علاج صديد اللوز

كتابة - آخر تحديث: ١:٥٥ ، ١٠ مارس ٢٠٢٠
علاج صديد اللوز

نظرة عامة

صديد اللوَز، أو خراج مجاورات اللوزة، أو العاذُور (بالإنجليزية: Peritonsillar abscess) هو الخرّاج الناتج من الأنسجة الموجودة في الجزء الخلفي من الفم بالقرب من إحدى اللوزتين، وغالباً ما يؤدي إلى المعاناة من الألم وعدم القدرة على فتح الفم بسهولة[١]، وصعوبة بالبلع، والكلام، وأحياناً في التنفس نتيجة تضخم الجزء المصاب وانتفاخه، الأمر الذي يتسبّب في دفع اللوزتين لتصبح قريبة من اللهاة (بالإنجليزية: Uvula) بحيث تغلق مجرى الحلق، بالإضافة إلى ذلك قد يُعاني المصاب من احمرار اللوزتين، والحمى، والقشعريرة، وانتفاخ في العقد الليمفاوية (بالإنجليزية: Lymph Nodes) الموجودة على إحدى جوانب الرقبة، وألمٍ شديدٍ في إحدى جهتي الحلق، وألم الأذن، وسيلان اللعاب، والصداع، وبحّة الصوت.[٢]


وفي الحقيقة يعدّ خراج مجاورات اللوز أحد مضاعفات التهاب اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillitis) حيث تنتشر العدوى من اللوزتين إلى الأنسجة المجاورة لها[٢]، ويُعتقد في الوقت الحالي أنّه من مضاعفات العدوى التي تُصيب الغدة اللعابية الواقعة قرب اللوزتين وتحديداً بين اللوزة نفسها وعضلة الحفرة اللوزيّة (بالإنجليزية:Tonsillar fossa muscle).[٣]، ووفقاً لدراساتٍ نشرتها للأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة في عام 2002 فإنّ الإصابة بخراج مجاورات اللوز أكثر شيوعاً بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم من 20-40 سنة سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً، ونادراً ما يُصاب به الأطفال باستثناء الأطفال الذين يُعانون من نقص في المناعة، كما بينت هذه الدراسات أن الإصابة بالتهاب اللوزتين المزمن ( بالإنجليزية: Chronic tonsillitis)، أو تكرار تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم لعلاج التهاب اللوزتين الحاد (بالإنجليزية: Acute tonsillitis) يزيد من خطر حدوث خراج مجاورات اللوز.[٤]


علاج صديد اللوز

يُعالج معظم الأشخاص المصابين بخراج مجاورات اللوز داخل المستشفى لعدّة أيام وقد يتبعها فترةً من الراحة في المنزل تمتد لأسبوعٍ أو أسبوعين، وتنبغي الإشارة إلى أن إجراء التشخيص المناسب لخراج مجاورات اللوز وعلاجه بشكلٍ سريع يُساهم في منع انتشار الالتهاب وحدوث المشاكل المترتبه الانتفاخ الجزء المصاب؛ كصعوبة التنفس[٥]، ولكن في حال حدوث هذه المضاعفات وتأثيرها على قدرة المصاب على التنفس فإن الطبيب قد يضطر للتدخل جراحياً للتخلص من الصديد واستعادة قدرة المصاب على التنفس بشكلٍ طبيعي[٦]، عدا ذلك قد يحاول الطبيب بدء العلاج باستخدام المضادات الحيوية، فإذا لم يستجب المريض للعلاج الدوائي‘ عندئذٍ قد يُزيل الطبيب الخراج جراحياً، وفيما يأتي تفصيل لهذه العلاجات بشكلٍ أوسع:[٧]


العلاج الدوائي

يُمكن بيان العلاجات الدوائية المُستخدمة في حال المعاناة من خراج مجاورات اللوز على النحو الآتي:


المضادات الحيوية

يختار الطبيب نوع المضاد الحيوي المناسب اعتماداً على نوع البكتيريا المسببة الإلتهاب وما إذا كان الدواء يُناسب المصاب ولا يتعارض مع أدويته في حال كان يتناول أدويةً أُخرى؛ فبعض المضادات الحيوية لا تناسب الأشخاص الذين يُعانون من مشكلة مرضية أخرى، كمشاكل الكلى والكبد، وبعضها يتداخل مع حبوب منع الحمل المركبة (بالإنجليزية: Combined contraceptive pill) ويُقلل من مفعولها لهذا يُنصح بإخبار الطبيب عن أيّ مشاكل صحيّة اُخرى أو أدوية اُخرى قبل البدء بالعلاج حتى يتمكن الطبيب من إجراء التدخل اللازم واختيار المضاد الأنسب، وكما ذكرنا سابقاً فإن العلاج غالباً ما يكون داخل المستشفى لهذا فإن الطبيب يُعطي المضاد الحيوي المناسب عن طريق حقنه مباشرة في الوريد، وعندما يتحسن المريض ويتمكن من مغادرة المستشفى قد يصف الطبيب المضادات الحيوية الفموية[٨][٥]، وينبغي التنويه إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب الخاصة بتناول المضادات الحيوية الموصوفة وعدم التوقف عن تناولها بمجرد الشعور بالتحسن إذ يجب الاستمرار بتناول العلاج وفقاً لهذه التعليمات[٩]، وفيما يأتي بيانٌ لأهم أنواع المضادات الحيوي التي تُوصف لعلاج خراج مجاورات اللوز:[٨]

  • الفينوكسي ميثيل بنسلين (بالإنجليزية: phenoxymethylpenicillin) أو البنسلين في (بالإنجليزية: Penicillin V).
  • الكلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin)
  • الأموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin).
  • الكليندامايسين (بالإنجليزية: Clindamycin).
  • الإريثروميسين (بالإنجليزية: Erythromycin).


الستيرويدات

لقد تبيّن أنّ الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids) تلعب دوراً في التخفيف من شدّة الأعراض المصاحبة لخراج مجاورات اللوز؛ كالانتفاخ والألم، كما تسرّع من عملية التعافي[١٠][١١] وبشكلٍ عام يصف الأطباء الستيرويدات للتقليل من الالتهابات، من الأمثلة على أبرز هذه الستيرويدات الديكساميثازون (بالإنجليزية: Dexamethasone) والبريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone).[١٢]


مسكنات الآلام

يُمكن الاستعانة بمسكنات الآلام (بالإنجليزية: Painkillers) لتخفيف الألم المُصاحب لخراج مجاورت اللوز، حيث يُعد الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) والبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) أكثر هذه الأدوية استخداماً.[١٣]


الجراحة

في الحقيقة، يحتاج معظم الأشخاص الذين يُعانون من خراج مجاورات اللوز إلى تدخلٍ جراحيٍّ حتى بعد تناول المضادات الحيوية الموصوفة إذ لا يكون العلاج بالمضادات الحيوية كفيلاً بالتخلص من الخراج[١٣]؛ حيث يقوم الطبيب بإزالة الخراج أو تصريف القيح بداخله إمّا عن طريق استخدام تقنية الشفط بواسطة الأبرة (بالإنجليزية: Needle aspiration)، أو إحداث شقٍ صغيرٍ في الخراج جرح وتصريف القيح منه، وفي حال فشل هذه الإجراءات بالتخلص من الخراج قد يضطر الطبيب للقيام بعملية استئصال اللوزتين (بالإنجليزية: Tonsillectomy) خاصةً في حال المعاناة المتكررة من التهاب اللوزتين أو خراج مجاورات اللوز.[١]، وتنبغي الإشارة إلى بعد الانتهاء من الجراحة قد يسمح الطبيب للمريض بمغادرة المستشفى إذا تحسنت حالته الصحية وتم التخلص من الصديد، أما في حال استمراره بالشعور بالتعب وعدم القدرة على البلع، أو فيحال معاناته من مشكلةٍ صحيّةٍ بالأصل كمرض السكري، فقد يُوصي الطبيب بإبقاء في المستشفى لمتابعة حالته، وبالنسبة للأطفال للذين يخضعون لتخدير عام وكامل (بالإنجليزية: General anesthesia) فغالباً ما يحتاجون للبقاء في المستشفى للاستمرار بمتابعتهم.[٦]


الشفط بالإبرة

يُمكن القول أن الشفط بالأبرة أساسيٌ لتشخيص وعلاج خراج مجاورات اللوز؛ حيث يقوم الطبيب المختص بعد تخدير الجزء المُصاب موضعياً بحقن إبرةٍ خاصة موصولةٍ بحقنة في الخراج لتجميع الصديد أو القيح فيها، بعد ذلك تُرسل العينة الموجودة في الحقنة إلى المختبر لعمل زراعة وتحديد نوع البكتيريا والعلاج المناسب للحالة.[٤]


شق الخراج وتصريف السائل منه

قد يلجأ الطبيب أحياناً إلى إحداث شقٍ في الخراج وتصريف القيح منه وذلك بعد إعطاء المريض مهدئ يُساعده على الاسترخاء، أوتخدير الجزء المُصاب بمخدر موضعيٍ، أو تخدير المريض بالكامل.[١٣]


استئصال اللوزتين

تُعدّ جراحة استئصال اللوزتين (بالإنجليزية: tonsillectomy) إحدى الخيارات العلاجية التي يلجأ إليها الطبيب في حال المعاناة المتكررة من التهاب اللوزتين أو تكونّ الخراج بشكلٍ متكررٍ[١٤]؛ حيث يستأصل الطبيب اللوزتين بسلاسة بعد تخدير المريض تخديراً عاماً دون إحداث أيّ فتحة بالجلد، ومن الجدير بالذكر أنه من المحتمل بشكلٍ كبير المعاناة من ألمٍ في الحلق وصعوبةٍ في البلع بعد العملية، وقد يستمر ذلك لمدة أسبوعٍ أو أقل، لهذا يُنصح بتناول المسكنات للتخفيف من حدّة الألم، وكذلك تناول الأطعمة الصلبة التي تُسرّع بدورها عملية التئام الجرح الموجود في الحلق، كما يُنصح بتناول الكثير من السوائل باستثناء المشروبات الحمضية كعصير البرتقال التي قد تسبّب الشعور بلسعةٍ وألمٍ في الحلق.[١٥]


دواعي مراجعة الطبيب بعد انتهاء العلاج

ينبغي مراجعة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة بعد تلقي العلاج في حال تكون الخراج مرةً اُخرى؛ فقد يحتاج المريض لتصريف الخرّاج أو استخدام نوعٍ مختلفٍ من المضادات الحيوية غير النوع السابق، كذلك يجدر على المُصاب مراجعة الطبيب في حال المعاناة من نزيفٍ في الجزء المُصاب أو صعوبة في التنفس أو البلع حتى يتمكن الطبيب من تقديم الإجراءات اللازمة.[١٦]


نصائح للوقاية من صديد اللوز

قد يكون من الصعب منع تكّون خراج مجاورات اللوزة، ولكن من الممكن الحدّ من خطورة حدوثها باتباع النصائح والتوصيات التالية:[٧]

  • الامتناع عن التدخين.
  • علاج التهاب اللوزتين الناتج عن الإصابة بالعدوى البكتيريا بأسرع وقتٍ ممكن لمنع حدوث المضاعفات.
  • علاج الإلتهابات الفموية بشكلٍ عام.
  • المحافظة على صحة الأسنان وتنظيفها بشكلٍ يومي.


المراجع

  1. ^ أ ب Patricia Solo-Josephson, MD (01-06-2017), "Peritonsillar Abscess"، kidshealth.org, Retrieved 15-01-2020. Edited.
  2. ^ أ ب Scott A. Barron, MD (01-01-2015), " Bacterial & Viral Infections Peritonsillar Abscess"، www.rchsd.org, Retrieved 15-01-2020. Edited.
  3. "Peritonsillar abscess", www.pch.health.wa.gov.au,01-03-2018، Retrieved 17-01-2020. Edited.
  4. ^ أ ب TERRENCE E. STEYER, M.D. (01-01-2002), "Peritonsillar Abscess: Diagnosis and Treatment"، www.aafp.org, Retrieved 17-01-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Quinsy", www.nhsdirect.wales.nhs.uk,19-12-2019، Retrieved 17-01-2020. Edited.
  6. ^ أ ب Michael Friedman, DDS (23-08-2018), "Peritonsillar Abscess"، www.webmd.com, Retrieved 18-01-2020. Edited.
  7. ^ أ ب Jamie Eske (20-12-2018), "What to know about peritonsillar abscesses"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-01-2020. Edited.
  8. ^ أ ب "Peritonsillar abscess", www.hse.ie,13-07-2011، Retrieved 17-01-2020. Edited.
  9. Kathleen Romito MD - Family Medicine & David Messenger MD & William H. Blahd Jr. MD, FACEP - Emergency Medicine & Adam Husney MD - Family Medicine (21-10-2018), " Peritonsillar Abscess: Care Instructions"، www.myhealth.alberta.ca, Retrieved 17-01-2020. Edited.
  10. NICHOLAS J. GALIOTO, MD, Broadlawns Medical Center, Des Moines, Iowa (01-01-2008), "Peritonsillar Abscess"، www.aafp.org, Retrieved 17-01-2020. Edited.
  11. Jorge Flores, MD; Chief Editor: Jeter (Jay) Pritchard Taylor, III, MD (18-10-2018), "Peritonsillar Abscess in Emergency Medicine Medication"، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 17-01-2020. Edited.
  12. Jorge Flores, MD; Chief Editor: Jeter (Jay) Pritchard Taylor, III, MD (18-10-2018), " Peritonsillar Abscess in Emergency Medicine Medication"، www.emedicine.medscape.com, Retrieved 17-01-2020. Edited.
  13. ^ أ ب ت "Peritonsillar abscess", www.your.md, Retrieved 17-01-2020. Edited.
  14. Nicholas J. Galioto, MD (01-04-2014), "Peritonsillar Abscess"، www.familydoctor.org, Retrieved 18-01-2020. Edited.
  15. "Tonsillitis", www.your.md, Retrieved 18-01-2020. Edited.
  16. Michael Friedman, DDS (23-08-2018), "Peritonsillar Abscess"، www.webmd.com, Retrieved 18-01-2020. Edited.
1,412 مشاهدة