محتويات
مكّة المُكرَّمة
مكّة المُكرَّمة، أو أمّ القُرى هي مدينة عربيّة إسلاميّة تُوجَد في المملكة العربيّة السعوديّة، وهي المدينة التي شَهِدت ميلاد أشرف الخَلْق، ونبيَّ الإسلام محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان ذلك في عام الفيل (571م)، علماً بأنّ فيها أعظم مساجد الإسلام، وهو المسجد الحرام الذي يضمُّ قِبلة المسلمين (الكعبة المُشرَّفة)، حيث يقصدُها سنويّاً الملايين من المسلمين؛ لأداء مناسك العُمرة، والحَجّ، ومن الجدير بالذكر أنّ تاريخ تأسيس مكّة المُكرَّمة يعود إلى ما قَبل ميلاد النبيّ إسماعيل الذي رفع أساسات الكعبة المُشرَّفة هو، وأبوه النبيّ إبراهيم -عليهما السلام-، أمّا ظهور الإسلام فيها لأوّل مرّة، فقد كان في القرن السابع الميلاديّ، حيث فتحها المسلمون في عام 630م.[١]
الموقع الجغرافيّ لمكّة المُكرَّمة وأهمّيته
تقع مكّة المُكرَّمة في الجزء الغربيّ من المملكة العربيّة السعوديّة، على منطقة مُحاطَة بقِمَم جبال السراة المُطِلّة على ساحل البحر الأحمر، وهذه القِمَم هي: جبل أجياد بارتفاع 1332 قدماً، وجبل أبي قُبَيس بارتفاع 1220 قدماً، وجبل قعيقعان بارتفاع 1401 قدم، وجبل حراء بارتفاع 2080 قدماً؛ وهو الجبل الذي يضمُّ الكهف الذي كان يَقصده الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- قَبل أن يُصبح نبيّاً، كما يقع إلى الجنوب من مكّة جبل ثور بارتفاع 2490 قدماً، أمّا ارتفاع المدينة نفسها فيبلغُ حوالي 277م عن مستوى سطح البحر.[٢]
ويتمّ الدخول إلى المدينة من أربع طُرُق رئيسيّة، وهي: الطريق المُؤدِّي إلى مِنى، وعرفات، حيث يُوجَد في الجهة الشماليّة الشرقيّة، ومن المدينة المُنوَّرة في الجهة الشماليّة الغربيّة، ومن مدينة جدّة في الجهة الغربيّة، ومن الجمهوريّة اليمنيّة في الجهة الجنوبيّة، علماً بأنّ مكّة المُكرَّمة حَظِيَت عَبر تاريخها بمكانة عظيمة؛ بحُكم موقعها المُتميِّز؛ فقد كانت مَحطّة مهمّة في طريق التجارة القديم الذي يربط الشرق الأوسط، وجنوب الجزيرة العربيّة، وجنوب آسيا، وشرق أفريقيا، كما أنّها واقعةٌ في منتصف الطريق بين مَأرب في الجنوب، وعاصمة الأنباط (البتراء) في الشمال.[٢]
سُكّان مكّة المُكرَّمة
تطوَّر عدد سُكّان مكّة المُكرَّمة تطوُّراً ملحوظاً منذ بداية نشأتها إلى وقتنا الحاليّ؛ ففي عام 1950م، بلغ عدد سُكّان المدينة نحو 148164 نسمة، وارتفع في عام 1970م ليصل إلى نحو 271647 نسمة، وبمُعدَّل نُموٍّ سُكّانيٍّ كبير بلغ 7.41%، وهي أعلى نسبة نُموّ سُكّاني في تاريخ المدينة، وبعد ذلك بدأ مُعدَّل النموّ بالانخفاض تدريجيّاً إلى أن وصل إلى 5.51% في عام 1980م، حيث بلغ عدد السكّان حينها نحو 500742 نسمة، ومع زيادة المواليد، وقدوم أعداد كبيرة من سُكّان المناطق الداخليّة، والخارجيّة، وصل عدد سُكّان المدينة بحلول منتصف التسعينيّات إلى حوالي 1033108 نسمة، وبمُعدَّل نُموٍّ سُكّاني بلغ 3.83%، واستمرَّت المدينة بالنموّ، والتطوُّر، وجذَبَت أعداداً كبيرة من السكّان؛ حيث بلغ عدد سُكّان المدينة بحلول عام 2010م حوالي 1542923 نسمة، وبمُعدَّل نُموٍّ سُكّاني بلغ 3.08%.[٣]
أمّا وِفق إحصائيّات عام 2018م، فقد وصل تعداد سُكّان مكّة المُكرَّمة نحو 1967094 نسمة، ويُرجِّح المُراقِبون، والباحثون (وِفق دراسات إحصائيّة) أن يصلَ عدد سُكّان مكّة المُكرَّمة بحلول عام 2030م إلى نحو 2379284 نسمة. وبالنظر إلى التركيبة السكّانية، فإنّ سُكّان مكّة لا يختلفون في الانتماء الدينيّ؛ فهم جميعهم من المُسلمين، حيث لا يُسمَح بدخول المدينة إلّا لمَن يدينون بالديانة الإسلاميّة، إلّا أنّ الاختلاف يكون في الانتماء العِرقيّ للسكّان؛ حيث تضمُّ مكّة المُكرَّمة سُكّاناً من أعراق، وخلفيّات مختلفة، مثل: السكّان من جنوب آسيا، ومن جنوب شرق آسيا، ومن آسيا الوُسطى، وأفريقيا، وأوروبا.[٣]
الجانب الاقتصاديّ لمكّة المُكرَّمة
يعتمدُ الاقتصاد في مكّة المُكرَّمة بشكل أساسيّ على السياحة الدينيّة خلال موسم الحَجّ، والعُمرة؛ فالتدفُّق السنويّ للحُجّاج، والمُعتمِرين خلال العام يجلبُ دخلاً كبيراً إلى المدينة، إلّا أنّ هذه الأعداد الكبيرة (حوالي 2 مليون زائر) تُشكِّل ضغطاً على الخدمات العامّة في المدينة، مثل: الكهرباء، والطعام، والنَّقْل، والمياه، والخدمات الطبّية؛ ولذلك عَمِدت الحكومة السعوديّة إلى إنشاء مُخيَّمات ضخمة للحُجّاج، وبناء شبكة طُرُق جيّدة. وبالنظر إلى قطاع الزراعة، فإنّ الأراضي الزراعيّة في مكّة المُكرَّمة نادرة؛ ولذلك يتمُّ استيراد الموادّ الغذائيّة من الخارج، ومن المناطق، والأودية المُحيطة، مثل وادي فاطمة في الطائف.[٢]
أمّا قطاع الصناعة، فهو محدود نوعاً ما، ويقتصرُ على بعض الصناعات، مثل: صناعة المنسوجات، والأواني، والأثاث. ومن الجدير بالذكر أنّ مكّة المُكرَّمة لا تحتوي في أرضها على أيّ مطار، أو ميناء، أو سِكّة حديديّة؛ ولذلك فإنّ بوّابة المدينة تبدأ من جدّة؛ حيث يتمّ استيراد البضائع، وتصديرها من ميناء جدّة، بالإضافة إلى نَقْل المُسافِرين من الخارج إلى الداخل، وبالعكس، عَبر مطار جدّة، ونَقْلهم بين مرافق المدينة، ومَعالِمها بواسطة الحافلات، والمَركَبات.[٢]
مناخ مكّة المُكرَّمة
يلعب الموقع الجغرافيّ لمكّة المُكرَّمة، وانخفاض ارتفاعها عن مستوى سطح البحر، دوراً مهمّاً في مناخها الجافّ، والحارّ، حيث تسود الأجواء المُعتدِلة، والحارّة في بعض الأحيان خلال فصل الشتاء، أمّا في فصل الصيف، فتكون الأجواء حارّة إلى حارّة جدّاً؛ حيث تصل درجات الحرارة إلى 49 درجة مئويّة، وعلى الرغم من قلّة الهطول المطريّ في المدينة (بمُعدَّل سنويٍّ يبلغ 130ملم)، إلّا أنّها تتعرَّض باستمرار لخطر الفيضانات الموسميّة.[٢]
أهمّ المَعالِم في مكّة المُكرَّمة
تضمُّ مدينة مكّة المُكرَّمة العديد من المَعالِم الدينيّة، والأثريّة المُقدَّسة، وأهمّ هذه المَعالِم:[١]
- المسجد الحرام: وهو أعظم مسجد في الإسلام، ويقع في وسط المدينة.
- الكعبة المُشرَّفة: وتقع في منتصف المسجد الحرام، وهي تأخذ شكل حجرة مُربَّعة، ومُرتفِعة، يكسوها ثوبٌ من الحرير الأسود، كما أنّها تُعتبَر أقدس بُقعة على وجه الأرض، بالإضافة إلى أنّها قِبلة المُسلمين في صلاتهم، وأوّل بيت وُضِع للناس.
- بئر زمزم: ويقعُ على بُعد 20م عن الكعبة المُشرَّفة.
- جبل عرفات: ويقع في الجزء الشرقيّ من مكّة المُكرَّمة، على بُعد 20كم من مركز المدينة.
- غار حراء: ويقع على جبل النور الواقع في الجزء الشرقيّ من مكّة المُكرَّمة، على بُعد 4كم من المسجد الحرام، وهو الغار الذي نزل فيه الوحي على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-.