دفن الميت في الإسلام
امتاز الدين الإسلامي بشموليته لكافة المجالات التي تتعلق بحياة المسلم وطرق معيشته، كما وضح الدين الإسلامي كافة الأمور المتعلقة بحياة المسلم حتّى بعد وفاته، ومنها كيفيّة غسل المسلم وتوديعه من قبل أهله، وجنازته، وطريقة دفنه، وأسلوب تعزية الناس لأهله، وكيفيّة توزيع ما ترك من مال على أهل بيته وأقربائه، أمّا في كيفيّة دفن المسلم فقد حدّد الإسلام بعض الأمور الواجب اتّباعها عند دفن كلّ مسلم مهما كان مذهبه أو عرقه أو جنسه.
حفر قبر الميت
يحفر قبر الموتى من المسلمين على هيئة لحد، واللحد هو القبر الذي يحفر بداخل الأرض، مع الزيادة في عمقه ناحية القبلة طولاً وعرضاً بقدر كافٍ لاتّساع جثة الميّت وسترته، أمّا عمق اللحد فيكون بطول قامة الرجل البالغ متوسط الطول، وفي روايات أخرى إلى الصدر.
وضعية الميت في القبر
يشترط في وضعية الميت في قبره أن تكون مستقبلةً للقبلة، كما يمد الميت على جنبه الأيمن مع توجيه وجهه نحو الجدار الأيمن للقبر، أمّا ظهره فيتم سنده بلبنة (الطوب) منعاً من سقوطه واستلقائه على ظهره، كما يثبت تحت رأسه أو عنقه لبن صغير وغير مدبب، أمّا طريقة إدخاله إلى قبره فتكون بساقيه أولاً، أمّا إن وجد أهل الميت صعوبة في تنفيذ ذلك فيصح لهم إدخاله من أي جنب له.
لا يجب شق كفن الميت عن وجهه أو أي عضو آخر فيه على خلاف ما يفعله بعض المسلمين؛ لأنّ ذلك يذهب حسن الميت وطهارته، ولكن يستحب التخلّص من العقد الموجودة عند الرأس والرجلين، لأنّ ربطهما كان خشية انتشارهما وقت الدفن، وقد أمنوا عدم حصول ذلك بعد دفنه. كما يتوجب على من يقومون بدفن الميت الرفق به أثناء حمله وتقليبه، تجنباً لإصابته بالأذى.
إغلاق قبر الميت
يوضع اللبن على لحد الميت، وذلك بأن يسده من ناحية القبر تجنباً لسقوط التراب على وجه الميت، ومن المكروه أن يغلق القبر بالأخشاب أو الطوب المحروق، ثمّ يغطى القبر بالتراب من أجل سترته وصيانته من الأذى، ومن السنة لمن حضروا دفن الميت أن يحثوا على قبره ثلاث مرات قبيل أن يغطى بالتراب. كما يرفع القبر عن مستوى الأرض بمقدار شبر واحد فقط، كما يسنّ أن يسنم ولا يسطح، وأن يرش الماء على التراب حتّى يتمكن في الأرض، ومن المكروه قيام أهل الموتى بالكتابة على القبور وتزينها وطلائها بالجبس وزراعة الورود عليها، ويحدّد مكان القبر بحجر أو حصى.