مارسيليا
مارسيليا هي إحدى المدن الفرنسيّة الهامّة، وهي ثاني أكبر المدن في الجمهوريّة الفرنسية بعد العاصمة باريس، وتبلغ مساحتها ما يزيد عن 240كم²، ويزيد عدد سكّانها عن المليوني نسمة. مارسيليا هي إحدى أهمّ الموانئ الموجودة في البحر المتوسّط، وتمثّل إحدى البوّابات البحريّة للدولة الفرنسية، جعل هذا الموقع المتميّز المدينة محط أنظار العديد من المهاجرين في مختلف العصور ومن شتى الجنسيّات التي كانت الدولة الفرنسيّة تضعها تحت حمايتها في المرحلة الاستعماريّة،
موقع مارسيليا
تقع مارسيليا على الساحل الجنوبي للبلاد لتطلّ على البحر المتوسّط، وتتبع مارسيليا منطقةً حضريّة كبيرة هي الثانية في فرنسا من حيث المساحة. مارسيليا مدينة ساحلية يحدّها جنوباً البحر الأبيض المتوسط، ومن الغرب يقع خليج ليون منطقة دلتا نهر الرون، وشمالاً تحدّها سلسلة جبال سانت فيكتوار، أما من جهة الشرق فتوجد منطقة ساحليّة صغيرة تطل على البحر المتوسط، بالإضافة إلى سلسلة جبال سانت بوم، وظهير من الأشجار النفضيّة يشكّل غابة صغيرة على حدود المدينة إلى جانب منطقة الريفييرا ومدينة تولون. وفي الخليج التي تطلّ عليه مارسيليا -ويحمل نفس الاسم- توجد بعض الجزر الصغيرة التي اشتهرت بسبب رواية كونت دي مونتي كريستو الشهيرة، والّتي دارت أحداث جزء كبير منها في موقع تلك الجزر.
مناخ مارسيليا
يعد المناخ الّذي يحمل نفس الاسم وهو مناخ البحر المتوسّط، والذي يتميّز بشتاء معتدل من حيث درجات الحرارة إلى حد كبير مع تساقط للأمطار، كما تهبّ على المدينة موجات من الرياح الباردة في فصل الشتاء. أمّا فصل الصيف فهو معتدل إلى حار مع الجفاف الواضح في هذا الفصل، إلّا أنّ البحر يساعد على تلطيف حدّة الأجواء في هذا الفصل، وفي الاعتدالين يكون الجوّ مناسباً جداً للأنشطة السياحيّة، وتهبّ على المدينة رياح قادمة من الصحراء الكبرى مرّةً في العام في فصل الصيف، وتكون حارّةً ومحمّلةً بالغبار.
سكان مارسيليا
يتكوّن سكان مارسيليا بشكل أساسي من الإيطاليين الّذين يشكّلون النسبة الأكبر من بين السكان، كذلك يوجد العديد من اليونانيين والروس والمهاجرين الإسبان والمهاجرين من جزر القمر والكورسيكيين، هذا إلى جانب سكّان شمال إفريقيا الّذين أتوا من دول المغرب العربي بصفةٍ خاصّة؛ حيث تتواجد النسبة الأكبر من المواطنين ذوي الأصول العربيّة في مارسيليا من الجزائريين ثمّ التونسيّبن وأخيراً المصريّين. وبذلك تشكّل المدينة خليطاً من مختلف الأعراق والجنسيّات والديانات، ويرى العديد من الباحثين أنّ مدينة مارسيليا في طريقها لأن تصبح المدينة الأولى في منطقة غرب أوروبا الّتي يتكوّن أغلب سكّانها من العرب.