محتويات
مدينة صرمان
تقع مدينة صُرمان أقصى غرب دولة ليبيا، بالقرب من الحدود مع الجزائر، وهي مدينةُ ساحليّة، حيثُ تقع على شواطئ البحر الأبيض المتوسّط، وتتبع لأقليم العاصمة الليبيّة طرابلس، وتبعد عنها حوالي ستين كيلو متراً، وتُعتبر صُرمان من المدن الليبيّة القديمة، ولها تاريخٌ طويل في النضال ضدّ الاحتلال الإيطالي لليبيا، وتعرّضت قديماً للعديد من الغزوات، وفي هذا المقال سنتحدّث عن سبب تسمية المدينة، ومظاهر الحياة الاقتصاديّة فيها؛ وغيرها من الأمور.
تسمية صُرمان
هناك العديد من التفسيرات لتسمية مدينة صُرمان بهذا الاسم، ونذكر بعضها فيما يلي:
- (صُرمان أم الربيع) هو اسم المدينة، وأصل الكلمة هو سرمان (بحرف السين) كما ذكر البكري في رحلته، إلى جانب بعض الرحالة القُدامى من العرب، وتعني اليعاسيب أو النحل البري الذي كان ينتشر في الماضي في المدينة، ويُرّجح أنّ هذه التسمية أُطلقت على المدينة مع بداية انتشار الفتوحات الإسلاميّة في غرب ليبيا، وتُعتبر هذه التسمية هي الغالبة.
- أصل هذه الكلمة يعود إلى اللغة الأمازيغيّة، وتعني بالعربية قنديل البحر؛ نظراً لوقوع المدينة على شاطئ البحر.
- التسمية حسب الموروث الشعبيّ الليبي لها روايتان، الأولى أن تسمية المدينة جاءت من كلمتي (صر المال) أي وضعه في قطعة قماش مُحكمة الإغلاق تُسمّى (صُرة) حيث كانت التجارة مُزدهرة في سوق المدينة في ذلك الحين، وأهلها ميسورو الحال، في حين تذكر الرواية الأُخرى أنّه كان يُطلق عليها اسم سور أمان، أو سور الرمان؛ بسبب اشتهارها في حينه بزراعة الرمان.
أصول سكان صُرمان
يُقال إنّ أول مَنْ سكن المدينة هم أولاد بالليل؛ في حين تذكر بعض الكتب القديمة؛ أنّ أول من سكن مدينة صُرمان هما قبليتا: ماقورة، والقرارضة، وفي كل الأحوال ترجع أصول بعض القبائل التي سكنتها إلى الأمازيغية؛ وبعضها يعود إلى الجذور العربيّة.
الحياة الاقتصادية في صرمان
يعتمد اقتصاد صُرمان على الإنتاج الزراعي بالدرجة الأولى، ومن ذلك اشتهارها بزراعة البرتقال، بالإضافة إلى المجال التجاري؛ حيثُ تنشط الأسواق في المدينة؛ وأشهرها (سوق الأحد)، بالإضافة إلى سوق السيارات الذي تُقام فيه المعارض، وأسواق مواد البناء، وكونها مدينةً ساحليّة، فتنشط فيها تجارة الأسماك؛ كما لعب موقع المدينة، الذي يتوسّط المنطقة الغربيّة من ليبيا، دوراً مهمّاً في الحياة التجاريّة في المدينة؛ ففيها يلتقي التجار من كلّ النواحي، ويتبادلون البضائع.
السياحة في صُرمان
تمتاز مدينة صُرمانة بساحلها الممتدّ على طول الجهة الشماليّة على البحر المتوسّط، ممّا يسبب إنعاشاً للسياحة الداخلية للسكان، ويتميّز بحر المدينة بوجودِ عمقٍ مائيٍ طويل يقع بالتحديد بين صخورٍ لإحدى الجزر القريبة من الشاطئ، ويمارس السكان فيها هواية الغطس، ويُطلقون عليها اسم (الأبيار)؛ كونها تُشبه في شكلها البئر.
تُعرف صرمان بغابتها، التي أنشئ بها المتنزه الوطني، وتمتاز الغابة بكثافة الأشجار، وموقعها المرتفع عن الأرض، وفي وادي الغابة تنمو الأزهار والأعشاب في فصل الربيع لنطاقاتٍ واسعة، ولذلك سُمّيت المدينة بأم الربيع.