محتويات
مقدمة
لم يكن الاهتمام بالرياضة والألعاب الرياضية وليد العصر الحديث، فقد اهتم الجميع بالرياضة منذ قديم الزمان، وكانت تجرى المباريات ما بين المتسابقين، ولكن ما يميز الرياضة اليوم عن الرياضة بالأمس هي مجموعة القواعد والقوانين التي تحكمها، والتي تم وضعها من أجل الحصول على أخلاق رياضية تخدم الرياضة والرياضيين. ومن أهم الأمور التي اهتم بها مختصو الرياضة، الألعاب الأولمبية، والتي سنتعرف عليها من خلال المقال التالي.
الألعاب الأولمبية
تشمل الألعاب الأولمبية الحديث عن مجموعة من الرياضات التي تقام سواء في فترة الشتاء أو في فترة الصيف، التي تفتح باب المشاركة للجميع من الجنسين، وفي مختلف الألعاب التي يرغب فيها، فهي لا تضع قيود أو شروط أمام المشاركة في الألعاب الأولمبية، بل تتيح المجال لأي شخص بالمشاركة. ويتم إقامة الألعاب الأولمبية كل سنتين من السنوات الزوجية، ويتم عمل الألعاب في نفس المكان في الفترتين الصيفية والشتوية، وأخذت الألعاب الأولمبية التسمية بسبب إقامتها لأول مرة في مدينة أولمبياد اليونانية، ومنذ ذلك الحين أخذت تلك التسمية.
بدأت الألعاب الأولمبية تتطور شيئاً فشيئاً، حتى أنها أصبحت تشمل جميع أنواع الرياضات، فلم تترك أي مجال دون المشاركة فيه، كما أنها بدأت تشمل الألعاب الرياضية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وكانت اللجنة الأولمبية تحاول مراعاة الأوضاع السياسية والاقتصادية على قدر الإمكان. بدأت الألعاب الأولمبية الدخول في مجال الاقتصاد، فقد باتت أكبر الشركات الدعائية والاعلانية تقدم عروض كبيرة وهائلة للاعبين المحترفين، وبدأ الرياضيين المحترفين بالالتحاق في الألعاب الأولمبية.
أصبحت الألعاب الأولمبية اليوم تضم أكثر من جهة، فقد أصبحت تضم الاتحادات الرياضية الدولية، كما أنها تشمل اللجان الأولمبية الوطنية، إضافة إلى اللجان المنضمة للألعاب الأولمبية الخاصة، كما أن الجنة الأولمبياد هي المسئولة عن اختيار المدينة التي ستستضيف الألعاب الأولمبية، والتي يقع على عاتقها تمويل الألعاب الأولمبية وتنظيمها.
كما أنه قبل عقد الدورة الأولمبية يتم الاتفاق على الألعاب التي ستقام خلال الدورة، كما أنه يتم الاتفاق على الشعارات والرموز المستخدمة، ومن أهم هذه الرموز والشعارات، الشعلة الأولمبية والعلم الأولمبي.
كما يقام حفل افتتاح للألعاب الأولمبية، وحفل ختامي أيضاً بعد الانتهاء من فترة الألعاب الأولمبية، ويتم فيها توزيع الجوائز على الفائزين في المسابقات التي تم المشاركة فيها، ويتم تقديم الميدالية الذهبية للحاصلين على المركز الأول، بينما يتم تقديم الميدالية الفضية للحاصلين على المركز الثاني، والميدالية البرونزية للحاصلين على المركز الثالث.
في يومنا هذا أصبح في الألعاب الأولمبية مشارك من كل دولة، حيث إنّ جميع الدول باتت تشارك في الألعاب الأولمبية تقريباً، ولكن لم يخلو الأمر من دخول الفساد إلى داخل التنظيمات المسئولة عن تنظيم الألعاب الأولمبية، فقد أصبحت الرشاوي تقدم للمسئولين من أجل الحصول على الفوز والشهرة، وبالتالي بدأت الضغينة تنشأ بين الدول.
الألعاب الأولمبية قديماً
يقال بأن الاغريق هم أول من اكتشف فكرة الألعاب الأولمبية، والتي أخذت عن الفينيقيين، فقد كانوا من سكان الساحل الشرقي، وبالتالي كانت تقام العديد من الرياضات في تلك المنطقة، وكان ذلك خلال فترات الاحتفالات بالمهرجانات العقائدية.
ولكن لم تكن الأعمال الرياضية في الأولمبياد القديمة تشمل سوى رياضة واحدة، وهي رياضة العدو أو الجري لمسافات ويلة، وكانت تتم بين عدد كبير من المشتركين، وكانت المسافة التي يتم اجتيازها خلال تلك الفترة هي 192 متر، وكانت تقام مرة واحدة كل أربعة سنوات.
من ثم بدأت التطورات تظهر على الألعاب الأولمبية شيئاً فشيئاً، إلى أن وصلت إلى شاكلتها الأخيرة التي نراها في يومنا هذا، وتضم الألعاب الأولمبية العديد من النشاطات، إضافة إلى العديد من الرموز التي يتم استخدامها خلال فترة الألعاب الأولمبية.
من أهم الرموز التي تضمها الألعاب الأولمبية
العلم الأولمبي
يكون العلم الأولمبي علم أبيض اللون، محتوياً على بعض التموجات التي تظهر بشكل رائع جداً خلال خفقانه في الهواء الجوي، كما أنه لابد أن يحتوي على أربع دوائر ملونة مترابطة مع بعضها البعض، وكل دائرة تمثل قارة من القارات الخمسة، وهذا العلم هو واحد من الأمور التي تهدف غليها الألعاب الأولمبية، وهي تقوية الأواصر بين القارات بغض النظر عن أية خلافات أو مشاكل، من أجل نسيان الأحقاد التي تسود بين العديد من الدول.
يعتبر هذا العلم الأولمبي فكرة الفرنسي بيبر دي كوبرتان، وهو واحد من الذين لا يزالون يضعون لمسات أقل ما يقال عنها بأنها رائعة في الألعاب الأولمبية.
القسم الأولمبي
يتم قراءة القسم الأولمبي في يوم افتتاح الألعاب الأولمبية، وتكون القراءة من قبل أكبر الرياضيين في البلد المضيف للألعاب الأولمبية، كما أن بيبر الفرنسي هو من وضع هذا القسم، ويشمل نص القيم على عبارة واحدة وهي: «نقسم أنّنا نقبل بالألعاب كمثابرين شرفاء، نحترم قوانينها، ونسعى للاشتراك منها بشهامة، لشرف بلادنا ولمجد الرياضة.»
النشيد الأولمبي
تم اعتماد النشيد الأولمبي من قبل اللجنة الأولمبية، وكان أول مرة يردد فيها النشيد الأولمبي هي دورة أثينا التي تمت في عام 1896م، وكان النشيد عبارة عن اقتباس من بعض الموسيقى الإغريقية، ولا يزال يردد حتى هذه اللحظة.
الشعار الأولمبي
وهذا الشعار يتواجد عند مداخل جميع الملاعب التي يتم فيها المباريات، وهو عبارة عن شعار يحمل روح المنافسة بين المتنافسين في المباريات.
الميثاق الأولمبي
وهو عبارة عن دستور يضم جميع القوانين والتنظيمات والدورات التي تخص الألعاب الأولمبية، كما أنه ملم بجميع الأحكام التي تقوم اللجنة الأولمبية الدولية بإقرارها من أجل التخفيف من الوقوع في الأخطاء أو تجنب حدوث المشكلات بين المشاركين، أو بين لجنة التحكيم.
مراسم الألعاب الأولمبية
كما نعلم فإن حدث الألعاب الأولمبية حاله كحال باقي الأحداث، يتم من خلالها العديد من المراسم، والتي تحمل جميعها الهدف ذاته، وهو الصداقة العالمية والتعاون السلمي.
تبدأ مراسم الاحتفال بأن يتم عمل حفل الافتتاح والذي يتم فيه عمل استعراض لجميع الدول المشاركة في الألعاب الأولمبية، وتبدأ الوفود تتدخل إلى الافتتاح وهي وفود الدول المشاركة في الألعاب.
تبدأ المراسم بالقليل من الموسيقى الهادفة، والأعمال الفنية الجميلة، ومن ثم بعض من الخطابات التي يلقيها بعض من الأشخاص المهمين، كما يتم فيها تبادل الشعلة الأولمبية.
ويتم الاعلان عن بدء الألعاب الأولمبية بعد أن يقوم آخر العدائين بإشعال الشعلة، ويتم الاعلان عن بدء الألعاب الأولمبية بواسطة رئيس البلد المستضيف للفرق الأولمبية، كما يتم إطلاق سرب من الحمام في الهواء من أجل الحصول على الأمل من خلال هذه الحمامات التي تعبر عن السلام.
ويعتبر العلم الأولمبي والقسم الأولمبي من أهم الأمور التي تتم خلال مراسم الافتتاح، حيث كما ذكرنا بأن العلم يمثل الاتحاد والتآزر بين الدول المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية، والقسم أيضاً يمثل نوعاً من الوفاء تجاه الاشتراك في الألعاب الأولمبية.