أبو جعفر المنصور
وُلِد الخليفة العبّاسي عبدالله بن محمد بن عليّ بن عبدالله بن العبّاس بن عبدالمُطَّلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشميّ، الذي يُكنّى بأبي جعفر المنصور، ويُلقَّب من قِبَل البعض بأبي الخُلفاء، ومُدرك التراب، وعبدالله الطويل، وأبي الدوانيق في منطقة الحُميمة عام 95 هجريّة،[١] وممّا يجدر ذِكره أنّه ساند أخاه السفّاح في تثبيت خلافة بني عبّاس؛ فتولّى أمر أذربيجان، والجزيرة، وأرمينيا، وكان عهد أخيه له بأن يُولِّيَه الخلافة من بَعده.[٢]
وقد اتَّصف أبو جعفر المنصور بأنّه كان يُحسن التدبير، ويُتقن الثبات، والصبر عند الشدائد؛ فلم يُعرَف بمَيله إلى اللهو، والتسلية، كما أنّه كان يحرص على جمع المال، وبناء التحصينات، والأسوار، بالإضافة إلى أنّه أظهر اهتمامه بالعلوم، والمعارف؛ فدرس الأدب، والفقه، والفلك، والفلسفة، ومنح اهتمامه للعلماء، والمُفكِّرين.[٢] وبالنظر إلى الصفات الجسديّة، فقد كان أبو جعفر طويلة القامة نحيفاً، وذا حاجبَين عريضَين، وبشرة سمراء، ووجه معرق، وجبهة واسعة.[١]
تولّي أبي جعفر المنصور الخلافة
تولَّى أبو جعفر المنصور خلافة الدولة العبّاسية بعد وفاة أخيه أبي العبّاس السفّاح، وكان حينها في الحجاز أميراً على الحجّ؛ فأرسل إليه عيسى بن موسى خبر وفاة أخيه، ومُبايعة أهل العراق له في الخلافة، ومع تولّيه الخلافة كان لِزاماً على أبي جعفر الحفاظ على منصبه من الأطماع التي تمثّلت بثلاث جهات، وهي: عمّه عبدالله بن عليّ، وأبو مسلم الخراسانيّ، وبنو عمّه آل عليّ بن أبي طالب، حيث تمكّن بحنكته السياسيّة، ودهائه العسكريّ من تصفية عمّه عن طريق أبي مسلم، ثمّ تخلّص من أبي مسلم بدهاء، وحكمة، وتفرَّد بذلك بحُكم الدولة، وخلافتها.[٣]
وفاة أبي جعفر المنصور
استمرَّ أبو جعفر المنصور في حُكم الدولة العبّاسية مدّة 22 سنة؛ حيث انتهت خلافته بوفاته في عام 158 هجريّة (775م) عن عُمر يُناهز ثلاثة وستّين عاماً، ويُذكَر بأنّه كان حينها مُحرِماً بالحجّ، فأصابه مرض باطنيّ مُزمِن، ممّا أدّى إلى وفاته وهو عند بئر ميمون، فدُفِن في مقبرة الحجون الواقعة في مكّة المُكرَّمة.[٢]
المراجع
- ^ أ ب مهدي عبدالحميد حسين (2013م)، الخليفة أبو جعفر المنصور ودوره في بناء بغداد، العراق: جامعة سامرّاء، صفحة 293-294. بتصرّف.
- ^ أ ب ت دائرة المعارف العالمية، باحثون عرب، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية )، السعودية : مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 247، جزء الرابع والعشرون . بتصرّف.
- ↑ -، عبد الله ابو جعفر المنصور، صفحة 1-4. بتصرّف.