الدباغ
تتوفّر العديد من المصنوعات الجلدية في الأسواق سواء كانت على شكل ملابس أو أحذية أو حقائب، وبعضها تكون مصنّعة من جلود بعض الحيوانات أو الزواحف، ولكن يجب القيام بالعديد من الخطوات قبل تصنيع هذه المنتوجات من الجلود بهدف التخلّص من الرائحة المؤذية التي تتواجد على الجلود، والتخلّص من بقايا الدماء والأوساخ التي تترافق مع هذه الجلود، وهذه العمليات التي تجرى على الجلود تعرف باسم الدباغ.
الدباغ هو كلّ العمليات التي تجرى على الجلود الطبيعيّة من معالجة وتنظيف وتطهير بهذف إزالة القذر والرطوبه والنجاسة منه، كما أنّ جميع المنتوجات الجلدية الطبيعية المتواجدة في الأسواق حالياً قد تمت دباغتها وتنظيفها بشكل جيد.
أقسام الجلود المستخدمة في المنتجات
- الجلد الصناعي: وهذا الجلد يصنع من مشتقات البترول وليس له أصل حيواني، كما أنه يستخدم بنسبة كبيرة من المنتجات المختلفة مثل الملابس والأنسجة والعلب وجميع مستلزمات المنزل وغيرها الكثير، وهذه الأنواع لا تحتاج لعمليات دباغة وتنظيف.
- الجلد الطبيعيّ: وهذا النوع من الجلود يكون من مصدر حيوانيّ طبيعيّ، ومن أشهر هذه الجلود جلد المواشي والتماسيح وغيرها من الحيوانات الأخرى، وهذا النوع من الجلود يحتاج لعملية دباغة ليصبح بشكل ورائحة جيّدة، ويصنع منه العديد من المنتجات مثل: الأحذية، والحقائب، والملابس، وبعض التحف المنزليّة.
فوائد الدباغة
دباغة الجلود من الحرف القديمة التي كانت وما زالت تعتبر كمصدر دخل وفرصة عمل للكثيرين، فقد أكّدت المصادر التاريخيّة أنّ الدباغة كانت مستخدمة منذ ما قبل التاريخ، فقد وجدت العديد من القطع الجلدية التي قام المصريون القدماء بدباغتها، وتميّزت هذه الجلود بأنّها شديدة التحمل، كما أنّها وجدت بحالة مثاليّة رغم مرور كل تلك السنوات، وربما اختلفت الوسائل المستخدمة في الدباغة ما بين الشعوب إلا أن للجلد المدبوغ العديد من المزايا التي يتفرد بها عما كان مصنوعاً من مشتقات البترول، فعملية الدباغة تشتغرق فترات طويلة تصل لبضعة أشهر، ولكنها تنتج جلوداً شديدة التحمل لجميع الظروف الجوية وجميع أشكال الاستخدام، سواء استخدمت الجلود في صناعة الأحذية أو الحقائب أو الملابس بمختلف أشكالها.
من أشهر مزايا الدباغة أنّها تساهم في الحدّ من مخلّفات المواشي التي تنتج بشكل دوريّ، كما أنّ الدباغة تحوّل تلك المخلفات لمنتجات باهظة الثمن ومتعددة المزايا، ومن ما يميّز الجلود الطبيعيّة أنّها تتيح فرصة للتنفّس وإخراج الإفرازات لخارجها بشكل طبيعي، كما أنّها أكثر مرونة وسماكة من الجلود الصناعية، ويمكن للجلود المدبوغة تشكيلها بالعديد من الأشكال والألوان المختلفة، كما أنّها لا تتسبّب بحدوث تحسس للجلد، وبالرغم من أن للجلود الطبيعية خاصية التنفّس وإخراج سوائل وإفرازات الجسم لكنّها تمنع دخول الماء من خلالها للجسم، كما أنّها تحافظ على حرارة الجسم وهي مثاليّة في فصل الشتاء.