مدينة ظلم
ظلم هي منطقةٌ تقعُ في المملكة العربيّة السعوديّة، وتابعة لمدينة مكّة المكرمة، تبعدُ عن مدينة الطائف مسافة مئتين وثلاثين كيلومتراً باتجاه الشرق، وتبعد عن مدينة الرياض حوالي خمسمئةٍ وخمسين كيلومتراً، حيث يمرّ عبرها طريق الطريق السريع الذي يربطُ مدينتيْ الطائف والرياض، وفيها أيضاً طريق الحجاز القديم بحيث يتقاطعُ الطريقان في ظلم، ولهذا فإنّها تعتبرُ نقطة التقاءٍ مهمّة واستراتيجيّة، وهي محطةٌ مهمّة لمن يودّ الذهاب إلى محافظتيْ عفيف والدوادمي، إضافةً للقسيم، وأيضاً لمن أراد التوجّه إلى العاصمة وكل ما يسبقها من مدنٍ وقرى.
مركز ظلم
تتبع ظلم إداريّاً لمحافظة الطائف، وهي تابعة أيضاً لإمارة منطقة مكّة المكرمة، كانت تتبعُ سابقاً لإمارة العاصمة الرياض حتّى عام ألفٍ وتسعمئةٍ وثلاثٍ وتسعين، تمّ بعد هذا التاريخ بربطِها بشكلٍ إداريّ لمنطقة مكّة المكرّمة.
تعتبر ظلم منطقةً فاصلة بين نجدٍ والحجاز، ويطلق عليها اسم: بوّابة الحجاز ومفتاح نجد؛ وذلك بحكم موقعها المميّز بينهما، وهي من مناطق عالية نجد، حيث ذكرت في قصائد كلٍّ من: امرئ القيس، وأوس بن حجر، والقتال الكلابيّ، وحميدٍ بن نور الهلاليّ وغيرهم، ويوجد في المنطقة بعض الآبار مثل بئر عد القديم، والذي يُطلق عليه اليوم اسم بئر الظفية.
يقع هذا البئر على طريق قوافل الحجّ، ويقع بجوار جبل ظلم وفي المنطقة أيضاً عددٌ من الآبار القديمة الأخرى كآبار اللميسة، والعوجا، وشرما، إضافة للدفينة وغيرها، وفيها أيضاً عددٌ من المواقع التي جاء ذكرُها في الشعر الجاهليّ، مثل: سفا والتي يطلق عليها اليوم اسم سفوة، وعردة التي تسمّى اليوم عردان، وحومل التي تسمّى الحوميّات في أيامنا هذه، وجاء ذكرها في معلّقة امرئ القيس، إضافة لأكاميم التي ورد ذكرُها في أشعاره أيضاً، وتسمّى اليوم الأكموم، حيثُ تقع إلى الجنوب من ظلم رمل عبدالله بن كلّاب، الذي كان معروفاً بهذا الاسم في زمن الجاهليّة، أمّا اليوم فيطلق عليه اسم: عرق سبيع.
يوجد في ظلم بعضُ المحميّات الطبيعيّة، وتمتلكُ ثاني أكبر محميّةٍ مسيجة على نطاقِ العالم، يطلق عليها اسم: محميّة محازة الصيد، وهذا الأمر حوّل ظلم إلى منطقةٍ محميّة فيها مقرٌّ حكوميّ للمحميّة.
سبب التسمية
أطلق على المنطقة اسم ظلم، نسبةً لجبل ظلم الشهير، وهو جبلٌ جاهليّ جاء ذكره بالشعر العربيّ القديم، وسمّي بهذا الاسم للجوء ذكر النعام (الظليم) باتجاه الجبل عند مشاهدته للبدو، وكان للون الجبل المظلم الواقع في منطقةٍ منبسطة بيضاء أحد الأسباب في تلك التسمية، وقد عرف الجبل بهذا الاسم قبيْل تأسيس منطقة ظلم بمئات الأعوام.
بداية تأسيس ظلم
أسفرت عمليّات التنقيب التي أجْريتْ على بعد ستّة كيلومترات جنوبيّ جبل ظلم في نهاية خمسينيّات القرن المنصرم، على العثور على احتياطيٍ هائل من المعادن النفيسة والذهب، وأمر الملك عبد العزيز آل سعود في تلك الفترة بإنشاء منجم للذهب في الموقع نفسه، وأسّس مركزَ إمارةٍ أمنيّاً تابعاً للمنجم في ذلك الوقت، وقد ولّى رئاسة المركز الشيخ عائض العبود القثاميّ، نصبت بعدها خيام المركز الأمني إلى الجوار من المنجم، وتم تمديدُ المنجم بالمياه النقيّة القادمة من وادي أبو مروة الواقع بالخرمة، وذلك بوساطة أنابيب شُقّت الصحراء لنقل تلك المياه على بُعد ستّين كيلومتراً. وقد بدأ تشييد البيوت الطينيّة إلى جوار المنجم، ولا زال البعض منها موجوداً في الحيّ القديم في ظلم حتّى يومنا هذا.