محتويات
الشمس
تعتبر الشمس أكبر وأقرب نجم إلى الكرة الأرضيّة وتنتمي إلى المجموعة الشمسيّة، ويقدّر عمر هذا النجم تقريباً بنحو أربعة ونصف مليار عام. بدأ تكون الشمس من سديم غازيٍ معظمه هيدروجين تمركز ودار حول نفسه ليولّد الطاقة والضغط الكافيين لجعل ذرات الهيدروجين تندمج مع بعضها البعض لتكون هذا النجم العظيم.
موقع الشمس
تقع الشمس في مجرة درب التبانة، حيث تبعد عنها 30 ألف سنةٍ ضوئيّةٍ، وتنضم الشمس إلى مجموعة نجومٍ صغيرةٍ يصل عددها إلى 140 نجم، وكل 250 مليون عام تقوم الشمس بالدوران حول مركز مجرة درب التبانة، كما تقوم أيضاً بحركةٍ متعامدةٍ مع مدارها حول مركز المجرة لينتج عن هذه الحركة هزةٌ واحدةٌ كل 28 مليون عام.
مكوّنات الشمس
كباقي النجوم فإنّ الشمس تتكون بمعظمها من الهيدروجين، حيث يشكل قرابة 92% منها، ثمّ تتحوّل ذرات الهيدروجين إلى هيليوم لإنتاج الطاقة، وتمثل ذرات الهيليوم 7.8% من الشمس والأكسجين 0.06% وعناصر أخرى بنسبٍ مختلفةٍ من الكربون والنيتروجين والكبريت، ويبعد أقرب نجمٍ عن الشمس مسافة 4.3 سنةٍ ضوئيةٍ، وتبعد الشمس عن الأرض مسافة 149,600 كيلومتر، وتفوق كتلة الشمس كتلة الأرض بـ 330,000 مرةٍ، حيث تبلغ كتلة الشمس 1990 تريليون تريليون طن، وهذا ما ساعد كثيراً على خلق جاذبيةٍ كبيرةٍ للحفاظ على النظام الشمسي.
درجة حرارة الشمس
تفقد الشمس خلال التفاعلات النوويةٍ في قلبها ما يقارب 600 مليون طنٍ كل ثانيةٍ من مادتها، وكما هو معلومٌ فإنّ التفاعلات تحدث في النواة، حيث تنصهر ذرات الهيدروجين لتتحول إلى ذرات هيليوم، ممّا يؤدّي إلى تحرّر كميةٍ كبيرةٍ جداً من أشعة غاما (Gama Rays)، وينتج عن هذه التفاعلات حرارة تصل في مركز النواة إلى 15 مليون درجةٍ مئويةٍ، وعلى مدى آلاف السنين فإنّ الفوتونات التي تتولد في نواة الشمس تنبعث وتمتصّ في رحلتها إلى سطح الشمس.
بعد النواة تأتي المنطقة الإشعاعية والتي تصل درجة الحرارة فيها إلى ما يقارب 7 مليون درجةٍ مئويةٍ والتي تنخفض إلى 2 مليون درجةٍ مئويةٍ؛ لأنّه لا يمكن حدوث تفاعلاتٍ في هذه المنطقة، بعد ذلك تأتي منطقة الحمل الحراري حيث تحمل الحرارة فقاعاتٌ من البلازما لتصل بها إلى السطح. وتكون الحرارة في الجزء السفلي من منطقة الحمل ما يقارب 2 مليون درجةٍ مئويةٍ، ويأتي بعد ذلك سطح الشمس (الذي يرى بالعين المجردة) حيث تكون درجة حرارته أقل بكثيرٍ من داخل الشمس؛ فقد قدرت بحوالي 5,500 درجةٍ مئويةٍ.
أثناء الكسوف الشمسي ترتفع درجة حرارة الإكليل (هالة حول الشمس أثناء الكسوف) إلى 10 مليون درجةٍ مئويةٍ، وترتفع درجة الحرارة أيضاً كلما ارتفعنا إلى أعلى حيث غلاف الشمس لتصل إلى 20,000 درجةٍ مئويةٍ وهي أعلى من درجة حرارة سطح الشمس، وقد فسّر العلماء هذا الارتفاع بأن ّهناك موجاتٌ من الطاقة تطلق من سطح الشمس، أو أن المجال المغناطيسي للشمس ينشر الطاقة في عدة اتجاهاتٍ في الهالة.
الانفجارات الشمسية
كما أنّ هناك تفاعلاتٌ نوويةٌ ينتج عنها حرارة الشمس، فإّن هناك أيضاً ما يسمّى بالانفجارات الشمسية، وهي ظاهرة تتكرّر كل 11 سنة مرة، وتحدث هذه الانفجارات عندما تزيد الطاقة المغناطيسية وتتحرر فجأة، حيث ينتج ضوءٌ أبيضٌ متوهجٌ جداً ينبعث إلى الفضاء، كما أنّ الانفجارات الشمسية تعمل على إطلاق الغازات المشحونة كهربائياً بسرعة 3 ملايين كيلومترٍ في الساعة باتّجاه الأرض، ممّا يعمل على اضطراب الحالة الأيونية لطبقة الأينوسفير، ممّا يؤثّر على مجال الاتصالات اللاسلكية على الأرض.
حكمة الله في بعد الشمس عن الأرض
رغم أن الأرقام الخيالية التي ذكرت عن حرارة الشمس، إلّا أنّ ما يصل إلى الأرض من حرارة ما هو إلّا المناسب للحياة، وهذه هي حكمة الله وفضله على البشرية، فلو تحرّكت الشمس قليلاً باتجاه الأرض، لانقرضت الحياة ولاحترقت الأرض، ولكن سبحان الله الذي خلق كل شيءٍ بميزانٍ وحفظٍ منه سبحانه، قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ". وقال تعالى: "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ".