محتويات
مدينة القصر الصغير
مدينة القصر الصغير هي مدينة مغربية واقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط على بعد ما يقارب من 35كم من الطريق التي تربط بين طنجة وتطوان، وأكثر ما يميّز هذه المدينة هو احتواؤها على العديد من المعالم الأثرية القديمة والعريقة، وفي هذا المقال سنتحدث عن مدينة القصر الصغير في المغرب.
نبذة عن تاريخ مدينة القصر الصغير
عرفت المناطق المجاورة لهذه المدينة استقراراً كبيراً، وذلك خلال الفترة الرومانية، إلا أنّ أهمية هذه المدينة لم تظهر إلا خلال العهود الإسلامية؛ والسبب في ذلك يعود إلى احتوائها على العديد من المواقع الأثرية التي تعود إلى هذا العصر، وأهمها: المساجد، والحمامات، والمراكز التجارية التي تعود إلى الفترة المحصورة في القرن الثاني عشر الميلادي، وحتى غاية القرن الرابع عشر الميلادي، حيث تشهد هذه المدينة على عظمة الدولة المرينية، وعلى دورها الكبير في العصور القديمة؛ حيث إنها كانت تعتبر بمثابة قاعدة لجواز الجيوش في اتجاه الضفة الشمالية للمضيق، كما أنها كانت تعتبر مركزاً مهماً للتبادل التجاري بين مدن مملكة غرناطة.
مدينة القصر الصغير في العصر البرتغالي
استولى الجيش البرتغالي بقيادة ألفونس الخامس على هذه المدينة في الثالث والعشرين من أكتوبر عام 1458م، حيث سمح للمسلمين الموجودين فيها بمغادرة المدينة مع ممتلكاتهم، واستقرت فيها حامية عسكرية تحت قيادة القائم دون إدوارد ذوننسيس، وتعتبر هذه المدينة هي المدينة الثانية التي وقعت تحت الاحتلال البرتغالي بعد مدينة سبتة التي احتُلت في عام 1415م، وبعد محاولة هذا الجيش الفاشلة لاحتلال طنجة عام 1437م، وظل الاحتلال البرتغالي في مدينة القصر الصغير ما يقارب 90 سنة، ولم تستقل إلا بعد عام 1550م.
معالم مدينة القصر الصغير الأثرية
يرجع الفضل في الكشف عن المواقع الأثرية لهذه المدينة إلى البعثة الأمريكية التي أجرت حفرياتها في عام 1972م؛ بهدف الكشف عن خبايا هذا الموقع الأثري، وأسفرت هذه الحفريات في العثور على كنيسة مبنية على أنقاض مسجد، ومجموعة من المنازل الخاصة التي بُنيت فوق أساسات إسلامية، بالإضافة إلى مجموعة من المباني التجارية التي تتميّز بأبوابها المتينة، ونوافذها المزخرفة على الطراز المانويلي، ودلت هذه الحفريات على اهتمام البرتغاليين بالساحات العمومية، والشوارع المعبدة بالحجارة، بالإضافة إلى المطاحن والمخازن، والأفران، والمعاصر القديمة والتاريخية.
التغيرات التي طرأت على المدينة
طرأت على المدينة مجموعة من التحديثات التي غيرت شكل المدينة الإسلامية، وأهمها: تدعيم الأسوار الدفاعية، وإقامة الخنادق حول الحصن الذي بني في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة بأبراج الدفاع والمراقبة، بالإضافة إلى بناء ممر مغطى يُعرف باسم الكوراسا، ويمتد من الموقع إلى الشاطئ، وكذلك تحويل الحمام الإسلامي إلى خزان للأسلحة ثم إلى سجن.
وخطفت هذه المدينة الأضواء في الفترة الأخيرة، وتحديداً بعد أن أعطى العاهل المغربي الملك محمد السادس، قراراً بإعادة انطلاق الأشغال الفعلية، وبناء قاعدة بحرية خاصة بها.