محتويات
دولة الإمارات العربية المتحدة
تعتبر دولة الإمارات العربيّة المتّحدة دولة حديثة النشأة، فقد كانت سابقاً جزءاً ممّا يُعرف بشبه الجزيرة العربيّة، وكان يطلق عليها قبل تكوينها اسم ساحل عمان، أو الإمارات المتصالحة، أو ساحل القراصنة.
وتقع دولة الإمارات العربيّة في الناحية الجنوبيّة من الخليج الغربي، وتحدّها شبه الجزيرة العربيّة من الناحية الشرقيّة، ودولة قطر من الناحية الشماليّة الغربيّة، والسعوديّة من الناحية الغربيّة، وسلطنة عُمان من الناحية الجنوبيّة الشرقيّة، وسنتحدّث في هذا المقال عن مراحل تكوين الاتّحاد بين الإمارات الخليجيّة السبع.
مراحل قيام الاتحاد
التفكير الفردي
على الرغم من أنّ منطقة الخليج برمّتها كانت تقع تحت الحماية البريطانيّة، إلّا أنّ حاكم إمارة أبو ظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان متيقّظاً لفكرة انسحابها في أيّ لحظة، وعندما أعلنت بريطانيا في عام 1968م عن نيّتها الانسحاب، نمت في مخيّلته فكرة إقامة اتّحاد يضمن استقرار البلاد سياسيّاً واستراتيجيّاً من ناحية، ويكون نموذجاً عربيّاً يُحتذى به في المنطقة من ناحية أخرى.
التصريح بالفكرة
في شهر شباط فبراير من عام 1968م، اجتمع حاكم أبو ظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مع نظيره الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم إمارة دبي، وكان اجتماعاً ضيّقاً في قرية حدوديّة تسمى السموح، وقد تمّ الاتّفاق بينهما على الخطوط العريضة مبدئيّاً.
توسيع الفكرة
بدأ قطبا الاتّحاد بتوجيه برقيّات دعاوي انضمام إلى بقيّة حكّام الإمارات وعددهم سبعة، وهم: حاكم إمارة الشارقة، وحاكم إمارة القيوين، وحاكم إمارة عجمان، وحاكم إمارة رأس الخيمة، وحاكم إمارة الفجيرة، وحاكم إمارة قطر، وأخيراً حاكم إمارة البحرين، وبالفعل فقد حضروا الاجتماع، ووافقوا مبدئيّاً على تشكيل لجنة لدراسة الدستور المطروح.
ظهور المشاكل
لم يوافق كلّ من حاكم إمارة قطر، وحاكم إمارة البحرين على الدستور، وأعلنا عن رغبتهما في الاستقلال التام، فأعاد قطبا الاتّحاد تنظيم اجتماع آخر مستثنين كلّاً من قطر والبحرين، وقد ظهرت مشاكل داخليّة أيضاً تمثّلت في موقع عاصمة الاتّحاد، وكيفيّة اختيارها، وآليّة تعيين حاكم للاتّحاد ونائب له، وكيفيّة ضمّ الأعضاء لمجلس الاتّحاد، وبذلك فشل الاتّفاق على أمور جوهريّة تتعلّق بالسياسة والاقتصاد والعسكر، ممّا أفشل الفكرة تماماً.
حل المشاكل
لم يكن خيار الفشل وارداً في خطط الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فقرّر إقامة اتّحاد مكوّن من إمارتين فقط، هما إمارة أبو ظبي وإمارة دبي، على اعتبار الأكبر مساحة والأكثر سكّاناً، وبالفعل فقد أوكلوا مهمّة كتابة دستور جديد للسيّد عدي البيطار، المستشار القانوني لحكومة دبي آنذاك، ثمّ وجّهوا مرّة أخرى برقيّات انضمام إلى الحكّام، ليتّخذوا قراراً أخيراً يقضي بالانضمام أو عدمه.
قيام الاتحاد
وافق حكّام جميع الإمارات على الانضمام إلى الاتّحاد، ما عدا حاكم إمارة رأس الخيمة، وفي اليوم الثاني من شهر كانون الأول ديسمبر لعام 1971م، خرج السيّد أحمد السويدي مستشار حاكم إمارة أبو ظبي آنذاك معلناً قيام الاتّحاد، ورافعاً علم الإمارات من قصر الضيافة في دبي، وذلك بحضور حكّام الإمارات الستّ، ورجال الدولة، والعساكر، وكاميرات الإعلام، وبعد حوالي ثلاثة شهور، وتحديداً في شباط فبراير من عام 1972، قرّر حاكم إمارة رأس الخيمة الانضمام إلى الاتّحاد.