الحمد لله الذي أعزَّ خير أمة أخرجت للنآس بالإسلام ورفعهآ بالقرآن، ثم الصلاه والسلام على خير البريه خير من صلى وصام رسول الله محمد ابن عبد الله الصادق الأمين وبعد .
الحكمه ومعناها : لا يوجد تعريف معين للحكمه فهي يمكن أن تكون الخبره المكتسبه من الإنسان من المواقف التي يمر بها وصيد الفوائد ومن ثم التعلم وعدم الوقوع في الخطأ نفسه مرات عديده ، والحكيم هو الشخص الذي يميز الخطأ من الصواب بحكم مروره في كثير من المواقف فيرجح الصواب على الخطأ بحكم مروره بكثير من المواقف التي كانت سبب في تعلمه من أخطائه السابقه وقد عرفت أيضا بأنها فعل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي ، ومعناه وضع الأمور في نصابها الصحيح .
وقد قيل عن الحكمه : أنها عباره عن عصاره التجارب الحياتيه وافرازات للنوازل والحوادث وهي الهام بعد التفكير والتدبر في الأمور ، والحكمه أيضا هي استخلاص للعاقبه بعد استحضار المستقبل بمعنى معرفة المعوقات وتجنبها والإيجابيات والتمسك بها، وقد قال علي بن أبي طالب ( أن الحكمة ضاله المؤمن ، خذوها ولو من أهل النفاق ) وهذا يدلل على أهميه الحكمه ، وبما أن الحكمه هي مهاره مكتسبه كان لابد على المؤمن أن يبذل الجهد والوقت لتعلمها واكتسابها لأن الإسلام انتشر بحكمة رسول الله صلى الله عليه وسلـم وأصحابه
وليس المؤمن الحكيم كغيره من المؤمنين فالمؤمن الذي توجد لديه الحكمه قد يمر بموقف معين فيتصرف به وفقا لحكمته وتفكيره فيكسب قلوب الناس فينتهجون نهجه ويتبعون سبيله بحسن تصرفه في المواقف التي يمر بها ويتعلمون منه ، وعلى الصعيد الآخر فقد يكون المؤمن ليس ذو حكمه فيمر بموقف معين فيتصرف به بناءً على جهله وتفكيره فينفر الناس منه ومن فكره وقد يجهل في نفسه أنه كان سبب لتنفير الناس منه ومن كل عمل يقوم به وابتعاد الناس وعزوفهم عنه لسوء تصرفه حتى لو كان أخلص الناس وأكثرهم عباده لله عز وجل .
فالمؤمن عليه أن يبحث عن الحكمه فهوا أحق بها من غيره فهي في حد ذاتها أي الحكمه طريقه لفهم المستعصي من الأمور والبحث عن أفضل الطرق للوصول الى أفضل الحلول فالذي يمكلك الحكمه سيكون سهلا عليه التصرف الحسن بناءً على عقله الراجح، والحكمه تتطلب الكثير من المعرفه ولها كثير من الطرق لاكتسابها فالحكمة يمكن أن تتكتسب من التجارب الحياتيه التي يمر بها الإنسان المؤمن ويمكن أن تتكتسب الحكمه من قراءه المؤمن للكتب والوفوف على الفوائد منها ، ويمكن أيضا أن تتكتسب هذه المهاره من تجارب الغير عن طريق الوقوف على ايجابيات وسلبيات المواقف التي يمر بها الأشخاص من حولنا فيعزز الإيجابيات ويحذر السلبيات ويحترس منها .
والشخص الحكيم هو الإنسان الذي يعرف قيمة نفسه فلا يرفعها فوق ما هي عليه ولا يضعها دون مكانتها ، فلا يرفعها حد التكبر على الخلق ولا يضعها حد الذل فيكون هينا في عيون الناس ، والحكيم هوا شخص تراه يضع هموم الناس وأوضاعهم في الحسبان ، ويهتم بمعرفة ميول الناس من حوله واتجاهاتهم ولكن بشرط ألآ يزيد هذا الاهتمام عن حد معين فيعتبر تدخلاً في شؤونهم .