محتويات
القولون العصبي المتهيج
يُعرف القولون العصبي المتهيج طبياً بمتلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: (Irritable bowel syndrome (IBS)، وهي مجموعة من الأعراض التي تحدث معاً وتتمثل بالألم المتكرر في البطن وتغيّر الحركة الطبيعية للأمعاء. وينبغي التنويه إلى أنّ متلازمة القولون العصبي لا تنتج عن وجود ضرر أو مرض في الجهاز الهضمي، بل تنتج عن وجود مشكلة في التفاعل بين الدماغ والجهاز الهضمي، ولذا فهي أحد أنواع الاضطرابات الوظيفية المعوية (بالإنجليزية: Functional gastrointestinal (GI) disorder). ويتسبّب هذا الاضطراب الوظيفي بزيادة حساسية الأمعاء للعديد من المؤثرات كما يغير من طريقة انقباض عضلات الجهاز الهضمي. وتُعدّ النساء أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة القولون العصبي بمقدار الضعفين مقارنة بالرجال، كما تؤثر هذه المتلازمة بشكل أساسي في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً. وتُعدّ إصابة أحد أفراد العائلة بالقولون العصبي، ووجود عدوى شديدة في الجهاز الهضمي، من أبرز العوامل التي تزيد فرصة الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، كما أنّ الحياة المليئة بالتوتر والأوقات العصيبة قد تزيد من فرصة الإصابة أيضاً.[١]
أعراض القولون العصبي المتهيج
تؤثر متلازمة القولون العصبي فيما يقارب 6-18٪ من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، وقد تتسبّب هذه المتلازمة بظهور الأعراض التالية:[٢]
- ألم البطن: وهو أكثر الأعراض شيوعاً، ويُعدّ عاملاً أساسياً لتشخيص الإصابة بمتلازمة القولون العصبي المتهيج. ويحدث ألم البطن عادةً أسفل البطن أو قد يحدث في البطن بأكمله، إلا أنّه أقل شيوعاً في منطقة البطن العليا وحدها. ويقل ألم البطن عادة بعد التبرز.
- الإسهال: قد تتسبب متلازمة القولون العصبي بالإسهال أو الإمساك أو التناوب بين الاثنين، ويؤثر الإسهال في حوالي ثلث المرضى الذين يعانون من القولون العصبي المتهيج، إذ يمكن أن يصاب هؤلاء الأشخاص بالإسهال 12 مرة أسبوعياً، وهو ضعفي عدد مرات الإسهال التي يمكن أن يصاب بها شخص سليم. وقد يحدث الإسهال بشكل مفاجئ لدى المصاب بحيث يشعر بحاجة ملحة للذهاب إلى الحمام، مما قد يسبب له الإجهاد والتوتر نتيجة تجنب بعض المواقف الاجتماعية خوفاً من حدوث الإسهال بشكل مفاجئ. وقد يكون البراز مصحوباً بالمخاط لدى بعض الذين يعانون من الإسهال كأحد أعراض القولون المتهيج.
- الإمساك: كما أسلفنا، يمكن أن يعاني المصاب من الإمساك، وهو أكثر شيوعاً بين المصابين بالقولون العصبي مقارنة بالإسهال، إذ يؤثر في 50% من مجموع المصابين تقريباً، ويحدث الإمساك نتيجة الخلل الذي يؤثر على الاتصال بين الدماغ والأمعاء مما يؤدي إلى بطء حركة الأمعاء وزيادة امتصاص السوائل من البراز الأمر الذي يجعله صلباً وأكثر صعوبة للمرور في الأمعاء، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بالإمساك. ويتمثل الإمساك بانخفاض عدد مرات الإخراج بحيث تصبح أقل من ثلاث حركات أسبوعياً، كما أن المريض يشعر بعدم تفريغ محتويات الأمعاء بالكامل مما يدفعه للشد أثناء التبرز.
- التناوب بين الإمساك والإسهال: يمكن أن يعاني بعض المرضى من الإمساك والإسهال المختلطين أو المتناوبين، حيث يؤثر الإمساك والإسهال المتناوبان فيما يقارب 20٪ من مجموع المصابين بالقولون المتهيج. ويتسبّب تناوب الإسهال والإمساك بالألم المزمن والمتكرر في البطن، مما يؤكد أنّ التغيرات في حركات الأمعاء لا علاقة لها بالنظام الغذائي أو العدوى، وتُعدّ أعراض هذا النوع من تهيج القولون أكثر حدة وتواتراً مقارنة بالنوعين الآخرين الذين يكون فيهما أحد حالتي الإسهال أو الإمساك سائداً بشكل عام.
- الغازات والنفخة: يؤدي تغير الهضم لدى مرضى القولون العصبي إلى إنتاج المزيد من الغاز في الجهاز الهضمي مما يتسبّب بمعاناة المصاب من الانتفاخ. ويُعدّ الانتفاخ أكثر شيوعاً لدى النساء ومرضى القولون العصبي الذين يعانون من الإمساك بشكل أساسي أو الإمساك والإسهال بالتناوب.
- عدم تحمل الطعام: يعاني حوالي 70٪ من مرضى القولون العصبي من عدم تحمل أطعمة معينة، وتختلف طبيعة هذه الأطعمة بين المرضى، إلا أنّها قد تتمثل بالأطعمة المعروفة بتسبّبها بزيادة إنتاج الغازات، أو الأطعمة المحتوية على اللاكتوز أو الجلوتين، مما يدفع المريض إلى تجنبها خوفاً من تفاقم الأعراض. وينبغي التنويه إلى أنّ هذه الأطعمة لا تسبّب الحساسية لدى المرضى ولا تؤثر في عملية الهضم سوى أنّها تنتج غازات أكثر وتتسبب بالانتفاخ.
- التعب وصعوبة النوم: يعاني أكثر من نصف مرضى القولون العصبي من الإرهاق، كما قد يعاني البعض من انخفاض القدرة على التحمُّل، مما يقلل القدرة على العمل والتفاعل الاجتماعي. وقد يعاني المريض كذلك من الأرق الذي يتضمن صعوبة الدخول في النوم، والاستيقاظ بشكل متكرر، والشعور بعدم الاستعداد للنهوض صباحاً. ومن المثير للاهتمام أنّ عدم النوم وسوء نوعيته يتنبأ بأعراض أكثر حدة في الجهاز الهضمي في اليوم التالي.
- القلق والاكتئاب: يرتبط القولون العصبي بالقلق والاكتئاب، ولا يُعرف إن كان القلق والاكتئاب ناتجين عن الضغط النفسي الذي يسببه التعايش مع أعراض القولون العصبي أم أنّها أعراض للضغط الذهني، كما تشير الدراسات إلى أنّ مرضى القولون العصبي لديهم مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول مقارنة بالأشخاص الأصحاء مما يعني أنّ لديهم مستويات ضغط وتوتر أعلى.
علاج القولون العصبي المتهيج
ينبغي القول أنّه لا يمكن الشفاء بشكل تام من متلازمة القولون العصبي المتهيج، إلا أنّ استخدام الأدوية وتعديل النظام الغذائي وتحديد محفزات المرض لدى المصاب قد يساعد على الحد من تهيج القولون وظهور الأعراض، ولذا فإنّ خطة العلاج قد تتضمن ما يلي:[٣]
- زيادة كمية الألياف الغذائية بشكل معتدل إضافة إلى شرب الكثير من السوائل.
- تقليل أو تنجنّب الأطعمة المنتجة للغاز مثل؛ الفول والملفوف.
- الحد من تناول منتجات الألبان أو تجنبها بالكامل إذا كان المصاب يعاني من عدم تحمل اللاكتوز.
- استخدام الأدوية المضادة للإسهال وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من الإسهال كأحد الأعراض الأساسية لتهيج القولون.
- استخدام دواء الكوديين (بالإنجليزية: Codeine) المسكن للألم، ولكن ينبغي التنويه إلى أنّ الإمساك الذي يُعدّ أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعاً مع هذا الدواء قد يكون مفيداً لتخفيف الإسهال لدى المرضى الذين يعانون من القولون العصبي المصحوب بالإسهال.
- استخدام الأدوية الخاصة بعلاج الإمساك.
- استخدام العلاجات المضادة لتشنج عضلات البطن مثل الميبيفيرين (بالإنجليزية: Mebeverine)، والبيلادونا، والهيوسين، وزيت النعناع.
- استخدم مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic antidepressants) لتخفيف آلام القولون العصبي المتهيج، حيث تُعطى هذه الأدوية لفترة قصيرة من الوقت لتجربتها، ولا يعني استخدام هذه الأدوية أنّ الاكتئاب هو سبب ظهور أعراض القولون العصبي.
- السيطرة على التوتر والإجهاد.
- اتباع نمط غذائي معين وتجنب التغييرات المفاجئة للروتين الغذائي.
المراجع
- ↑ "Definition & Facts for Irritable Bowel Syndrome", www.niddk.nih.gov, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "9 Signs and Symptoms of Irritable Bowel Syndrome (IBS)", www.healthline.com, Retrieved 28-12-2018. Edited.
- ↑ "Irritable bowel syndrome (IBS)", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 28-12-2018. Edited.