إن الإنسان على قدر كبير من الطاقة والقدرة على تحقيق أي أمر يريد، فقط إن امتلك الدافع والعزيمة القوية، التي لا تتأثر بأي من المؤثرات الخارجية والداخلية المحيطة به،ولا يتردد أو يسمح للشك أن ينتابه فيما يعتقد ويؤمن ويثق، في هذا المقال سنذكر عبرة وحكمة عن أهمية الثقة بالنفس.
كان هناك أحد المدراء التنفيذيين، الذي كان غارقاً في الدين لدرجة أنه لم يستطع أن يجد لنفسه مخرجاً. كان الدائنون يضيقون الخناق عليه طوال الوقت. كانتوا يطالبون بديونهم. في إحدى المرات، جلس لوحده على كرسي في أحد الحدائق العامة، واضعاً رأسه بين يديه، متسائلاً ما إذا كان هنالك أي يشيء يستطيع فعله لينقذ شركته من الإفلاس.
فجأة، ومن دون سوابق، ظهر له رجل كبير في السن مباشرة أمامه قائلاً:" أستطيع أن أرى بوضوح أن هنالك ما يشغل بالك ويؤرق تفكيرك." قصّ المدير قصته للرجل العجوز، فأخبره العجوز بأنه قد يستطيع ان يوفر له بعض المساعدة التي يحتاجها. سال الرجل عن اسمه، أخرج من جيبه شيكاً وناوله إياه طالباً منه أن يقبله، في مقابل أن يرد له هذا المبلغ بعد سنة من الآن في نفس المكان. قال الرجل العجوز ذلك ثم قام من مكانه واختفى على الفور تماماً كما ظهر.
نظر الرجل الى الشيك الذي يحمله في يده ورأى مبلغاً بقيمة خمسمئة ألف دولار، موقعة من أحد أغنى الرجال في تلك المدينة. أدرك الرجل على فوره أن ضائقته المالية قد حلت الآ،. لكن، قرر أن يضع الشيك الغير مصروف في خزينته. واعتقد أنه بتلك الطريق سيمنح نفسه القوة اللازمة للتفكير بحل لتلك المشكلة وإنقاذ أعماله وشركته.
جدد الرجل تفائله وبث الأمل في قلبه من جديد، حاول العثور على صفقات رابحة جديدة والتمديد من دائنيه لدفع المال المدان. نجح في إتمام عدة صفقات جديدة. الأمر الذي مكّنه من سداد كافة ديونه وتسويتها و انقاذ عمله والحفاظ عليه بل وتطوير الشركة و الحصول على أرباح أعلى مرة أخرى.
تماماً بعد سنة كاملة، عاد الرجل إلى الحديقة العامة حاملاً معه الشيك الغير مصروف. خلال الموعد المتفق عليه، جاءء الرجل العجوز كذلك. ما إن لبث العجوز بالإقتراب وأخرج الرجل الشيك من جيبه وهم بإخباره قصة نجاحه وما فعله بالشيك الذي أعطاه إياه، حتى جائت ممرضة راكضة مسرعة تجاه الرجل العجوز وأمسكته بيده مخاطبة المدير: "الحمد لله أني استطعت اللحاق به وامساكه، آمل أنه لم يقم بإزعاجك على الإطلاق، فهو دائماً ما يهرب من دار الإيواء الخاصة بالمسنين ويعرف عن نفسه بصفته "...." الرجل الذي يعتبر من أغنى الرجال في المدينة. قالت ذلك وأخذت الرجل العجوز من يده وسارت عائدة به من حيث جاءوا. أدرك المدير على حين غرة أن المال لم يكن الدافع الذي غير مجرى حياته، بل هي ثقته الجديدة بنفسه التي أحدثت ذلك التغير، ومنحته القوة ليحقق أي شيء سعى لتحقيقه.
لذا، يتوجب على الإنسان أن يكون دائم الثقة بنفسه مدركاً لما في داخله من طاقة ستساعده على تحقيق ما يريد إن آمن بوجودها حقاً، وألا يتأثر بمن حوله وأن يؤمن بنفسه وذاته.