شرح الآية 53 من سورة فصلت

كتابة - آخر تحديث: ١١:٢٨ ، ٢ يناير ٢٠١٩
شرح الآية 53 من سورة فصلت

تفسير الآية

يقول تعالى في كتابه الحكيم: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ).[١]وهنا يقول جلّ في عُلاه أنّه سيُري الكاذبين أن الحق والصدق فيما أوحى به وأنزله على عبده ورسوله محمد، وسيكتشفون ذلك بآيات في الآفاق وآيات في أنفسهم يرونها، بحيث سيروا الوقائع حولهم وبهم حتى يعلموا ما أنزل عز وجل على نبيه محمد من الحقيقة، فقد أوحينا إليه بوعد منّا بأنّا سنُظهره بما بُعث به من الدين على سائر الأديان، مهما كره المشركون ذلك، ثم يُخاطب الله تعالى الرسول قائلاً ألم يكف بربك أنه شاهد على كل شيء من أفعال الخلق فلا يغيب عنه أمر، فسيحاسبهم على أعمالهم المحسن بالأجر والثواب والمسيء بالجزاء.[٢]


خلاف العلماء في التأويل

حدث خلاف بين علماء التفسير في تأويل لفظ آياتنا في كلام الله تعالى، فقد رأى مجموعة منهم أن المقصود بآيات الآفاق التي سيريها الله للكاذبين هي آفاق السماء وما تحتويه من نجوم وقمر في الليل وشمس في النهار، أما ما في أنفسهم من آيات فهي قضاء الحاجات الإنسانية عندهم كالبول وغيره، أمّا الرأي الغالب والذي به الصواب هو أن الآيات في الآفاق هي الوقائع التي سوف تحدث للنبي صلّى الله عليه وسلّم من فتح الآفاق له، وما سيجري في نواحي بلد المشركين من أهل مكة وما حولها، في حين أن الآيات في أنفسهم فهي فتح مكة وإظهار النبي على الجميع، وما يُرجّح هذا التأويل أنّه لا يُعقل أن يُهدد الله تعالى المشركين المُكذبين بأن يُريهم ما هم ناظروه دائماً كالشمس والقمر، بل هو وعد منه جل وعلا أن يُريهم ما لم يروه من قبل وهو ظهور نبيه على بلدهم وما حولها.[٣]


معلومات عن سورة فصلت

سورة فصلت مكية النزول وعدد آياتها أربع وخمسون آية، تُسمّى حم السجدة؛ لأنها تحتوي على السجدة، وكذلك تُسمّى المصابيح، وقد احتوت السورة على عرض لأهداف وحقائق الدعوة الإسلامية، كالإيمان بوحدانية الله وباليوم الآخر، كما بينت الآيات معجزات الله في النفس، وحذّرت من يُكذّبها، إضافة إلى ذكر عاقبة الكاذبين من الأقوام السابقة، وصورهم يوم القيامة، كما اشتملت السورة على بيان أن جميع مخلوقات الله قاطبة تؤمن بحقيقة وحدانيته باستثناء الجن والإنس،[٤]وقد اتسمت سورة فصلت كغيرها من سور القرآن الكريم بأن لها روح وسياق خاص به، على الرغم من أنّها تتشابه مع سور أخرى في تفصيل طُرق التقوى ومخاطبة المؤمنين بها.[٥]


المراجع

  1. سورة فصلت، آية: 53.
  2. "التفاسير"، www.altafsir.com، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-2018. بتصرّف.
  3. " تفسير القرآن"، library.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-10-1018. بتصرّف.
  4. جعفر شرف الدين (1420 هـ)، الموسوعة القرآنية، خصائص السور (الطبعة الأولى)، بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، صفحة 31، جزء 8. بتصرّف.
  5. سعيد حوّى (1424 هـ )، الأساس في التفسير (الطبعة السادسة)، القاهرة: دار السلام، صفحة 4996-4997، جزء 9. بتصرّف.
646 مشاهدة