خلافة الإنسان للأرض
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض، واستخلف الإنسان فيها ليعمرها ويعيش عليها، ومنذ قديم الزمان والإنسان يعمر هذه الأرض، ويبحث فيها عن راحته، وعن كلّ ما يحقق له الرفاهية، ورغد العيش، وقد رافق هذا التطور أضراراً بالبيئة المحيطة به، نتيجة التقدم التكنولوجيّ، والعلميّ، والصناعيّ، ونتيجةً للاستخدام الخاطئ لمرافق البيئة؛ ممّا سبب خللاً في التوازن البيئيّ، والنظام الكونيّ، ومن الأمثلة على هذا الخلل ما نتج عنه من تلوثٍ للهواء، وللماء، والغابات.
الإضرار بالغابات
الغابات لها دورٌ أساسيٌّ في تحقيق التوازن، فهي البيئة الطبيعيّة للحيوانات، كما أنّها تلطف الجو، وتنتج الأكسجين النقيّ الضروريّ لصحة الإنسان، ولكنه لم يحافظ على هذه النعمة، ولم يصنها بالقدر الذي يضمن استمرارية التوازن الذي تحققهله وللبيئة المحيطة به،حيث قطع الأشجار دون سببٍ، واصطاد الحيوانات، وقتلها، لسبب أو دون سبب، ممّا أدّى إلى انقراض العديد من أنواعها، واستبدل ذلك بالعمران، ولم يقم بزراعة البديل عنها.
الإضرار بالماء
الماء هو أساس الحياة، ويوجد في الطبيعة على شكل أنهارٍ، وبحارٍ، وبحيرات، وهو الموطن الطبيعيّ للكثير من الكائنات البحرية، والأسماك، والحيوانات المتنوعة مفيدة للبيئة وللإنسان، ولكنه وجدها مكاناً لإلقاء النفايات، والتخلّص منها ممّا تسبب في موت، وانقراض بعضها، وإيذاء العديد من الكائنات البحريّة بمختلف أنواعها، الأمر الذي تسبب بمرض الأسماك، والذي انتقل من الأسماك إلى الإنسان عن طريق أكلها، وهذا أدى إلى إيذاء النباتات، والأشجار، والحيوانات التي تشرب من هذه المياه الملوثة، ومرض بعضها، وموت عددٍ آخر.
الإضرار بالهواء
الهواء الذي نتنفسه، والذي تقوم عليه الحياة على الأرض بعد الماء، لم يسلم أيضاً من أذى الإنسان وضرره، والكثير من مظاهر الحياة العصريّة الحديثة، وتطوراتها التكنولوجيّة كانت سبباً رئيسياً في ذلك الضرر، وأوّل هذه الأضرار ما نتج عن الصناعات من أضرار كالدخانٍ الكثيفٍ الذي يحتوي على الكثير من المواد التي تؤذي الإنسان، مسببةً له العديد من الأمراض، وأيضا الصناعات النوويّة وما ينتج عنها من إشعاعاتٍ، ومخلفاتٍ تسبب: أمراض السرطان، والأمراض الجلديّة للإنسان، كما أنّها تسبب موت الكثير من الحيوانات المائية في حال إلقائها في المياه، وكذلك أدّت هذه الصناعات إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض، والذي سيؤدي إلى اختلالٍ في الكثير من موازين الحياة، وما سيتبعها من أمراض، كما أنّ تلوث الهواء سيؤثر على الثقب الموجود في طبقة الأوزون والذي يستع كلّما زاد معدل تلوث الهواء، وكلّما اتسع هذا الثقب سترتفع درجة حرارة الجو، وستتعرض البشرية بشكلٍ أكثرإلى أضرار إشعاعات الشمس الخطيرة.