الدولة العباسيّة
تعتبر الدولة العباسيّة من الدول التي حكم الأمّة الإسلاميّة في مرحلةٍ من مراحل التاريخ الإسلاميّ، وتميّزت هذه الدولة بالكثير عن غيرها من الدول، حيث كانت محافظة على تقاليد الأمّة الإسلاميّة، وحريصة على تطبيق شريعة الله في الأرض، وراعيةً لمصالح المسلمين، كما كانت ماضيةً في سلسلة الفتوحات الإسلاميّة غرباً وشرقاً، وقد مضى على قيام الدولة العباسيّة 1306، حيث قامت فعلياً في سنة 132 هجرية الموافق لسنة 750 ميلادية، ونحن الآن في سنة 1438 للهجرة.
تأسيس الدولة العباسيّة
تعود جذور تأسيس الدولة العباسيّة إلى عام 99 هجرية، فقد تذمر المسلمون كثيراً من حكم خلفاء الدولة الأمويّة، وضاقوا ذرعاً بكثرة المظالم التي وقعت عليهم من قبل ولاة الأمصار، فقام نفرٌ من الناس بمراسلة فرع من آل بيت النبوة وهم آل العباس، حيث كان إمامهم علي بن عبد الله بن عباس يقيم في منطقة أقطعه إياها الأمويون وهي منطقة الحميمة في الأردن، وقد توفي علي بن عبد الله بن عباس ليخلفه ابنه محمد في أمر الدعوة حيث نشط فيها وكان له دعاة في عدة بلدان على رأسهم أبو سلمة الخلال في الكوفة، وأبو مسلم الخراساني في خراسان، وقد توفي محمد بن علي ولما يتحقق بعد هدف الدعوة العباسيّة، حيث أوكل الأمر من بعده إلى ابنه إبراهيم، حيث تمكنت الدعوة العباسيّة في عهده عندما استطاع أبو مسلم من انتزاع خراسان من أيدي الأمويين، كما استطاع أبو سلمة الخلال وعبد الله بن علي من انتزاع الكوفة، وقد وصلت أخبار الدعوة العباسيّة إلى الخليفة الأموي وقتها محمد بن مروان، الذي أمر جنوده بالتوجه إلى الحميمة، حيث قبض على إبراهيم بن محمد وظلّ في السجن حتى مات، وقد أمر إبراهيم أخوه عبد الله قبل موته أن يتوجه بنفسه وأهله إلى الكوفة حيث معقل العباسيين القوي.
انتصار العباسيين على الأمويين
حدثت المواجهة الكبرى في العراق بين جيش الأمويين بقيادة محمد بن مروان، وجيش العباسيين في معركة الزاب الشهيرة وذلك في سنة 132 للهجرة، حيث انتهت تلك المعركة بنصرٍ حاسم للعباسيين وهروب مروان بن محمد آخر خليفة أموي إلى دمشق، ثمّ إلى مصر حيث تمكن العباسيين هناك من القبض عليه وإعدامه، وقد دخل عبد الله بن محمد بن علي الملقب بالسفاح مسجد الكوفة ليخطب على منبرها مؤذّناً بقيام الدولة العباسيّة التي كان أول خليفةٍ لها.