طرق ري النخيل

كتابة - آخر تحديث: ١٦:٢٦ ، ١٤ مايو ٢٠١٧
طرق ري النخيل

النخيل

تعد شجرة النخيل من الأشجار المعمرة، وتنحدر من قبيلة الفوفلية، وهي ذات ساق غليظة شاهقة الارتفاع؛ حيث بلغ ارتفاع أكثر أنواعها نحو 28.20م تقريباً؛ كما أنها متوّجة بأوراق ريشية ضخمة تُعرف بالسعف، وهي من النباتات ثنائية المسكن، حيث تحتوي النخلة الواحدة على جانب ذكري وآخر أنثوي؛ فينبثق كل منهما على شكل عراجين؛ ويتم التكاثر والتلقيح طبيعياً.


الموطن الأصلي لأشجار النخيل ما زال مجهولاً؛ ويُقال بأن الخليج العربي هو موطنها، وتشيع زراعة هذه الشجرة الباسقة في مختلف أنحاء مصر، والسعودية، وعُمان، والإمارات، والعراق، وسوريا؛ وهو يحتاج إلى عناية خاصة وخدمات معينة لتنجح زراعته تتفاوت ما بين ري ونوعية تربة.


طرق ري النخيل

الري السطحي

يتمثل الري السطحي بنقل كميات من المياه من شبكات وقنوات الري بشكل مباشر إلى البستان الدائم بالاعتماد على عدة طرق تنتهج أسلوب غمر سطح تربة البستان كاملاً، أو جزءٍ منه على الأقل؛ ومن أهم طرقها:

  • الري بالبواكي: يلجأ المزارع إلى استخدام هذه الطريقة مع الفسائل حديثة الغرس، وتتميز بأنها اقتصادية وتوفيرية في استخدام المياه، كما أنها تفتح الأفق في زراعة محاصيل بينية بين عددٍ من البواكي، إلا أنها من أكثر الطرق استخداما في الأراضي الرملية، والبواكي هي مجموعة من الأشجار المصفوفة ضمن صفوف، ويفصل بين صف وآخر حوض يطلق عليه اسم الباكية.
  • الري بالأحواض: يلعب هذا الأسلوب دوراً فعالاً في تقسيم الأحواض إلى أشكال هندسية سواء كانت دائرية أو مربعة أو مستطيلة؛ ويضم كل حوض عدداً من النخلات تتراوح ما بين 4-6 نخلات.؛ ويتسم هذا الأسلوب ببساطة انسياب المياه وتوجيهها فيه.
  • الري بالخطوط: يلجأ المزارع في هذه الطريقة إلى إقامة عدد من الخطوط بين الأشجار بواسطة أسلوب الحرث، وذلك استناداً إلى خط الانحدار أو الخط الكنتوري، وتتطلب ضرورة ملحة في الحفاظ على درجة انحدار الخطوط بنسبة لا تتجاوز 3% منعاً لتعرية التربة.
  • الري بالمساطب: تنشطر الأرض الزراعية إلى عدة قطع طويلة، وبعرض يمتد إلى خمسة أمتار كحد أقصى، ويأتي ذلك وفقاً لنوع النخيل والتربة، وتُغرس الأشجار في قلب هذه القطع المقسمة، وتفتح مقابس الحنفيات لتنطلق مياه الري وتتوزع بين المساطب، وتستخدم غالباً مع كافة أنواع التربة باستثناء الطينية الثقيلة.


الري بالرش

تعتبر طريقة الري بالرش الأكثر ملائمة لري المناطق المنحدرة وغير المنتظمة؛ نظراً لتدفق المياه بضغط عالٍ يصل إلى 80 رطل/ بوصة مربعة؛ وتُرفع من خلال مجموعة من الأنابيب المعلقة في الهواء، وتبدأ المياه بالتساقط على شكل رذاذ.


الري بالتنقيط

الري بالتنقيط من أكثر الطرق استخداماً في المملكة العربية السعودية، وتصنف ضمن التقنيات الحديثة في نظم الري، وتتم من خلال ضخ كميات من المياه ضمن كميات محسوبة بدقة ووفقاً لأوقات معينة على هيئة قطرات من منقطات تتصل مباشرة بأنابيب بلاستيكية صغيرة الحجم، وتتفاوت عدد المنقطات وفقاً لعمر النخلة وحجمها.


خدمات النخيل

نوع التربة

تتفاوت أنواع التربة التي من الممكن زراعة النخيل فيها، إلا أن هُناك عدة نواحٍ لا بد من التركيز عليها في جودة التربة ونوعيتها، سواء كان ذلك من حيث الحمل والنمو في التربة، ووفرة المياه والأسمدة، ومدى قدرة التربة على التصريف.


ارتفاع نسبة الأملاح في التربة يؤدي إلى اصفرار أعقاب السعف عوضاً عن لونها الأخضر؛ كما أنه يصيب النخلة بمرض يُعجزها عن إتمام انتشار السعف، وصغر حجم الانحناء، ومن الممكن للنخيل أن يتحمل العيش في الأراضي المالحة؛ بالإضافة إلى قدرته على تحمل ريّه بالمياه ذات الأملاح بنسب مرتفعة.


ري النخيل

يُشترط على المُزارع الأخذ بعين الاعتبار بأن طريقة الريّ تؤثر في نمو النخيل وإثماره بشكل كبير، فلا بد من ريّ تلك المحاصيل المزروعة في المناطق التي تهطل عليها الأمطار بكميات ضئيلة، ويعتبر النخيل من الأشجار التي تحتاج إلى درجة حرارة مُعتدلة أثناء مرورها في فترة النمو الخضري.


تنتقل حاجة محاصيل النخيل إلى الحرارة العالية دون الأمطار خلال فترة نضوج الثمار، وخاصة تلك التي كانت تعتمد على الري الدائم طيلة الفترة السابقة، أما في حال قدرة جذورها على الوصول إلى مصدر ماء دائم، فإن ذلك يعزز مستويات الرطوبة في النخيل وينعشها، وبالتالي ترتفع نسبة الرطوبة فوق النسبة المئوية المرصودة لبلوغ نقطة الذبول.


نصائح لري النخيل

  • الري دون انقطاع وبشكل يومي للفسائل حديثة الزراعة، ويستمر ذلك لمدة أربعين يوماً بدءاً من غرس الفسيلة في الأرض.
  • الري مرة واحدة كل ثلاثة أيام، ويكون ذلك عند بلوغ النخلة عمراً يتراوح ما بين 1-4 سنوات، وينخفض عدد مرات الري عند بلوغ سن الخامسة، فتصبح مرة واحدة كل أسبوع؛ مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار بُطء الري لغايات تجنب حدوث انجراف في التربة، والحرص على سد عطش النخيل بأكبر قدر ممكن من كميات المياه.
  • غمر المنطقة المُحيطة بجذور النخلة بالمياه، مع الحرص على التأكد من عدم وجود فراغات هوائية في هذه المنطقة من خلال دّك التربة، وغرس فسائل النخيل في تربة رملية.
  • المداومة على ري الفسائل خلال ساعات النهار وفقاً لارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة في المنطقة؛ حيث اعتدال الظروف المناخية.
  • عند بدء المجموع الجذري للنخيل بالتكوّن، تتفاوت عدد مرات الرّي ما بين مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً وفقاً للظروف المناخية السائدة في المنطقة، ولا بد من الإشارة إلى أن النخيل المثمر يحتاج إلى أكثر من مئة لتر من الماء في كل مرة لكل نخلة، وفي هذه المرحلة تصبح عملية الري على النحو التالي:
    • زيادة الري: ويشمل المواسم؛ وهي قبيل بدء التلقيح لغايات تحفيز نمو الطلع وتنشيطه، وعقب قطف الثمار فوراً، وخلال مرحلة نضج الثمار، بالإضافة إلى الفترة التي تلي جني المحصول.
    • تقليل عدد مرات الري؛ وتشمل المناطق التي يرتفع فيها منسوب المياه، وخلال الفترة التي تسبق جني المحصول، وخلال فصل الشتاء، وأخيراً خلال الإزهار.
ملاحظة: يُفضل غالباً ري النخيل خلال يوم يخلو من الرياح، ويأتي ذلك في مساعٍ لتقليل حدة تأثير الرياح في الري؛ وإيقاف الري في أواخر الخريف أو الشتاء الري تماماً؛ نظراً لوفرة المياه من الهطول المطري.
974 مشاهدة