جزيرة توتي
تقع جزيرة توتي في السودان عند نقطة التقاء نهري النيل الأزرق والأبيض في العاصمة الخرطوم، وتحيط بجزيرة توتي ثلاث مدن رئيسية وهي العاصمة الخرطوم، وبحري، وأمدرمان، وتبلغ مساحة هذه الجزيرة تسعمائة وخمسين فداناً.
تشتهر توتي بجمال الطبيعة الخلاب، فهي جزيرة خضراء تكثر بها أشجار الفواكه بأنواعها خصوصاً المانجو، والجوافة، وبساتين الليمون، وتتميز بشواطئها ذات الرمال البيضاء، وهي المنطقة المفضلة للسباحة لأهالي وزوار هذه الجزيرة.
تاريخ جزيرة توتي
توتي هي من الجزر القديمة وبفضل موقعها المتميز تواجد فيها السكان منذ زمن قديم، ففي إحدى المدن القديمة تسكنها قبيلة المحس منذ أكثر من خمسمائة عام، وهي من القبائل التي ترجع في أصلها إلى قبيلة الخزرج الأنصارية إحدى قبائل المدينة المنورة.
منذ القدم كانت الجزيرة منغلقة على أهلها ولا تتصل بالمدن التي حولها إلا من خلال المراكب أو القوارب البحرية، وتعتبر الخرطوم هي الأكثر اتصالاً مع هذه الجزيرة، حيث تأسست فيها منارة لتعليم القرآن الكريم قبل أربعمائة سنة، ولهذا ما يميز هذه الجزيرة بأنها خالية من الأمية، فالكثير من العلماء البارزين في السودان ترجع أصولهم لجزيرة توتي.
نذكر أن توتي تعرضت للكثير من الفيضانات وأشهرها فيضان عام 1946، وتعرض أهالي الجزيرة لمحاولات الترحيل منها بهدف تحويلها لمنتجع سياحي؛ ولكن المحاولات باءت بالفشل بفضل صمود أهالي توتي.
أهمية جزيرة توتي
يمكن تقسيم توتي لمرحلتين؛ فالمرحلة الأولى توتي المنعزلة بفضل المياه التي تحيطها، فالحياة فيها بسيطة والهدوء يسيطر عليها خلال المساء، ولكن يدب النشاط فيها مع الصباح الباكر، فأهالي الجزيرة يميزون فيها الغريب عن غيرهم، ولا يدخل إليها الغرباء إلا عن طريق القوراب وهذه الملامح هي ما قبل تأسيس الجسر.
خرجت توتي من عزلتها في عام 2010بعد بناء جسر يربطها مع الخرطوم، وتسمى هذه المرحلة ما بعد الجسر، فالحياة تغيرت والكثير من الغرباء دخلوا الجزيرة، وأصبح تصدير المنتجات الزراعية أكثر سهولة، ولكن مع هذا كله ما زال سكان الجزيرة محافظين على عاداتهم وتقاليدهم، ويقال أنّ هذه الجزيرة هي المكان الذي التقى فيه النبي موسى عليه السلام مع الخضر عليه السلام.
أبرز شخصيات جزيرة توتي
من أشهر علمائها الشيخ أرباب العقائد وهو أول من بنى مسجد في الخرطوم، والشيخ خوجلي أبو الجاز (أزرق توتي)، والسياسي قاسم أمين، والأديب معاوية محمد نور الدين المتمرس في مجال النقد والقصة، والفنان حمد ريح الذي تغنى بجمال وأهالي توتي الذين يتكاتفون خلال حدوث الفيضانات، والبروفيسور داوود مصطفى خالد الذي يلقبه السودانيون بأبو الطب في السودان.