النظرة الفكرية المشتركة بين الأفراد عموماً، وترتبط ثقافة العيب عادةً بظهورِ شيءٍ جديدٍ وغير مألوف أو معروف مسبقاً وقد يكون معتمداً على ثقافة غيرية؛ بمعنى مأخوذ من المجتمعات الأخرى، لذلك يعتبر مرفوضاً، وغير مقبول؛ بسبب عدم توافقهِ مع الأفكار الثقافية، والاجتماعية، وحتى الأخلاقية داخل المجتمع الواحد.


إنّ ثقافة العيب من القضايا الاجتماعية الشائكة، والتي انتشرت في العديد من المجتمعات، والدول؛ لأنها اعتمدت بشكل رئيسي على تأثير الفكر الاجتماعي السائد، وهذا ما أدّى إلى جعل مفهوم ثقافة العيب مرتبطاً بشكل رئيسي بالفكر الاقتصادي المعتمد على العمل، وخصوصاً عند رفض فئة من الشباب فكرة العمل بأيّ عملٍ يكون أقلّ من مستواهم التعليمي، أو لا يتناسب مع البيئة التي يعيشون بها، فيُفضل معظمهم البقاء في المنزل على العمل بأي مهنة قد تؤدي إلى التقليل من شأنهم الاجتماعي أمام أصدقائهم، والناس المحيطين بهم، مما ينتج عن ذلك تعزيز وجود ثقافة العيب بشكل ملحوظ.


أسباب ظهور ثقافة العيب

توجد مجموعة من الأسباب تؤدي إلى ظهور ثقافة العيب، وهي:

  • النظرة السلبية للمهن، وللعاملين بها، والذي يُعتبر سبباً مهماً من أسباب انتشار ثقافة العيب بين الشباب، وخصوصاً عندما يعكس بعض العاملين في المهن صورةً سيئةً عن مهنتهم، ممّا يؤدّي إلى تعميمها على كافة العاملين في تلك المهنة.
  • تأثير التربية الأسرية، والتي ترتبط بالتحكّم في بعض القرارات، والأهداف التي يسعى الأبناء لتحقيقها، فمثلاً: عندما ترى الأسرة أن هذه المهنة غير مرغوبة لمجموعة من الأسباب الخاصة بها، عندها يتأثر الأبناء برأي العائلة بشكل مباشر.
  • تأثير البيئة المحيطة، والتي ترتبط بآراء الأشخاص المُحيطين بالفكرة المستحدثة، والتي تُعبّر عن المجتمع المحيط المكون من أقارب، وأصدقاء، وزملاء دراسة الفرد.
  • غياب المفاهيم الصحيحة حول طبيعة المهن. إنّ عدم وجود تعريفات مناسبة ودقيقة لكل مهنة من المهن يؤدّي إلى حدوث عدم فهم لها، ولدورها في المجتمع، وهذا ما يؤدي إلى تحفيز انتشار ثقافة العيب بشكل ملحوظ.


نتائج ثقافة العيب

تنتج عن ثقافة العيب مجموعة من النتائج السلبية التي تؤثر على الأفراد، ومن ثم على المجتمع، ومنها:

  • حدوث فائض في وظائف مُعيّنة، مع وجود عجز في وظائف أخرى مما يؤثّر سلبياً على القطاع الاقتصادي.
  • قلة عدد الأيدي العاملة في المهن الحرفية، والإنتاجية ممّا يرغم المصانع والشركات على الاعتماد على العمالة الوافدة بدلاً من العمالة المحلية.
  • ارتفاع نسبة الزيادة في مُعدّل البطالة بين فئات الشباب القادرين على العمل.


أنواع ثقافة العيب

تقسم ثقافة العيب إلى النوعين التاليين:


ثقافة العيب الفردية

هي كلّ قرار يتخذه الفرد وحده؛ بناءً على أفكار، وآراء شخصية خاصة بهِ، تجعله يرفض مجموعة من الوظائف التي يرى أنها لا تتناسب مع مهاراته، أو قدراته الفردية، كما أنه يعتقد أن الأفراد المحيطين بهِ سينظرون له نظرة سيئة، وسيفقد احترامهم، لذلك يتمنّع عن الوظيفة المتاحة، ويفضل عدم العمل.


ثقافة العيب الاجتماعية

هي مجموعة من الأفكار التي تشمل مجتمعاً كاملاً يرفض وظيفة معينة، فلا يقبل عمل بعض الأشخاص الذين يوجدون ضمنه، ويسبّب هذا النوع من ثقافة العيب العديد من التأثيرات السلبية على قطاعات العمل في البيئة الاقتصادية، ومن الأمثلة على ثقافة العيب الاجتماعية: عدم تقبل عمل المرأة في قيادة سيارة الأجرة، أو حافلة النقل العام.

1,025 مشاهدة