أحلى أشعار عن الحب

كتابة - آخر تحديث: ١٤:٥٩ ، ١٠ يونيو ٢٠١٩
أحلى أشعار عن الحب

الحب

الحب عبارة عن المشاعر الصادقة الجميلة والمتناقضة في نفس الوقت تنتج من ارتياح واطمئنان شخصين لبعضهما البعض، ومن صفات هذا الحب الاحترام المتبادل بينهما والغيرة بين المتحابين حيث الغيرة هي دليل قاطع على الحب الشديد، ومن أسباب نجاح هذا الحب هو الحرص الدائم على التعبير عن المشاعر بالكلام والرسائل الغرامية للمحبوب بشكل مستمر، ومن بعض الشعراء الذين كتبوا عن الحب ابن نباتة المصري، ومحمود درويش، والبوصيري، والقاضي الفاضل، وفي هذا المقال سنعرض لكم أحلى الأشعار عن الحب.


بعثت طيفها إلينا رسولا

ابن نباتة المصري هو محمد بن محمد شاعر عربي وأديب ولد في القاهرة عام 1287 ميلادي، وكان يرتب شعره في دواوينه على ترتيب الأحرف الهجائية، وله العديد من الدواوين والكتب منها كتاب سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، توفي عام 1366 ميلادي، ومن قصائده في الحب القصيدة الآتية:[١]

بعثت طيفها إلينا رسولاً

فبلغنا من الزيادة سُولا

ثمَّ ولَّى فليت أنا قدرنا

فاتَّخذنا مع الرسول سبيلا

يا له واصلاً إليَّ وما كا

دَ بدمعي أن يستطيع وصولا

خلّ يا دمع مقلتي في الدجى إ

نَّ لها في النهارِ سَبْحاً طويلا

وأعدْ يا نسيم أخبار مصرٍ

رُبَّما طارحَ العليل عليلا

أنت لا شكّ من صبا أرض مصرٍ

فلهذا أرى عليك قبولا

وملول هويتهُ غير أنِّي

لا أراه من الملال ملولا

ذو جمال على بثينة يزهى

يا شكاة الهوى فصبراً جميلا

ورضاب حماه رمح التثنِّي

فهوينا العسَّال والمعسولا

جلَّ ربٌّ أعطاه تحسين مرآ

ه وأعطى الأفضل التَّفضيلا

ملك قد زهى به مربع المل

ك فحيَّى فرعه والأصولا

شادويّ ما فيه لو يوم وصفٍ

لا ولا للسؤال في لفظه لا

عذلوا جوده وشيمته الغرَّا

ء ترضي الورَى وتعطي العذولا

فيه بشر وفيه للروعِ حدٌّ

مثل ما ينتضي الحسام الصقيلا

نعمٌ تترك الذَّليل عزيزاً

وسُطاً تترك العزيز ذليلا

ومقيم على محاريب نسل

حسبه نور وجهه قنديلا

فإذا رامه العداة بكيدٍ

أخذتها الأيام أخذاً وبيلا

حاشَ لله أن نرى لك ضدًّا

يا ابن أيوب في العلى أو مثيلا

لك بيت في الملكِ قد جمع الأوزا

ن جمعاً يوافق التفعيلا

كرماً وافراً ومداً مديداً

وثناً كاملاً وذكراً طويلا

وعلى شخصك الكريم من السؤ

دد نورٌ يكفي العقول دليلا

كم سمعنا عن فضلِه وشهدنا

فحمدنا المنقول والمعقولا

ودمتمُ للفخار يا آل أيو

ب وبوركتمُ أباً وسليلا

كيف أنسى نوالكم وهو حولي

أتلقَّاه بكرةً وأصيلا

لم أذق صدّ جودكم فأغني

قمت ليل الصُّدود إلاَّ قليلا


يعلمني الحب ألا أحب

حصل محمود درويش على عدّة جوائز، منها: جائزة لوتس اتحاد كتاب آسيا وإفريقيا في الهند عام 1969م، ودرع الثورة الفلسطينية من منظمة التحرير الفلسطينية عام 1981م، وهو من الشعراء الذين ساهموا في إدخال الرمزية للشعر العربي، وهو الذي ارتبط اسمه بشعر الثورة والوطن، وله العديد من الدواوين والكتب ومن أجمل قصائده في الحب ما يأتي:[٢]

يُعلِّمُني الحُبُّ ألاَّ أحِبَّ وَأَنْ أفْتَحَ النَّافِذَهْ

عَلَى ضِفَّة الدَّرْبِ هَل تَسْتَطيعين أنْ تَخْرُجي مِنْ نداءِ الحَبَقْ

وَأَنْ تقسمِيني إلى اثْنَيْن أَنْتِ وَمَا يَتَبِقَّى مِنَ الأُغْنِيَهْ

وَحُبٌ هو الحُبُّ فِي كُلِّ حُبِّ أرى الحُبَّ مَوْتاً لِمَوْتٍ سَبَقْ

وَريحاً تُعَاوِدُ دَفْعَ الخُيُول إلَى أمِّهَا الرِّيحِ بَيْنَ السَّحَابَة والأوْدِيَهْ

أًلا تَسْتَطِيعينَ أَنْ تَخْرُجِي مِنْ طَنينِ دَمي كَيْ أْهَدْهِدَ هَذَا الشَّبقْ

وكَيْ أُسْحَبَ النَّحْلَ مِنْ وَرَق الوَرْدَةِ المُعْدِيهْ

وَحُبٌ هو الحُبُّ يَسْأًلُنِي كَيْفَ عَادَ النَّبِيذُ إلَى أْمِّه واحْتَرقْ

وَمَا أًعْذَبَ الحُبَّ حِينَ يُعذب حِينَ يُخرِّب نَرْجسَةَ الأْغْنيهْ

يُعَلِّمُني الحُبِّ أن لاَ أُحِبَّ وَيَتْرُكُني في مَهَبِّ الوَرَقْ


اليوم قد حكم الهوى بالمعدله

البوصيري هو محمد بن سعيد شاعر مصري ولد عام 608 هجري في بلدة بوصير، وهو من حفظة القرآن منذ طفولته، وله العديد من القصائد والأشعار التي حققت نجاحاً كبيراً في زمنه وحتّى زمننا هذا، توفي في الإسكندرية عام 696 هجري، ومن أجمل أشعاره عن الحب ما يأتي:[٣]

اليَوْمَ قد حَكَم الهَوَى بالمَعْدَلَهْ

وأراحَ قلبي من مكابدة الوَلَهْ

وتَبَدَّلتْ مني الصبابة ُ سلوة

صينتْ بها عبراتي المتبذلهْ

مالي وللعشاقِ أتبعُ منهمُ

أُمماً تَضِلُّ عن الرشادِ مضلَّلَهْ

مِنْ كُلِّ مَنْ يَشْكو جِنايَة َ نَفْسِهِ

ويرومُ من أحبابهِ ماليس لهْ

إني امرؤٌ أعطى السُّلُوَّ قيادهُ

وأراحَ مِنْ تعبِ الملامة ِ عُذَّلهْ

ودعا جميلُ ابن الزُّبيرِ مديحهُ

فأطاعهُ وعصى الهوى وتغزلهْ

مولى ً حظِّى بعدَ نقصانٍ فكمْ

من عائدٍ لي من نداهُ ومنْ صِلَهْ

وَجَبَتْ عليَّ لهُ حُقُوقٌ لَمْ أقُمْ

منها بماضِية ٍ ولا مُسْتَقْبَلَه

لاأستطيعُ جحودها ،وشهودها

عندي بما أولتْ يداهُ مُعَدَّلهْ

ما طالَ صَمْتُ مَدائِحي عَنْ مَجْدِهِ

إلا لأنَّ صلاتهِ مسترسلهْ

فمتى هَمَمْتُ بشُكْرِ سالفِ نِعْمَة ٍ

ألفيتُ سالفتي بأخرى مثقلهْ

مَنْ مِثْلُ زَيْنِ الدِّينِ يَعْقُوبَ الذي

أضحتْ به رُتَبُ الفخارِ مؤثلهْ

عَمَّ الخَلائِقَ جُودُهُ فكأَنَّما يدهُ

بأرزاقِ الورى متكفِّلهْ

حكمتْ أناملها له بالرفعِ منْ

أفعالِهِ الحُسنى بِخَمْسَة ِ أَمْثِلَهْ

وأَحَلَّهُ الشَّرَفَ الرَّفِيعَ ذَكَاؤُهُ

فرأيتُ منه عطارداً في السنبلهْ

سَلْ عنه وَاسْأَلْ عَنْ أبيهِ وجَدِّهِ

تَسْمَعْ أحاديثَ الكرام مُسَلْسَلَهْ

إنْ صالَ كانَ الليثُ منهُ شَعْرَة

أو جادَ كان البحرُ منه أنملهْ

كم أظهرتْ أقلامهُ من معجزٍ

لِلطِّرْسِ لَمَّا أنْ رَأَتْهُ مُرْسَلَهْ

ملأتْ بإملاءِ الخواطرِ كتبهُ

حِكَماً عَلَى وفْقِ الصَّوابِ مُنَزَّلَهْ

وَبَدَتْ فَواصِلُهُ خِلالَ سُطُورِها

تُهدى لقارئها العقودَ مفصَّلهْ

ما صانها نقصُ الكمالِ ولم تَفتْ

في الحُسنِ بسملة ُ الكتابِ الحمد لهْ

قد أغْنَتِ الفُقرَاءَ وافْتَقَرَتْ لَهمْ

هممُ الملوكِ فما تزالُ مؤملهْ

مِنْ معشرٍ شرعوا المكارمَ والعُلى

وتبوءوا من كلِّ مجدٍ أوَّلهْ

آلُ الزُّبير المرتجى إسعادهمْ

في كُلَّ نائِبَة ٍ تَنُوبُ وَمُعْضِلَهْ

المكْثِرُونَ طَعامَهُمُ وَطِعانَهُمْ

يَوْمَ النِّزالِ وَفي السِّنِينَ المُمْحِلَهْ

قومٌ لكُلِّهمُ على كلِّ الورى

أَبَداً يَدٌ مَرْهُوبَة ٌ ومُنَوِّلَهْ

إن يسألوا كرماً وعلماً أعجزوا

ببديعِ أجوبة ٍ لتلك الأسئلهْ

أنفوا ذنوباً ودَّ كلُّ مُقبَّلٍ

لو أنها حسناتهُ المتقبلهْ

لولا مَناقِبُكُمْ لكانت هذه الدُّنـ

ـيا مِنَ الذِّكْرِ الجِميلِ مُعَطَّلَهْ


مضى امرؤ القيس في دين الهوى سلفا

القاضي الفاضل هو عبد الرحيم البيساني شاعر فلسطيني ولد عام 1135 ميلادي في عسقلان، كان كاتب في دواوين الدولة وعمل وزيراً أيضاً، وكان معروفاً ببلاغته وأسلوبه المحنك، توفي عام 596 هجري عن عمر يناهز 70 عاماً، ومن أروع أشعاره في الحب القصيدة الآتية:[٤]

مَضى اِمرُؤُ القَيسِ في دينِ الهَوى سَلَفاً

سَنَّ الوُقوفُ عَلى رَبعِ الهَوى فَقِفا

نَبكي فَيا لَيتَ شِعري هَل تُراهُ دَرى

هُنالِكَ الرَبعُ مِثلي اليَومَ أَم ذَرَفا

قِفا نَكُن في الهَوى وَالدَمعِ نَنثُرُهُ

وَالشِعرِ نَنظِمُهُ مِن بَعدِهِ خَلَفا

كانَ السُكوتُ غِطاءً كُنتُ أُسبِلُهُ

حَتّى تَكَلَّمَ دَمعُ العَينِ فَاِنكَشَفا

لَو أَنَّ أَتباعَ آثارِ الهُداةِ مَشَوا

كَما مَشَينا عَلى الآثارِ ما اِختُلِفا

أَمّا المَشيبُ فَلا بُعداً لِأَبيَضِهِ

لَعَلَّ أَبيَضَهُ أَن يُعدِيَ الصُحُفا

هَذا الجَنى مِن عِتابِ الشَيبِ أَورَدَهُ

سَمعي فَأَصغي إِلَيهِ العِطفُ فَاِنعَطَفا

وَمَجلِسُ المُلكِ لَم أَركَع لِمالِكِهِ

دالاً وَإِن قامَ لي مِن دَستِهِ أَلِفا


المراجع

  1. ابن نباته المصري، "بعثت طيفها إلينا رسولا"، www.poetsgate.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30.
  2. محمود درويش (2005)، كتاب الاعمال الاولى (الطبعة الاولى)، لبنان-بيروت: رياض الريس للكتب والنشر، صفحة 166، جزء الثالث.
  3. البوصيري، "اليوم قد حكم الهوى بالمعدله"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30.
  4. القاضي الفاضل، "مضى امرؤ القيس في دين الهوى سلفا"، www.poetsgate.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-30.
747 مشاهدة