محتويات
الحركة والتّنقل
تُعدّ القدرة على الحركة من الخصائص المميزة للكائنات الحيّة؛ فهي تتحرك من تلقاء نفسها، وهي بهذا تختلف عن الجمادات التي لا تتحرّك إلا إذا تم سحبها أو دفعها من قبل قوة خارجيّة، وتختلف حركة النّباتات عن حركة الحيوانات، فالحركة عند النّباتات موضعيّة أي أنّ أجزاء من جسمها فقط هي التي تتحرّك، لذا يمكننا القول إنّها قادرة على الحركة، دون أن تكون قادرة على الانتقال من مكان إلى آخر (بالإنجليزيّة: Locomotion)، كما أنّ الحركة في النّباتات تكون بطيئة وغير واضحة، ومن الأمثلة عليها نمو الأوراق باتجاه الضّوء، ونمو الجذور للأسفل نحو التّربة، أما الحيوانات فتمتلك غالباََ أعضاء تساعدها على التّنقل وتغيير موضعها، مثل: الأرجل، أو الأجنحة، أو الزّعانف.[١]
تنقُّل الحيوانات
تُعدّ القدرة على الحركة والتنقل من الحاجات الأساسيّة للحيوانات؛ فهي تتحرك من مكان إلى آخر بحثاََ عن الطّعام والمأوى، وهرباََ من الحيوانات المفترسة، وتتمكّن الحيوانات من الحركة بفضل التّنسيق بين الجهازين العضلي والعصبي والتآزر بينهما؛ فالجهاز العصبي يتحكّم بانقباض عضلات الجسم من حيث المقدار، والنّوع، والموضع، وبفضل هذا التّنسيق يتمكّن الحيوان من تحريك أطرافه، أو جسمه بأكمله. تختلف طريقة الحركة باختلاف البيئة التي يعيش فيها الحيوان؛ فهناك حيوانات تتحرك في الماء، وأخرى في الهواء، وأخرى على الأرض، أو على الأشجار.[٢][٣]
التّنقل في الماء
تعيش حيوانات كثيرة في الماء، فهناك الثّدييات البحريّة، مثل: الحيتان، والأسماك بأنواعها، والحيوانات اللافقاريّة، وتختلف طرق تنقل هذه الحيوانات من نوع لآخر، وفيما يأتي بعض المعلومات عن طرق انتقال بعض أنواع الحيوانات في الماء:[٢][٤]
- تنتقل بعض الحيوانات مثل قنديل البحر من مكان إلى آخر في الماء دون الحاجة إلى استخدام الأطراف والعضلات، بل تترك الماء يأخذها أثناء حركته، وتوصف هذه الطّريقة بأنّها حركة سلبيّة؛ إذ لا يبذل الحيوان أي نوع من الطّاقة ليتمكّن من الحركة.
- ينتقل الرّوبيان (القريدس) من مكان إلى آخر باستخدام زوائد صغيرة تُسمّى أرجل العوم (بالإنجليزيّة: Swimmerets).
- تنتقل الثّدييات البحريّة في الماء بطريقة مختلفة عن الأسماك؛ فهي تحرّك جسمها كما تفعل ثدييات اليابسة على الرّغم من أنّها تعيش في الماء، حيث تحرّك الدّلافين والحيتان على سبيل المثال ذيولها للأعلى والأسفل؛ لتتمكّن من السّباحة في الماء، وهي بذلك تختلف عن الأسماك التي تحرك ذيولها لليسار واليمين، أما الفقمات الرّماديّة فتستخدم زعانفها الخلفيّة لدفع أجسامها في الماء، وتستخدم الزّعانف الأماميّة لتوجيه حركتها.
- تتمكّن ثدييات المياه العذبة، مثل: ثعالب الماء، والقنادس، من الحركة في الماء بفضل الأغشية الموجودة بين أصابع أرجلها، ويساعد الذّيل فيها على السّباحة أيضاً.
- تتمكن الأسماك من السّباحة في الماء بسلاسة بفضل جسمها الانسيابي، وبفضل زعانفها الذّيلية والحوضيّة والصّدرية، ويحتوي جسم السّمكة على مثانة العوم، التي من خلال التحكّم بحجم الهواء داخلها يُمكن الطّفو للأعلى، أو الغوص للأسفل.
- تتمكّن الضّفادع من السّباحة في الماء عن طريق مباعدة أرجلها الخلفيّة، ودفعها في الماء، أما سمادل الماء فتسبح عن طريق تحريك أجسادها حركة تموجيّة.
- تتمكن خنافس الماء من التّنقل داخل الماء بفضل صفوف الشّعيرات التي تغطي أرجلها الخلفيّة، حيث تعمل مثل المجداف.
- تتمكّن حشرات بق الماء من التنقّل على سطح الماء بفضل الهواء الذي يتخلّل الشّعيرات التي تغطي أرجلها بكثافة، ممّا يُبقي أرجلها جافة.
- تتمكّن العديد من العوالق المجهرية من التّنقل في الماء باستخدام الأهداب، أو الشّعيرات، أو الزّوائد التي تغطي أجسامها، ومن هذه الزّوائد قرون الاستشعار.
التّنقّل في الهواء
تتمكّن بعض أنواع الحيوانات من الطّيران والتنقّل في الهواء بسهولة بفضل أطرافها الأماميّة التي تحورّت إلى أجنحة، ومنها الطّيور والخفافيش، وقد تكيفت أجسام هذه الحيوانات لتتمكّن من الطّيران بنجاح؛ فهي تمتلك عظاماً خفيفة الوزن، وقلباً كبير الحجم، ولها عضلات صدر كبيرة وقويّة، كما أنّ حاسة البصر لديها حادة. بعض الحيوانات تتمكّن من الانتقال عبر الهواء على الرّغم من عدم وجود أجنحة لها، وتوصف حركتها بأنّها نوع من الانزلاق وليست طيراناً حقيقياً كالذي تقوم به الطّيور، والخفافيش، والحشرات، ومن الأمثلة على هذا النّوع من الحركة:[٥]
- تتحرّك بعض أنواع الأسماك في الهواء؛ بفضل زعانفها الشّبيهة بشكل الأجنحة.
- تتمكّن بعض أنواع السّحالي والضّفادع من جنس (Rhacophorus) من الانزلاق في الهواء؛ لوجود أغشية بين أصابع أقدامها.
- تتمكّن بعض أنواع السّحالي والأفاعي من الانزلاق في الهواء؛ بفضل الضّلوع القابلة للانتفاخ بوجود الهواء.
- بعض الحيوانات، مثل: الجرابيات الطّائرة، وحيوان الكولوجو، والسّناجب الطّائرة، تمتلك طيّات من الجلد الزّائد بين الأطراف الأماميّة والأطراف الخلفيّة، تمكّنها من الانزلاق من شجرة لأخرى.
التّنقّل على اليابسة
تعيش حيوانات عديدة على اليابسة،؛ البعض منها لها أطراف تساعدها على المشي، والرّكض، والقفز، والبعض منها عديمة الأطراف، تزحف على الأرض زحفاََ، وفيما يأتي بعض الأمثلة على طرق تنقل الحيوانات على اليابسة:[٢][٤]
- الزّحف: تتنقل العديد من الكائنات الحية عن طريق الزّحف، ومنها:
- يستخدم الحلزون أبيض الطّرف القدم العضليّة كعضو زحف، ويفرز أثناء مشيه مادة لعابيّة لزجة، تترك أثراََ خلفه.
- تنتقل الأفاعي زحفاََ على الأرض بمساعدة الحراشف التي تغطي جسمها، وبفضل عضلاتها القوية، وتزحف الأفاعي عادةََ بحركة تموجيّة؛ إذ تندفع جانبياََ وإلى الأمام على شكل الحرف (S)، وتُسمّى طريقتها الزّحف (بالإنجليزيّة: Serpentine movement).
- تتنقل دودة الأرض زحفاََ عن طريق الانقباض المتتابع لعضلات جسمها الدّائريّة والطّوليّة، ممّا يساعدها على الزّحف بحركة تُسمّى الحركة الدّوديّة (بالإنجليزيّة: peristalsis).
- التّسلّق: يتنقل حيوان الوشق عن طريق تسلّق الأشجار بمساعدة مخالبه القويّة التي تمكّنه من التّسلق بسهولة، ومن الحيوانات الأخرى التي تنتقل عن طريق تسلق الأشجار والقفز بينها السّنجاب الأحمر الذي يتميّز بأصابعه ومخالبه الطّويلة التي تمكنه من التّسلّق، وللسنجاب أيضاََ أقدام خلفيّة قوية تساعده على دفع جسمه أثناء القفز، أمّا الذّيل كثيف الشّعر فيعمل كدفة توجيه، ومظلة تساعد على الهبوط إلى الأرض بطريقة آمنة.
- الرّكض: تتنقّل الكثير من الحيوانات ركضاََ، ومن الأمثلة عليها الحيوانات المفترسة التي تركض للإمساك بالفريسة.
- القفز: تنتقل بعض الحيوانات التي تمتلك أرجلاً خلفيّة طويلة قفزاََ، ومنها الجندب الأمريكي، والأرنب، والضّفدع.
- حفر الأنفاق: تنتقل بعض الحيوانات تحت التّربة عن طريق حفر الأنفاق، ومنها الخلد الذي يمتلك مخالب قويّة، وأطرافاً أماميّة تشبه المجرفة لتسهيل عملية الحفر.
المراجع
- ↑ B. S. Beckett, Biology: A Modern Introduction, u k: Oxford University Press, Page 1. Edited.
- ^ أ ب ت Sarah Friedl, "Types of Locomotion in Animals"، study.com, Retrieved 14-12-2018. Edited.
- ↑ George Zug, "Locomotion"، www.britannica.com, Retrieved 14-12-2018. Edited.
- ^ أ ب Külli Kalamees-Pani, Karin Pai, Veljo Runnel,and other (2010), "Movement of Animals"، www.hyria.fi, Retrieved 13-12-2018. Edited.
- ↑ "Flight", www.britannica.com, Retrieved 14-12-2018. Edited.