بغداد
تعدّ محافظةُ بغداد العاصمة الرسميّة والسياسيّة للجمهوريّة العراقيّة، وتقعُ فلكيّاً على خطّ عرض ثلاثة وثلاثين، وخطّ طول أربعة وأربعين، وجغرافيّاً تقع على ضفاف نهر دجلة في المنطقة الوسطى من البلاد، حيث تتمركزُ بين المدن الرئيسيّة الواقعة في الجهتيْن الشماليّة والجنوبيّة؛ فتقعُ إلى الجنوب من محافظة البصرة على بعد أربعمئة وخمسة وأربعين كيلومتراً، وإلى الشمال من محافظتيْ الموصل وعلى بعد ثلاثمئة وخمسين كيلومتراً، وأربيل على بعد ثلاثمئة وعشرين كيلومتراً، كما تتمركز إلى الشمال منها مدينة بابل الأثريّة المشهورة، وعلى بعد ثمانية وخمسين كيلومتراً.
أمّا فيما يتعلّقُ بالمدن العربيّة القريبة منها، فتبعد عنها العاصمة السوريّة دمشق حوالي سبعمئة وخمسين كيلومتراً، والعاصمة الأردنيّة عمّان ثمانمئة كيلومتر، والعاصمة اللبنانيّة بيروت ثمانمئة وثلاثين كيلومتراً، والعاصمة المصريّة القاهرة حوالي ألف ومئتيْن وتسعين كيلومتراً، أمّا العاصمة الفلسطينيّة القدس فتبعدُ عنها حوالي ثمانمئة وخمسة وسبعين كيلومتراً، وإلى الجهة الشماليّة الغربيّة منها تأتي أنقرة، حيث تبلغ المسافة بينها وبين بغداد حوالي ألف ومئتين وخمسين كيلومتراً.
التاريخ
في الثلاثين من شهر تمّوز من العام 762م قام الخليفة المنصور ببناء محافظة بغداد، وكان بناؤها تحت إشراف البرامكة، وكان الهدف من بنائها هو اعتبارها العاصمة الأنسب والأمثل للإمبراطورية الإسلاميّة التابعة للحكم العباسيّ، وقام الخليفة العباسيّ أبو جعفر باختيار رقعة الأرض التي ستُقامُ عليها بغداد بنفسِه، بحيث تكون مرتفعة عن الأرض وتقع في الجهة الغربيّة من نهر دجلة بالقرب من مصبّ نهر الرفيل، وقرر أنّها ستكون عاصمته الجديدة، وحاليّاً تعتبرُ محافظة بغداد من أكبر المحافظات العراقيّة، والعربيّة؛ حيثُ تحتلّ المرتبة الثانية بعد العاصمة المصريّة القاهرة.
المناخ
تمتازُ بغداد بمناخها الصحراويّ، فيكون الصيف فيها جافّاً بحيث تُسجّل درجات الحرارة خلاله أعلى قيمها على مستوى العالم، ولوحظ خلال السنوات الأخيرة مصاحبة الحرارة فيها لهبوب عواصفَ ترابيّة حادّة، ويعلّلُ الخبراء هذه الهبوب إلى وجود احتباس حراريّ في الجو، وزيادة نسبة الكربون فيه بسبب كثرة العوادم الصادرة عن المولّدات الكهربائيّة التي يستخدمُها سكّان المحافظة عند انقطاع الكهرباء، إضافةً إلى ارتباطها الشديد بظاهرة التصحّر، والجفاف، وانجراف التربة، وكذلك التغيّرات البيئيّة التي تحدثُ بسب الإهمال وعدم وجود حلول بديلة.
يوجدُ في المحافظة محطّة للرصد الجويّ، تقع في مطار بغداد الدوليّ، أسِّسَتْ عندما أنْشِئ المطار، ووظيفتها عمل رصد سطحيّ من أجل نقل حالة الجوّ السائدة في منطقة المطار إلى القسم الخاصّ بالتنبؤ الجويّ والرقابة الجويّة الخاصّ بالمطار.