محتويات
الرحيل و الفراق
من أصعب المشاعر الإنسانية التي يتعرض لها الإنسان هي رحيل وفراق أحبته، فالرحيل والفراق يغرسان في القلب ألماً يدميه، فقد أحضرنا لكم باقة من أروع الكلمات التي تقال عن الرحيل والفراق.
كلمات عن الرحيل والفراق
- ترى كيف يمكننا أن نعتاد رحيل من مات، ولا نطيق رحيل من لا يزال على قيد الحياة.
- إنّما يفتضح العاشق في وقت الفراق.
- معادلتي الصعبة: أحب السفر وأكره الرحيل.
- الرجال لا يحلمون بالعودة أكثر ممّا يحلمون بالرحيل.
- إنّما أنت أيام مجموعة، كلما مضى يوم رحل بعضك من هذه الحياة.
- إنّ شر الجناة في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا.
- قرع الفراق بابي، وحين فتحت له أعطاني وردة الحب الآتي.
- الفراق لا يقع إلّا لمن يعشق بعينيه، أمّا ذاك الذي يحب بروحه وقلبه فلا ثمة انفصال أبداً.
- في ذاكرتي ألف حكاية فراق، أتلوها على قلبي مساءً، أواسيه بها حتّى لا يقتله الألم.
أبيات شعرية عن الرحيل والفراق
قصيدة الرحيل
قصيدة الرحيل للشاعر فاروق جويدة، هو شاعر عربي مصري معاصر ولد عام 1946م، وقد تخرج من قسم الصحافة في كلية الآداب، ويعتبر الشاعر فاروق جويدة من الشعراء المميزين، فقد ألف 20 كتاباً من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها و مميزاتها الفريدة، والشاعر فاروق جويدة يعمل حالياً رئيس القسم الثقافي بصحيفة الأهرام المصرية.
قالت:
لأن الخوف يجمعنا.. يفرقنا
يمزقنا.. يساومنا ويحرق في مضاجعنا الأمان
وأراك كهفا صامتا لا نبض فيه.. ولا كيان
وأرى عيون الناس سجنا.. واسعا
أبوابها كالمارد الجبار
يصفعنا.. ويشرب دمعنا
ماذا تقول عن الرحيل؟!
قالت:
ثيابك لم تعد تحميك من قهر الشتاء
وتمزقت أثوابنا
هذي كلاب الحي تنهش لحمنا
ثوبي تمزق هل تراه؟
صرنا عرايا في عيون الناس يصرخ عرينا
البرد والليل الطويل
العري واليأس الطويل
القهر والخوف الطويل
ماذا تقول عن الرحيل؟!
قالت:
لعلك تذكر الطفل الصغير
قد كان أجمل ما رأت عيناك في هذا الزمان
يوما أتيتك أحمل الطفل الصغير
كم كنت أحلم أن يضيء العمر في زمن ضرير
أتراك تذكر صوته
كما كان يحملنا بعيدا..
كم كان يمنحنا الأمان.. على ثرى زمن بخيل
الطفل مات من الشتاء
يوما خلعت الثوب كي أحميه..
مضيت عارية ألملم في صغيري
كل ما قد كان عندي من رجاء..
لم ينفع الثوب القديم
الطفل مات من الشتاء
والبيت أصبح خاليا
أثوابنا وتمزقت
أحلامنا وتكسرت
أيامنا وتآكلت
وصغيرنا قد مات منا في جوانحنا دماه
ماذا فعلت لكي تعيد له الحياة؟
ماذا تقول عن الرحيل؟!
قالت:
تعال الآن نهتف بين جدران السكون
قل أي شيء عن حكايتنا
عن الإنسان في زمن الجنون
اصرخ بدمعك أو جنون في الطريق
اصرخ بجرحك في زمان لا يفيق
قل أي شيء
قل إنه الطوفان يأكلنا و يطعم من بقايانا
كلاب الصيد و الغربان.. و الفئران في الزمن العقيم
قل ما تشاء عن الجحيم
ماذا تقول عن الرحيل؟!
قالت:
لأنك جئت في زمن كسيح
قد ضاع عمرك مثل عمري.. في ثرى أمل ذبيح
دعني وحالي يا رفيقي هل ترى.. يشفى جريح من جريح؟
حلمي وحلمك يا حبيبي مع ضريح
ماذا تقول عن الرحيل؟!
قالت:
سأسأل عنك أحياء المدينة في خرائبها القديمة
شرفاتها الثكلى أغانيها العقيمة
وأقول كان العمر أقصر من أمانيه العظيمة
لا تنس انك في فؤادي حيث كنت
وحيث يحملني الطريق
سأظل أذكر أن في عينيك قافلتي.. وعاصفتي
وإيماني العميق
بأن حبك جنة كالوهم ليس لها طريق
لا تنس يوما عندما يأتي الزمان
بحلمنا العذب السعيد
فتش عن الطفل الصغير
وذكره بي..
واحمل إليه حكاية وهدية في يوم عيد..
الآن قد جاء الرحيل..
قصيدة أما الفراق فإن موعده غد
قصيدة أمّا الفراق فإنّ موعده غد للشاعر ابن دنينير، واسمه إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن علي بن هبة الله بن يوسف بن نصر بن أحمد اللخمي القابوسي الموصلي، وهو شاعر من أهل الموصل، وكان الشاعر ابن دنينير سيئ العقيدة يتظاهر بالفسق والإلحاد، ولذلك قد هاج عليه الملوك أنذاك، وقد صلب في السبيتة وهي قلعة قريبة من بانياس.
أما الفراق فإنّ موعده غد
- فإلآمَ يعذل عاذل ويفند
قد ازمعوا للبين حتى أنه
- قرب البعاد وحان منه الموعد
فدموع عيني ليس ترقأ منهم
- ولهيب قلبي في الهوى لا يخمد
أورثتموني بالنوى من عزكم
- ذلا ومثل الذل ما يتعوّد
يا جيرة العلمين قلّ تصبّر
- عن وصلكم حقا وعزّ تجلّد
أنى ذكرتكم فصبر غائر
- عنكم وقلب في هواكم منجد
أوشمت بارقة الشآم فإنما
- بين الأضالع زفرة تتوقّد
يا حبّذا ربع بمنبج إذ غدا
- فيه يغازلني الغزال الأغيد
ربع يروح القلب فيه مروحا
- والشوق نحو لقائه يتزيّد
ما لذّ لي عيش بغير ربوعه
- إلا به عيش ألذّ وأرغد
يا من نأوا والشوق يدنيهم إلى
- قلبي وإن بعدوا وإن لم يبعدوا
أصفيتكم في الحبّ محض مودمي
- ولها وليس لكم إلّ تودّد
ولربّ لاح في هواكم لم يبت
- والجفن منه للفراق مسهّد
قد زاد في عذ لي بكم فكأنّه
- سيف عليّ مع الزمان مجرّد
أيروم أن أسلو وسمعي لم يصح
- نحو الملام وسلوتي ما توجد
والشيب في رأسي يلوح ومفرقي
- والشمل من ريب الزمان مبدّد
والنائباتُ تنوبني لكنما
- لا خوف لي منها وذخري أحمد
ملك يدين له القضاء كأنّما
- أمر القضاء بما يؤمّم يعقد
ملك على ايام منه سكينة
- ولخفه قلب الحوادث يرعد
خفّت حلوم الناس وهو مثقف
- وهفت عقول الخلق وهو مسدد
عري الأنام من الناقب فاغتدى
- وله المكارم والعلى والسؤدد
نظر الأمور بجانب من طرفه
- عزم يضيء وفكرة تتوقّد
اسد إذا احتدم الوغى فسيوفه
- بطلى الأعادي منه حقا تغمد
فتكات أغلب في الكريهة باسل
- قطعت فؤاد الخصم وهو يلندد
وعزيمة قطع الخطوب مضاؤها
- من أن نلم به وراي محصد
شرفا بني مهران بالملك الذي
- من دون همته السها والفرقد
الواهبُ الأموال غير مكدّر
- ورد الندى فسروره إذ يرفد
فله العطايا الغرّ ليس يشويها
- من ومنه أنعم لا تجحد
يهتزّ للمداح حتى أنه
- طرب لنظم مديحه إذ ينشد
ثمل بإنشاد القريض كأنه
- مصع يغنيه الفريض ويعبد
يا أيها الملك الذي يوجوده
- وجد الورى للدهر فعلا يحمد
لو لم تكن في الناس لم يكن فيه
- جود يرام ولا كريم يقصد
هنئت بالعيد الذي بكم له
- عظم الهناء وللورى إذ غيّدوا
فانحروا ولا تنحر عداك فإنما
- بعداوة لهم العيوب تعدّد
واسلم لتحيا في جنابك أنفس
- والت وتكبت من بقائك حسّد
خواطر عن الرحيل
إنّ الملايين ممن ينوون الهجرة يكونون قد هاجروا نفسياً لحظة تقديم الطلب، وهجروا الوطن على المستوى الشعوري، ويظل حالهم على هذا حتّى لو ظلوا سنوات ينتظرون الإشارة بالرحيل، فتكون النتيجة الفعلية أننا نعيش في بلد فيه الملايين من المهاجرين بالنية أو الذين رحلوا من هنا بأرواحهم ولا تزال أبدانهم تتحرك وسط الجموع كأنّها أبدان الموتى الذين فقدوا أرواحهم ولم يبق لديهم إلّا الحلم الباهت بالرحيل النهائي.
يا ابن آدم إنّما أنت ضيف، والضيف مرتحل، ومستعار، والعارية مؤدَّاة ومردودة، فما عسى ضيف ومقام عارية، لله در أقوام نظروا بعين الحقيقة، وقدموا إلى دار المستقر.
ألم تعلمي أن لا يراخي منيتي قعودي، ولا يدني الوفاة رحيلي فغنك والموت الذي ترهبينه علي، وما عذالة بعقول كداعي هديل لا يجاب إذا دعا ولا هو يسلو عن دعاء هديل.