قبعات بنما
هي قبعات مصنّعة من القش دائريّة الشكل، بها جزء نصف كروي يدخل الرأس تليه مسافة أفقية لحجب أشعة الشمس، عند نقطة الالتقاء بين نصف الكرة والمسافة الأفقية عادة ما تزين القبعة بالقماش، ألوانها فاتحة، ووزنها خفيف، وهي مسامية يمكن للهواء العبور من خلالها، منها تصاميم خاصّة بالرجال، وتصاميم خاصة بالنساء.
مكان صناعتها وشهرتها
بدأت واشتهرت صناعتها في دولة الإكوادور منذ القرن السادس عشر، حيث تمّ تصميمها بداية لتناسب البيئة والمناخ الاستوائيّ للسكان المحليين وتعينهم على أمور حياتهم أثناء النهار، فكانت تصنع من ورق شجر محلّي يسمّى كارلويوفيكا Carludovica palmata، وهو شجر يشبه في شكله شجر النخيل، إلا أنّه قصير ولا يرتقي لمسافات شاهقة وورقه متشعّب طويل ورفيع.
ازدادت شعبية قبعات بنما بداية القرن العشرين عندما أقدم الرئيس الأمريكيّ ثيودور روزفلت على ارتداءها في زيارته لدولة بنما للإطلاع على مشروع إنشاء قناة بنما، وأخذ صورة تذكارية وهو يرتديها، ووصلت شهرتها إلى أشهر الممثلين الذين تنافسوا على ارتداء قبعات بنما في أفلامهم، لتنتقل حمّى هذه القبعات إلى العامّة حول العالم، وتصبح من إكسسوارات اللباس في الصيف وتسجل مبيعاتها أرقاماً قياسيّة.
سبب التسمية
كانت البضائع المصنّعة في أمريكا الجنوبية والمراد تصديرها إلى كلّ من أوروبا وآسيا وحتى أمريكا الشمالية تجمع في مدينة برزخ - بنما وتُحمّل في السفن من هناك، وذلك في الفترة ما بين القرن السابع عشر إلى بداية القرن العشرين، وكان التجار من خارج أمريكا يسمون القبعات التي تصلهم باسم القبعات القادمة من بنما، ولتسهيل الاسم اختصروه إلى قبعات بنما واستمرّ الاسم إلى يومنا.
تصنيف القبعات
تحدد جودة قبعات بنما من خلال الخياطة والتشطيب للقطعة، وتجارياً يتمّ تصنيفها بالأرقام للدلالة على جودتها، لكن لا يوجد نظام تصنيف واحد مطبّق على الجميع، لذا فالكلّ يستخدم الأرقام لكن لكل مُصَنِّع مرجعه الخاص الذي يوضح معاني أرقامه المستخدمة.
أجود القبعات على الإطلاق القبعات التي تحمل اسم المدينة الإكوادورية Montecristi، والأرقام المستخدمة لتصيف هذه القبعات تدل على عدد صفوف النسيج الأفقية والعمودية في الإنش المربع الواحد، وكلّما زاد الرقم زادت الجودة والسعر فأفضل القبعات هي التي تحمل الرقم 3000 فما فوق.
أفضل قبعة صنعت على الإطلاق حملت الرقم 4000 وكانت من إنتاج الحرفي سيمون ايسبينال، احتاج ثمانية شهور لإنتاجها 8 أشهر، للأسف شهد الإقبال على هذه الحرفة تراجعاً ملحوظاً في عصرنا الحالي بسبب التنافس الشديد، وغزو القبعات صينية الصنع زهيدة الثمن للأسواق، وما تبع ذلك من تراجع العائد الماديّ لأصحاب هذه الحرفة.