قصيدة حزينة جداً

كتابة - آخر تحديث: ١٤:٤٤ ، ١٧ مارس ٢٠١٩
قصيدة حزينة جداً

قصيدة البكاء للشاعر محمود درويش

ليس من شوق إلى حضنٍ فقدتُهْ

ليس من لتمثال كسرته

ليس من حزنٍ على طفل دفنته

أنا أبكي !

أنا أدرى أن دمع العين خذلان .. وملحُ

أنا أدري ،

وبكاءُ اللحن مازال يلحُّ

لا تَرُشّي من مناديلك عطراً

لستُ أصحو.. لستُ أصحو

ودعي قلبيَ.. يبكي !

شوكة في القلب مازالت تغزُّ

قطرات .. قطراتٍ... لم يزل جرحي ينزُّ

أين زر الورد ؟

هل في الدم ورد ؟

يا عزاء الميتين !

هل لنا مجد وعزُّ !

أتركي قلبيَ يبكي !

خبِّئي عن أذُني هذي الخرافات الرتيبهْ

أنا أدرى منك بالإنسان...بالأرض الغريبهْ

لم أبعْ مهري ولا رايات مأساتي الخضيبهْ

ولأني أحمل الصخَر وداء الحب...

والشمس الغريبهْ

أنا أبكي !

أنا أمضي قبل ميعادي .. مبكرْ

عمرنا أضيق منا ،

عمرنا أصغر .. أصغرْ

هل صحيحٌ’ يُثمر الموت حياةً

هل سأثمرْ

في يدِ الجائع خبزاً, في فم الأطفال سكَّرْ ؟

أنا أبكي !


قصيدة لو لم يخالط يوم بينك أدمعي للشاعر ابن عنين

لَو لَم يُخالِط يَومَ بَينَكَ أَدمُعي

قاني دَمي ما كُنتُ إِلّا مدَّعي

قَد صَحَّ عِندَكَ شاهِدٌ مِن عَبرَتي

فَسَلِ الدُجى وَنُجومَهُ عَن مَضجَعي

عاقَبتَني بِجِنايَةٍ لَم أَجنِها ظُلماً

وَكَم مِن حاصِدٍ لَم يَزرَعِ

وَمنعتَ طَيفكَ مِن زِيارَةِ عاشِقٍ

حاوَلتَ مُهجَتَهُ فَلَم يَتَمَنَّعِ

وَأَمالَكَ الواشي وَلَولا غِرَّةٌ

كانَ الصِبى سَبَباً لَها لَم تخدَعِ

فَجَمَعتَ أَثقالَ الصُدودِ إِلى النَوى

فَوقَ المَلامِ إِلى فُؤادٍ موجَعِ

يا راحِلاً وَالقَلبُ بَينَ رِحالِهِ

يَقتادَهُ حِفظاً لِعَهدِ مُضَيّعِ

هَلّا وَقَفتَ عَلى مُحِبِّكَ حافِظاً

عَهدَ الهَوى فيهِ وُقوفَ مُوَدِّعِ

كَيفَ السَبيلُ إِلى السُلُوِّ وَلَم تُعد

عَقلي عَلَيَّ وَلَم تَدَع قَلبي مَعي

فَسَقى زَماناً مَرَّ لي بِطُوَيلِعٍ

صَوبُ الحَيا وَسقى عِراص طُوَيلِعِ

فَلَأَصبِرَنَّ عَلى الزَمانِ وُجَورِهِ

صَبرَ اِمريءٍ مُتَجَمِّلٍ لَم يَخضَعِ

وَلَأَلبسَنَّ مِنَ التَجَلُّدِ نَثرَةً

حَصداءَ تَهزَأُ مِن سَوابِغَ تُبَّعِ

وَلَأَشكُرَنَّ حَوادِثاً قَذَفَت بِآ

مالي إِلى الملكِ الهمامِ الأَروَعِ

فَضَفا عَلَيَّ ظِلالُ أَبلَجَ ماجِدٍ

ضافي لِباسِ المَجدِ صافي المَشرعِ

وَرَأَيتُ أَحسَنَ مَنظَرٍ وَخبرتُ أَط

يَبَ مَخبرٍ وَحَلَلتُ أَرفَعَ مَوضِعِ

في ظِلِّ وَضّاحِ الجَبينِ سَمَيذَعٍ

مِن نَسلِ وَضّاحِ الجَبينِ سَميذَعِ

الأَشرَفِ المَلكِ الَّذي بَذلُ النَدى

مِن كَفِّهِ طَبعٌ بِغَيرِ تَطَبُّعِ

مَلِكٌ لَهُ يَومَ الهياجِ مَواقِفٌ

مَشهورَةٌ لا يَدعيها مُدَّعي

مُتَبَسِّمٌ في كُلِّ يَومٍ عابِسٍ

مُتَوَضِّحٌ في كُلِّ خَطبٍ أَسفَعِ

يَروي حِرارَ السَمهَرِيِّ بِكَفِّهِ

يَومَ الوَغى مِن قَلبِ كُلِّ مَدرَّعِ

سِيّانِ عِندَ يَمينِهِ وَحُسامِهِ

في الحَربِ هامَةُ حاسِرٍ وَمُقَنَّعِ

وَلَطالَما حَطَمَ الوَشيجَ بِكَفِّهِ

مِن بَعدِ حَشوِ الدرعِ بَينَ الأَضلُعِ

مَلكٌ مَتى اِستَسقَيتَ بَحرَ يَمينِهِ

جادَت عَلَيكَ بِديمَةٍ لَم تُقلَعِ

حَسَنَت مَواقِعُها وَكَم مِن ديمَةٍ

جَهَلَت فَجادَت في سَباخٍ بَلقَعِ

وَلَطالَما غَشِيَ الوَغى بِثَلاثَةٍ

في ظَهرِ مَنسوبٍ يَطيرُ بِأَربَعِ

بِأَصَمَّ مُعتَدِلٍ وَأَبيَضَ صارِمٍ

وَجَنانِ مَضّاءِ العَزيمِ مُشَيَّعِ

كَم مَوقِفٍ ضَنكٍ فَلَولا صَبرُهُ

فيهِ لِوَقعِ البيضِ لَم يَتَوَسَّعِ

مِن مَعشَرٍ شَرَعوا السَماحَ وَأَرشَدوا

فيهِ العُفاةَ إِلى طَريقٍ مهَيعِ

وافيتُهُ وَالسَيلُ قَد بَلَغَ الزُبى

عندي وَوِردُ العَمررنقِ المُشرعِ

فَبَلَغتُ مِن نُعماهُ ما لا يَنتَهي

أَملي وَلَم يَطمَح إِلَيهِ مَطمَعي

وَنَهى الحَوادِثَ أَن تُلِمَّ بِمَنزِلي

وَصُروفَ دَهري أَن تَطوفَ بِمَربَعي

مُتَبَرِّعٌ بِالجودِ قَبلَ سُؤالِهُ

وَالجودُ جودُ الباديءِ المُتَبَرِّعِ

فَغَدَوتُ أُنشِدُ جودَهُ مُتَمَثِّلاً

وَنَوالُهُ مِثلُ السُيولِ الدُفَّعِ

وَلَقَد دَعَوتُ نَدى الكِرامِ فَلَم يجِب

فَلَأَشكُرَنَّ نَدىً أَجابَ وَما دعي


قصيدة طال السهاد مع القلق للشاعر ابن الساعاتي

طالَ السهاد مع القلقْ

فخذوا أحاديثَ الأرقْ

ما زالَ دمعيَ جارياً

حتّى شكوتُ من الحرقْ

ولو أنّني بالغتُ في

شكوايَ لأسودَّ الورقْ

وأغرَّ ما ذاق الصدودَ

ولا درى كيف العلقْ

نصبتْ حبائل هدبه

فوقعتُ منها في وهقْ

رشأٌ إذا لبس الحياءَ

فبدرُ تمٍّ قس شفقْ

فالوجه يقرأُ والضُّحى

والفرعُ يتلو والغسقْ

ولربَّ ربّ ملامةٍ

فيه كفرتُ بما نطقْ

دافعتُ عنه فما كذبت

وقال فيه فما صدقْ

لا عيبَ فيه وعيبُ بد

ر التمّ قدماً بالبهقْ

وسنانُ إن رمقتْ لوا

حظهُ فما تبقي رمقْ

يا بارقاً صدع الدجى

من ومضه سهمٌ مرقْ

قلبي وأنت وقرطه

كلٌّ أهيم إذا خفقْ

ومدامعي ماءٌ ولكنْ

فعلها فعُل الحرقْ

وأسأل بشيطان الملا

م أراد سمعاً فاحترقْ

طال الدُّجى واحمرَّ دمـ

ـع العين من سود الحدقْ

ركب الدجى وسرى إلـ

ـي فربَّ لائمةٍ سبقْ

خشيان يطوي منهُ جنـ

ـحُ الليل ما نشرَ العبقْ


قصيدة مطر ناعم في خريف بعيد للشاعر محمود درويش

مَطَر ناعمٌ في خريف بعيدْ

والعصافير زرقاءُ.. زرقاءُ

والأرض عيد.

لا تقولي أنا غيمة في المطارْ

فأنا لا أريدْ

من بلادي التي سقطتْ من زجاج القطار

غير منديل أُمي

وأسباب موت جديد.

مطر ناعم في خريف غريبْ

والشبابيك بيضاءُ... بيضاءُ

والشمسُ بيّارة في المغيب

وأنا برتقالٌ سليب,

فلماذا تفرّين من جَسَدي

وأنا لا أُريد

من بلاد السكاكين والعندليب

غير منديل أُمي

وأسباب موت جديد

مطر ناعم في خريف حزين

والمواعيد خضراءُ... خضراءُ

والشمسُ طين

لا تقولي رأيناك في مصرع الياسمين

كان وجهي مساء

وموتي جَنين

وأنا لا أُريد

من بلادي التي نسيتْ لهجة الغائبين

غير منديل أُمي

وأسباب موت جديد

مطر ناعم في خريف بعيد

والعصافير زرقاءُ... زرقاءُ

والأرض عيد.

والعصافير طارت إلى زمن لا يعود

وتريدين أن تعرفي وطني؟

والذي بيننا؟

وطني لذَّة في القيودْ

قُبلتي أرسلت في البريدْ

وأنا لا أُريد

من بلادي التي ذَبَحَتْنِي

غير منديل أُمي

وأسباب موت جديد...

964 مشاهدة