ما واجبنا نحو الوطن

كتابة - آخر تحديث: ٢٠:٠٧ ، ١٨ فبراير ٢٠٢٠
ما واجبنا نحو الوطن

الوطن

الوطن هو الأرض التي ينشأ عليها الإنسان ويتوارثها، وهو المصدر الذي يؤمّن له مُستلزمات الحياة من طعامٍ وشرابٍ ولباسٍ ومأوى، كما يؤثّر في تكوين شخصيّات مُواطنيه بما يُرسّخ فيهم من عادات وتقاليد وأعراف ومعتقدات، بالإضافة إلى تأثيرات الأرض والماء والهواء والحرارة والأحياء التي تُكسب المواطنين صفات متشابهة.


يُعرف الوطن أيضاً بأنّه واقع ماديّ جغرافي الملامح، يُشكّل جزءاً من الكرة الأرضية، التي يتوطّنها البشر منذ قرونٍ في مجموعات مُتفاعلة ومتماسكة، بهدف تحقيق مَصلحةٍ في بقعةٍ أرضيّة مُعينة، ولذلك لا يستطيع الإنسان العيش دون وطن يحميه ويُدافع عنه، ويرعاه، ويُقدّم له الخدمات المختلفة.[١][٢][٣]


مكونات الوطن

للوطن عدّة عناصر ومُكوّنات لا يكتمل كيانه إلا بها وهي:[٤]

  • الشعب: مجموعة من المواطنين يشتركون بالجنسية نفسها، ويربطهم الانتماء للوطن، ولديهم الرغبة بتوفير مجموعة من الاحتياجات، والتكافل فيما بينهم للقيام بما يَضمن تحقيق هذه الاحتياجات.
  • الإقليم: هو جزء من الأرض، وتُمارس عليه السلطة قوتها وتفرض قوانينها، ويَحكمها حاكم واحد، كما أنّه مَكان استقرار الشعب، ومصدر ثروة الدولة. يُقسّم الإقليم إلى إقليم أرضي؛ وهو سطح الأرض اليابس الذي عيّنته الدولة، ومَا تليه من طبقات الأرض، وما ارتفع عنه من جبال وهضاب، والإقليم المائي والذي يَشمل المياه الإقليمية وما جاور حدود الدولة من بحار وما احتوته من بُحيرات وأنهار، والإقليم الجوّي، ويتضمّن الغلاف الجوي فوق الإقليم المائي والأرضي.
  • السلطة: هِي الحكومة التي تُمارس السلطة باسم الدولة، وهي ما يُميّز الدولة عن بَقيّة دول العالم.


واجبات المواطن

يُعرّف علماء القانون الواجب بأنّه التزام قد يكون ذا طبيعةٍ قانونيّة أو أخلاقيّة، وهو اللفظ المُقابل للحقوق التي يَحظى بها مواطنو الدولة، والذي يدلّ على الأخلاق والقوانين التي يجب على المُواطن الالتزام بها داخل المجتمع: [٥][٦][٧]

  • الوفاء والإخلاص للوطن ومَحبّة المواطنين جميعاً سواء اتفقوا معاً أم اختلفوا، بمَوجب ما يتمتّعون به من خَيرات مُشتركة، وما يتعرّضون له من خَطر يُهدّدهم جميعاً، وبما يَجعل الوَطن لكلّ المواطنين.
  • المُساهمة في خِدمة المجتمع المحلي من خلال المشاركة المبادرات التي تُعنى بنظافته وإعماره ونمائه وتحقيق التكافل الاجتماعي فيه.
  • الحفاظ على أمن الدولة وكف الأذى عن دِماء المواطنين وأعراضهم وأموالهم، والاستعداد للتضحية بالأموال والأرواح في سبيل الدفاع عن الوطن.
  • احترام القوانين وعدم مخالفتها، والدعوة إلى تَطبيقها ومجابهة كلّ من يخالفها، ممّا يَنتج عنه حفظ المجتمع من الفوضى والتخريب.
  • الاهتمام بالاطّلاع على القضايا المؤثّرة في المجتمع.
  • عدم التهرب من الضرائب والرسوم.
  • العمل على بناء الوطن ورفعته كل حسب ما يمتلكه من علم وخبرة ومعرفة.
  • المُشاركة في قضايا المجتمع والدفاع عنها.
  • واجب حماية الحريّات والدفاع عنها.
  • حماية ممتلكات الدولة ومرافقها العامة وعدم تدميرها.
  • أداء الخدمات كالخدمة العسكرية .
  • النصيحة للمسؤولين وأولي الأمر بما فيه صلاح الدولة واستقامتها.
  • المُشاركة والتصويت في الانتخابات.


حب الوطن في الإسلام

جعل الله عز وجل حماية الأوطان والدفاع عنها جهاداً في سبيله، فقال في كتابه العزيز(وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ).[٨] عبّر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حبه لمكة؛ فقال يوم هاجر من مكة :(اللهمَّ أنتِ أحبُّ البلادِ إلى اللهِ ، وأنتِ أحبُّ البلادِ إليَّ ، ولولا المشركونَ أهلَكِ أخرجوني لمَاَ خرجتُ منكِ)[٩]، كما أكدت وثيقة المدينة مفهوم الوحدة والعدالة بين أفراد المجتمع ، ومنعت التظالم بينهم، كما كفلت لغير المسلمين حقوقهم و تسامحت معهم وبينت لهم واجباتهم.[١٠]


المواطنة

المواطنة لغةً على وزن مفاعلة، مأخوذة من وطن وهو المنزل الذي يقيم به الإنسان، وتُفيد المشاركة بين المُواطن والوطن، وفي علم الاجتماع تُعرف المُواطنة بأنّها تفاعل اجتماعي بين أفراد طبيعيين ومُجتمع سياسي، يُقدّم فيها المواطن الولاء مقابل تقديم الطرف الأخير للحماية، وتُنظّم هذه العلاقة عن طريق الأنظمة الحاكمة.[١١]


حقوق المواطن

كما أنّ على المواطن واجبات لا بُدّ له من الالتزام بها، فإنّ لديه مجموعة من الحقوق يجب أن يحرص عليها:[١٢]


الحقوق المدنية

  • الحق بالحصول على حياةٍ كريمة ومُعاملة إنسانية.
  • عدم استعباده وتعريضه للسجن دون سبب.
  • حق التملّك والتنقل.
  • حق مغادرة الدولة والعودة إليها والسكن حيث يريد داخلها.
  • الحق في الحصول على حِماية القانون والمُساواة أمامه.
  • حرية الفكر والمُعتقد، والتعبير عن الرأي ضمن الحدود التي يَسمح بها القانون.
  • عدم إخضاعه مُرغماً لأيّ تجربة علمية أو طبية.
  • حقه في الحفاظ على خصوصيته وشؤون بيته.
  • الحق في اكتساب الجنسية.


الحقوق السياسية

  • حق الانتخاب في البرلمان والبلديات.
  • حق التأثير على القرار السياسي.
  • الحق في تكوين تجمّعات سلمية.
  • الحصول على الوظائف العامة.
  • حق تنظيم الأحزاب والجمعيات.


الحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية

  • حق العمل في ظروف مُناسبة.
  • حق المسكن.
  • حق الرعاية الصحية.
  • الحرية في الإنضمام للنقابات.
  • توفير الحماية الإجتماعية.
  • توفير الخدمات الكافية لكل مواطن.
  • الحق في الحصول على الغذاء الكافي.
  • الحق في الإضراب.
  • الحق في التنمية.
  • الحق في التعليم والثقافة.
  • الحصول على الحد الأدنى من الرفاهية الاجتماعية.


تنمية حب الوطن

عندما يُذكر الوطن وأهميّة حمايته يُذكر الشباب كأساسٍ لحضارته، وعمادٍ لتقدمه، ومصدر لطاقته الدائمة المتجددة الدافعة به في مصاف الدول المُتطورة، لذلك من وَاجب الدّول صناعة جيل شاب مُثقّف ومتعلّم وقياديٍّ، قادر على النهوض بالوطن، ومن طرق غرس مفهوم الانتماء وحب الوطن في الأجيال:[١٣]

  • التعاون بين أفراد المُجتمع الواحد لحماية الوطن من كلّ ما يُهدّد أمنه واستقراره.
  • المساهمة بشكلٍ إيجابيّ في رفعة الوطن باستخدام كل الطرق والوسائل المتاحة.
  • تظافر الجهود لغرس الانتماء للوطن، وذلك بالتعاون بين المؤسّسات، والبيوت، ووسائل الاعلام.


المراجع

  1. د.صادق السامرائي، المفردات الوطنية ومفردات السلوك الوطني ، صفحة 1. بتصرّف.
  2. د. ناهدة سابا العرجا، أ.د.تيسير محمد عبد الله، الأمن النفسي وعلاقته بالانتماء الوطني لدى قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة بيت لحم، صفحة 4. بتصرّف.
  3. حسن الصفار ، الوطن و المواطنة واجبات وحقوق ، صفحة 6. بتصرّف.
  4. رشدي بوزكري، المواطنة و دورها في بناء الدولة القوية، صفحة 53. بتصرّف.
  5. رشدي بوزكي، المواطنة ودورها في بناء الدولة القوية، صفحة 27. بتصرّف.
  6. ماهر أبوشاويش، المواطنة من منظور الشريعة الإسلامية، صفحة 473،474،475. بتصرّف.
  7. حسن السيد خطاب ، حقوق المواطنة وواجباتها في ضوء الكتاب والسنة ، صفحة 15،16.
  8. سورة آل عمران، آية: 167.
  9. رواه القرطبي المفسر ، في تفسير القرطبي، عن قتادة وابن عباس، الصفحة أو الرقم: 19/258.
  10. ماهر أبو شاويش، المواطنة من منظور الشريعة الإسلامية، صفحة 9,14،17. بتصرّف.
  11. ماهر أبوشاويش، المواطنة من منظور الشريعة الإسلامية، صفحة 5.
  12. رشدي بوزكري، المواطنة و دورها في بناء الدولة القوية، صفحة 41. بتصرّف.
  13. "https://saaid.net/Doat/arrad/3.htm"، صيد الفوائد. بتصرّف.
2,967 مشاهدة