الجزر والمد
الجزر والمدّ ظاهرة طبيعيّة تكونُ على مرحلتيْن، وتحدثُ لمياه البحار والمحيطات، ففي مرحلة المدّ يحدث ارتفاعٌ مؤقّت وتدريجيّ لمنسوب المياه، أمّا الجزر فيحدث فيه انخفاض تدريجيّ ومؤقّت في منسوب المياه، وتنشأ هذه الظاهر من خلال مجموعة من التأثيرات لقوى جاذبيّة القمر والشمس ودوران الأرض حولَه محورها، وللمدّ والجزر دووةٌ واحدة، وفي كثير من المواقع ما يحدثُ مدّانِ وجزْران.
كيفية حدوث الجزر والمدّ
- تتشكّل حركة المدّ والجزر بفعل جاذبيّة الشمس والقمر لمياه المحيطات والبحار، وذلك لأنّ القمر أقربُ إلى الأرض، فجاذبيته تؤثّر بشكل أكبر بالرغم من صغر حجمه؛ لذا فإنّ جاذبية القمر من أهمّ العوامل في حدوثِ المدّ والجزر، كما يوجدُ عاملٌ آخر هو قوّة الطرّد المركزيّ الناتج عن دوران الأرض حول نفسها.
- يحدثُ المدّ والجزر مرتيْن في اليوم الواحد بمعدّل مرة كل اثنتيْ عشرةَ ساعة؛ لأن أجزاءً من سطح الأرض تمرّ أثناءَ دورتها أمام القمر فيحدث المدّ في الأماكن المقابلة للقمر، ولا يلبث أنْ يحدث الجزر عندما تبتعد تلك الأماكن عنه، ويختلفُ ارتفاع المدّ باختلاف موقع القمر في المدار بالنسبة للأرض والشمس.
- في المحاق والبدر يعلو المدّ إلى أعلى دورته؛ نظراً لوقوع الشمس والقمر في جزءٍ واحد، كما تبلغُ قوّة جاذبيّة القمر أقصاها في ظاهرة الكسوف عندما يكون القمر واقعاً بين الشمس والأرض، فيكون تأثيرُهما على الأرض شديداً.
- خلال الأسبوعيْن الأول والثالث من كلّ شهرٍ قمريّ يكون المدّ ضعيفاً، ويعودُ السببُ في ذلك إلى وقوعِ الشمس والقمر على زاويةٍ يكون رأسُها مركزَ الأرض، ممّا يعني أنّ جاذبيّة الشمس تقوم بتعديل جاذبيّة القمر.
أهمية الجزر والمد
- تطهير البحار والمحيطات من الشوائب.
- تطهير مصبات الأنهار والموانئ من الرواسب.
- يستغلّها الإنسان في تحديد أوقاتِ دخول السفن إلى الموانئ الواقعة على مياه ضحلة، ولكنها قد تكون خطيرة عندما تكون شديدة ومرتفعة كثيراً.
ظاهرة المد في بعض المناطق
تعتبر ظاهرة المدّ والجزر من الظواهر الطبيعيّة التي تنتشر في بحار ومحيطات العالم، حيثُ تختلف نسبة ارتفاع المدّ وانخفاض الجزر من منطقة القطب الجنوبيّ إلى القطب الشماليّ مروراً بخطّ الاستواء، حيث تصلُ نسبتُه في بعض المناطق المختلفة من العالم إلى أكثر من مئتي سنتيمترٍ، وفي مناطق أخرى لا تتعدّى الثلاثين سنتيمتراً، وأنّ ظاهرة المد والجزر مثلاً تحدث يومياً أربعَ مرات كلّ ستّ ساعات في محافظة البصرة، وفي شطّ العرب، وشط البصرة فضلاً عن السواحل المحاذية للخليج العربيّ في خور الزبير، ومدينة الفاو.