معنى الحديث الحسن الصحيح

كتابة - آخر تحديث: ٢٣:١٣ ، ١٥ فبراير ٢٠١٨
معنى الحديث الحسن الصحيح

معنى الحديث الحَسَن

تفرّد الإمام أبو عيسى الترمذيّ باصطلاحاتٍ في علم الحديث ذكرها في سننه، وقد تكلّم الإمام ابن رجب عن تلك المصطلحات، فقال: إنّ الإمام الترمذيّ قام بتقسيم الأحاديث إلى: صحيح وحَسَن وغريب، وقد جمع هذه التصنيفات أحياناً في حديثٍ واحد، كما جمع أحياناً تصنيفان في حديثٍ واحدٍ، وأفرد أحياناً أخرى الأحاديث بتصنيفٍ واحدٍ، وأمّا مراده من قوله: حديث حسن؛ أي أنّ هذا الحديث حَسَن الإسناد، ومعنى حَسَن الإسناد؛ أي لا يوجد في سنده متّهم بالكذب، ولا يكون شاذّاً، وأن يُروى بأسانيد أخرى، فكلّ حديث رواه العَدْل الضابط وإن كان كثير الوَهْم أو الخطأ هو حديث حسن، إذا رُوي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بأكثر من سند، وبشرط أن لا يرويه متّهم، وأن لا يكون شاذّاً؛ أي لا يكون مخالفاً للأحاديث الصحيحة.[١]


معنى الحديث الحَسَن الصحيح

جمع الترمذيّ بين الحَسَن والصحيح في تخريج الأحاديث، فقيل: إنّ مراده أنّ الحديث حَسَن من حيث ثقة رجاله، فارتقى بسبب ذلك من الحُسْن إلى الصّحة؛ لأنّ رواته في نهاية مراتب الثّقة، ووِفْق ذلك يكون كلّ حديث صحيح هو حديث حَسَن وليس العكس، وفي مذهب ابن الصّلاح أنّ الحديث إذا رُوي بإسنادين أحدهما حَسَن والآخر صحيح، فيكون هذا الحديث وِفْق مراد الترمذيّ حَسَن صحيح، ومن المتأخرين من قال إنّ مراد الترمذيّ في قوله حَسَن صحيح، أنّ هذا الحديث لا يكون مجزوماً بصحته؛ بل يكون جامعاً بين الصحّة والحُسْن، أمّا إذا كان الحديث مقطوعاً بصحّته فيكون حديث صحيح.[١]


أقسام الحديث الحَسَن

ينقسم الحديث الحَسَن إلى قسمين، هما:[٢]

  • الحديث الحَسَن لذاته؛ وهو الحديث الذي اتّصل سنده بنقل العَدْل الذي خفّ ضبطه، دون أن يكون فيه شذوذ أو علّة.
  • الحديث الحَسَن لغيره؛ وهو حديث ضعيف تعدّدت طرقه، على أن لا يكون سبب الضعف فيه فِسْق راويه، أو كذبه، فالحديث الحَسَن لغيره يرتقي من الضّعف إلى الحُسْن إذا رُوي من طريق آخر فأكثر، بشرط أن يكون الطريق الآخر في قوّته أو في مثله، وأن يكون ضَعْف الحديث يسيراً إمّا بسبب انقطاع في سنده، أو جهالة في رواته، أو سوء حفظ الراوي.


حُكْم الاحتجاج بالحديث الحَسَن

احتجّ جميع الفقهاء بالحديث الحَسَن، وعملوا به، على الرغم من أنّه دون الحديث الصحيح في القوّة، إلّا أنّ معظم المحدّثين والأصوليّين يحتجّون به إلّا من شذّ من المتشدّدين، وقد وضعه بعض المحدّثين في مرتبة الصحيح، مثل: ابن خزيمة، وابن حبّان على الرغم من توضيحهم أنّه دون الحديث الصحيح.[٣]


المراجع

  1. ^ أ ب الشيخ محمد صالح المنجد (2014-11-02)، "الكلام على اصطلاحات الإمام الترمذيّ في تخريج الأحاديث "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-01-28. بتصرّف.
  2. الشيخ محمد صالح المنجد (2013-01-22)، "معنى قول المحدثين حديث حسن "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2018-1-28. بتصرّف.
  3. ابن طحان النعيمي (2004)، تيسير مصطلح الحديث (الطبعة 10)، السعودية : مكتبة المعارف للنشر ، صفحة 58-59. بتصرّف.
1,062 مشاهدة