الظلم
استخلف الله سبحانه وتعالى الإنسان في هذه الحياة ليكون خليفته الذي يُقيم حُدوده وتشريعاته، ويلتزم بأوامراه، وينتهي بنواهيه؛ لذا أقام الله هذه الحياة على أساس العدل والحق ليعيش فيها الإنسان بحريّةٍ تامّة وفق شرعه، بحيثُ لا يتعدّى أحد على أحد بأي شكلٍ من الأشكال، إلاّ أن الإنسان بجهله خالف أمر الله فنرى القويّ يأكل حق الضعيف، ويتعدّى عليه بحكم سلطته، وما إلى ذلك من صور الظلم التي سنتطرّق للحديث عنها في هذا المقال.
مفهوم الظلم
هو تعدّي وتجاوز الحدّ في أيّ أمرٍ من الأمور بشكلٍ فيه جَور؛ ووضع الشيء في غير موضعه الشرعي المعروف؛ أي إنّه انحراف عن العدل. إنّ الظلم محرّمٌ في شريعة الله تعالى، وقد حرمه سبحانه على نفسه وعلى خلقه، حيثُ توعّد الظالمين بعذابٍ أليم في الدنيا والآخرة، وذلك بسبب عواقبه الوخيمة على الأفراد والمجتمعات، وهو أيضاً أمرٌ منبوذ في الفطرة الإنسانية، وهو صفة نقص وضعف في الشخص الظالم.
أسباب الظلم
- الجهل: فالكثير ممّن يُمارسون الظّلم يجهلون حقيقة وماهيّة الدين الإسلامي، وقد وصفهم الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بأنّهم قاسية قلوبهم، فهم يستلذّون بالظلم ويجدون فيه غايتهم ومبتغاهم، والإنسان المؤمن التقي الذي يخاف الله لا يظلم أحد ويخشى الله في كل كبيرة وصغيرة.
- الخوف على المصالح والامتيازات: فالإنسان يطمع إلى الثراء والغنى الفاحش الذي يُعتبر سبباً من أسباب الاستعلاء والاستكبار بغير حق أو عدل، فهذا الحرص ليس وليد العصر الحالي وإنما ظهر منذ الأزل، وكذلك الصراع بين الحق والباطل، وبين المستضعف والمستكبر.
آثار الظلم
للظلم الكثير من العواقب والآثار على الفرد والمجتمع ومنها:
- عقوبته عند الله سبحانه وتعالى كبيرة، ومهما ارتفع قدر الظالم فإنّ الله سينصر عبده المظلوم لقوله:"وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين".
- دعوة المظلوم ليس بينها وبين السماء حجاب، وهي تُصيب الظالم مهما استعلى في ظلمه.
- لا يُفلح الظالم في الدنيا والآخرة، فطريق الظلم مسدودة.
- يُحرم الظالم الهدايا والتوفيق لقوله تعالى:"إن الله لا يهدي القوم الظالمين".
- إن الظلم سبب في وقوع المصائب كالفقر، والقتل، والتعذيب، وهذا ما نراه يحدث اليوم في الأمة الإسلامية بسبب ما كسبته أيدي الناس.
- إنّ الظلم سبب في هلاك الأمم؛ فقد أهلك الله تعالى الأقوام والأمم السابقة بسبب ما مارسوه من ظُلم وجور ضد بعضهم البعض.
- انتشار الفساد، وتفكّك المُجتمعات كون الفرد يَسعى لمَصالحه الفردية وينسى غيره.