النزف ما بين الدورات الشهرية

كتابة - آخر تحديث: ١٩:٠٠ ، ٣١ أكتوبر ٢٠١٨
النزف ما بين الدورات الشهرية

الدورة الشهرية

يُعرّف العلماء والباحثون الدورة الشهرية (بالإنجليزية: menstrual cycle) على أنّه الفترة التي تمتد من أول يوم في حدوث النزف الشهري المعتاد إلى اليوم الأول من النزف اللاحق الذي يحدث في الشهر الذي يليه، وغالباً ما تكون هذه الفترة ثمانية وعشرين يوماً، ويمكن القول إنّ المدة تتراوح بشكلٍ عامٍ بين 24 يوماً و38 يوماً، ويجدر بالذكر أنّ هناك بعض النساء اللاتي تكون الدورة الشهرية لديهنّ منتظمة، فينجحن في توقع اليوم الذي يحدث فيه النزف على وجه صحيح، وفي المقابل تُعاني بعض النساء من عدم انتظام الدورة الشهرية، وتجدر الإشارة إلى أنّ حدوث الدورة الشهرية يتضمن سيطرة الهرمونين المعروفين بالإستروجين والبروجستيرون، وإنّ الهدف من حدوث هذه الدورة هو التحضير للحمل، إذ يمكن القول إنّ عملية الإباضة التي تتمثل بإطلاق بويضة ناضجة واحدة تحدث مرة في الشهر، وبإطلاق هذه البويضة يبدأ الجسم بإعداد الهرمونات لتجهيز الرحم لحدوث عملية الحمل، وذلك بانتظار هذه البويضة للحيوان المنوي ليقوم بإخصابها، وفي حال عم وصول حيوان منوي ونجاح عملية الإخصاب والحمل، فإنّ الجسم يذرف بطانة الرحم على شكل دم يُعرف بنزف الدورة الشهرية، ويُعرف عند عامة الناس اختصاراً باسم الدورة الشهرية، وغالباً ما تستمر مدة النزف فترة تتراوح ما بين أربعة إلى ثمانية أيام، ويجدر التنبيه إلى أنّ هذه الفترة تكون فيها الهرمونات وخاصة الإستروجين في أدنى مستوياتها، الأمر الذي يُفسر شعور المرأة بالكآبة والحزن والتهيج خلال هذه الأيام.[١]


ومن الجدير بالذكر أنّ هناك العديد من التغيرات الطبيعية التي تطرأ على الدورة الشهرية ولا تُصنّف ضمن الاضطرابات، ومنها قلة كمية الدم النازل خلال الحيض بلوغ المرأة العشرينيات والثلاثينيات من العمر، إذ يكون دم الحيض أكثر غزارة في الحالات التي تبدأ فيها الدورة الشهرية لأول مرة في الحياة وكذلك خلال سنوات المراهقة، ومن التغيرات الطبيعة التي تطرأ على الدورة الشهرية أن يكون طولها 38 يوماً، بمعنى أنّ النزف يحدث مرة كل 38 يوماً، وغالباً ما تستمر هذه المشكلة لفترة من الزمن بعد أول دورة شهرية، وغالباً ما تنتظم خلال السنوات الثلاثة الأولى من أول دورة شهرية، ومن جهة اخرى قد تحدث بعض التغيرات الطبيعية على الدورة الشهرية الخاصة بالمرأة ببلوغها الأربعينيات من العمر، إذ تكون المرأة في هذه الفترة العمرية على مشارف بلوغ سنّ اليأس، ومن التغيرات التي قد تلاحظها المرأة في هذا العمر، حدوث الدورة الشهرية مرة كل بضعة أشهر، وقد تكون أخف أو كثر غزارة من الوضع الطبيعي، وقد تكون أقصر أو أطول من المعتاد.[١]


النزف ما بين الدورات الشهرية

إنّ حدوث نزف خارج الفترة التي يحدث فيها نزف الدورة أي بعد انتهاء الأيام التي يحدث فيها النزف المعتاد، يُعدّ أمراً غير طبيعيّ، ويمكن أن يُعزى حدوث ذلك لمجموعة من العوامل، نذكر منها ما يأتي:[٢]

  • اختلال توازن الهرمونات (بالإنجليزية: Hormonal imbalance): ويُقصد بذلك حدوث اختلالات في التوازن بين مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون، وهما الهرمونان المسؤولان عن تنظيم الدورة الشهرية كما أسلفنا، ومن العوامل التي قد تتسبب بحدوث اختلالات أو اضطرابات في هذا التوازن: اعتلال المبايض، والإصابة بمشاكل الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Gland Disorders)، والبدء بتناول حبوب منع الحمل أو التوقف عن تناولها، وبما بتعلق بالبدء بتناول حبوب منع الحمل، فإنّه يجدر بالذكر أنّ هذه المشاكل غالباً ما تظهر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من ذلك، ولا يقتصر الأمر على تناول حبوب منع الحمل الاعتيادية، وإنّما يتعدّى الأمر ذلك إلى أشكال موانع الحمل الأخرى مثل لصقة منع الحمل (بالإنجليزية: Contraceptive Patch)، واللولب الرحميّ (بالإنجليزية: Intrauterine Device)، وغرسات منع الحمل (بالإنجليزية: contraceptive implant)، وحقن منع الحمل كذلك.
  • مشاكل الحمل، قد يحدث النزف خلال الحمل كعرض طبيعيّ، وقد يحدث في حال المعاناة من الإجهاض، أو الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic Pregnancy)، وعليه يمكن القول إنّ مراجعة الطبيب أمر لا بدّ منه في حال حدوث نزف خلال الحمل.
  • الورم الليفي في الرحم (بالإنجليزية: Uterine Fibroids)، ويُعرّف على أنّه حدوث نموّ غير طبيعيّ ولكنّه غير سرطاني في الرحم.
  • العدوى: (بالإنجليزية: Infection)، إذ إنّ إصابة أيّاً من أعضاء الجهاز التناسلي الأنثوي بالعدوى قد يتسبب بحدوث النزف بين الدورات الشهرية، ومن الأمثلة على مُسبّبات هذه العدوى ما يُعرف بالعدوى المنقولة جنسياً (بالإنجليزية: sexually transmitted infection) ومرض التهاب الحوض (بالإنجليزية pelvic inflammatory disease)، وكذلك الجماع، وغير ذلك من الأسباب.
  • السرطان، ولكنّه أمر ليس شائع الحدث، ومن الأمثلة على السرطانات التي تتسبب بحدوث نزف ما بين الدورات الشهرية الإصابة بسرطان عنق الرحم، أو الرحم، أو المهبل، أو المبايض.
  • أسباب أخرى، مثل الإصابة بالسكري، أو إدخال شيء إلى المهبل أو تعرّضه للأذى بأي طريقة أخرى، أو تغيرات الوزن الشديدة سواءً كانت بالفقد أو الاكتساب.


مراجعة الطبيب

تجدر مراجعة الطبيب في الحالات التي تُعاني فيها المرأة من النزف المستمر، أو النزف الغزير، أو طويل الأمد، وكذلك في الحالات التي تُعاني فيها المرأة من التبقيع وخاصة إذا كان مزعجاً، أو في حال ظهور أعراض أخرى مصاحبة له، مثل الحمّى، أو الشعور بألم في أسفل البطن، وغالباً ما يعمد الطبيب إلى إجراء بعض الفحوصات لتشخيص حالة المرأة، ومن الفحوصات التي عادة ما يُلجأ إليها: التصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة الحوض، وتحليل الحمل، والفحوصات التي تُعنى بالكشف عن العدوى المنقولة جنسياً.[٣][٤]


فيديو الغرسات الهرمونية لمنع الحمل

شاهد الفيديو لتعرف أكثر عن الغرسات الهرمونية لمنع الحمل:

المراجع

  1. ^ أ ب "What happens during the typical 28-day menstrual cycle?", www.womenshealth.gov, Retrieved June 9, 2018. Edited.
  2. "Vaginal Bleeding Between Periods", www.healthline.com, Retrieved June 9, 2018. Edited.
  3. "Why Am I Spotting Between Periods?", www.webmd.com, Retrieved June 9, 2018. Edited.
  4. "What causes bleeding between periods?", www.nhs.uk, Retrieved June 9, 2018. Edited.
1,451 مشاهدة