جسر موسى
يُعرف جسر موسى الموجود في هولندا بعدّة أسماء؛ حيث يُطلق عليه جسر الخندق، والجسر الغارق، ويُعتبر أحد أروع الجسور في العالم وأغربها على الإطلاق، فالعبور بواسطته يُعدّ مغامرةً بحدِّ ذاتها، حيث أصبح من أهمّ نقاط الجذب للسائحين في البلاد. يقع جسر موسى في دولة هولندا، وتحديداً في مدينة هالستيرن، بُنيَ بجانب أحد الحصون الأثريّة القديمة، والتي يعود تاريخها للقرن السّابع عشر للميلاد.
قصّة بناء جسر موسى
قُدّم المشروع من قِبَل الدّولة في عام ألفين وعشرة للميلاد من أجل القيام بأعمالٍ توسعيّةٍ في المنطقة التي تقع فيها أقدم الحصون الأثريّة، وتحديداً في منطقة برابانت، حيث كان يُشكّل هذا الحصن أهمّ النقاط الدفاعيّة للقرى المحيطة به ضدّ الغزاة والطامعين قديماً من فرنسيّين وإسبان.
لما لهذا الجسر من مكانة أثريّة وتاريخيّة في ذاكرة السكّان المحلّين، رفض السكّان قيام الدّولة بإزالة الغابات من هذه المنطقة، كما رفضوا تعميق قنوات المياه الجديدة على الرّغم من أنّ هذه القلعة كانت مغلقة لسنواتٍ طويلة.
أقيمت في هذه القلعة (الحصون الأثرية) ورشة عملٍ لترميمها، ومن ثمّ تمّ فتحها واستقبال السيّاح فيها، وبدأ التفكير بإنشاء جسرٍ يُسهّل على زوّار القلعة العبور من ضفّة النهر المقابلة إليها، إلاَّ أنّ فكرة بناء جسرٍ مرتفع لا تتلاءم مع شكلِ قلعة مُحصّنة ومحميّة بخنادق عديدة تاريخيّة تعود لمئات السنين، فما كان من الشركة المصمّمة إلاَّ أن أبدعت في طريقة إغراق هذا الجسر في النهر، عوضاً عن جعله جِسراً عالياً.
كانت فكرة بناء هذا الجسر أمراً مرحّباً به من قِبَل قاطني المنطقة، بحيث يُلائم مكانة هذه المنطقة التاريخيّة، ولقد كانت فكرة بناء هذا الجسر بشكله الحالي ما هي إلاَّ عمل تذكيري مستوحاة من قصّة النبي موسى عليه السلام، حينما انشقّ البحر أمامه.
طريقة بناء جسر موسى
صَمّم هذا الجسر المجموعة المعماريّة Ro & Ad، وقد بُنيَ بأسلوبٍ مخفيّ، بحيث لا يُمكن مشاهدته عن بُعدٍ، وذلك من خلال شقٍّ خشبي داخل الماء، قُسِّمَ إلى عارضةٍ يمينيّة وعارضة يساريّة، وفي أوسطه يمكن العبور واجتياز النهر إلى الجهة المقابلة، وهو جسر مستوٍ على سطح الماء، بحيث يمكن لعابريه أن يلمسوا ماء النهر بأيديهم.
استُخدم في بناء هذا الجسر نوعٌ مُعيّن من الخشب يُعرف بخشب الأكويا، وهو يتميّز بصلابته، وقد عُدلّ بمواد مقاومة للفطريّات والبكتيريا، وذلك كي لا يتأثّر بالمياه المحيطة به لفترات طويلة. الجدير ذكره أنه تمّ ترشيح هذا الجسر في عام ألفين وأحد عشر للميلاد لنيل جائزة التصميم الهولندي الشهيرة.