الصابون
يعرف الصابون بأنه المادة الناتجة من خلط الزيوت، أو المواد الدهنية، سواء أكانت نباتية أو حيوانية، مع مادة الصودا الكاوية، أو أي مادة قلوية أخرى، بقصد تفكيك البقع الدهنية، والأوساخ، والقضاء على الجراثيم الممرضة بشكل نهائي.
تضاف لخلطة الصابون بعض الزيوت العطرية، والمواد المُليّنة لإكسابه الرائحة، والترطيب؛ كزيت الورد، وزيت الياسمين، وزيت اللوز، واللافندر، بالإضافة إلى بعض المواد المالئة التي تمنح الصابون الحجم، والرغوة المناسبة، كمادة الكاولين.
مادة الصابون
عُرفت صناعة الصابون منذ أكثر من ألفي سنة قبل الميلاد، واشتهرت عدد من المدن بصناعته وإنتاجه، كمدينة حلب المشهورة بصناعة صابون الغار، حيث يدعى بالصابون الحلبي، ومدينة نابلس الفلسطينية التي لا زالت لهذا اليوم تمدُّ العالم العربيّ بما يحتاج من الصابون النابلسيّ الأبيض المصنوع من زيت الزيتون البكر الذي يُعتبر حلاً للعديد من مشاكل الشعر والبشرة بفضل مكوّناته الأصلية والمرطبة.
هناك روايات تقول بأن أقدم محاولة لصناعة الصابون في العالم كانت في بداية العصر الحجريّ، حيث صنع سكان غرب أوروبا الذين يعرفون باسم السلاتيين صابوناً بدائياً مكوناً من شحم الخنازير، ورماد النبات المحتوي على الصودا، وأطلقوا عليه اسم: سابو، حيث اشتقت منه كلمة صابون.
وظيفة الصابون
من المعروف أن وظيفة الصابون تتمثل في التنظيف، والتخلص من الأوساخ؛ وذلك لقدرته على تفكيك جزئيات الأوساخ، وتحليلها إلى جزئيات صغيرة يسهل تفتيها، ثمّ إزالتها عن الجلد في وظيفة تكاملية مع الماء لإتمام هذه المهمة، فالماء وحده غير قادر على تكسير روابط المواد الدهنية أو الزيتية التي تعلق بالجسم، أو البشرة، وبالأحرى لا تستطيع جزيئات الماء فصل طبقة الدهن عن السطح الملتصق به، فيأتي هنا دور الصابون في إذابة جزئيات الدهون، وفصلها عن بعضها البعض، وذلك بسبب وجود سلسلة كربونية في كلِّ جزيءٍ من جزئيات الصابون قادرة على إذابة طبقة الدهن الملتصقة بالجلد، بينما تتنافر مجموعة الكربوكسلات الأيونية الموجودة في الدهون؛ بسبب وجود الماء فتتشتت، ثمّ تنزل مع قطرات الماء الجاري.
صناعة الصابون
عندما تُسخَّن الزيوت المستخدمة في صناعة الصابون، فإن جزئيات الزيت تتحد بشكلٍ حرٍّ مع جزئيات الأحماض الدهنيّة الموجودة ضمن خليط التصبُّن، مما يعني فك الغليسريدات، وتحويلها بفعل الحرارة إلى إسترات يسهل تحويلها لصابون فيما بعد.
تُحدّد كميات المواد التي تلزم لصنع كمية معينة من الصابون بناءً على عدة معايير، وأهمها: الوزن الكلي للمادة، والحرارة التي تصل فيها لحالة التصبُّن، فمثلاً: عند إجراء عملية التصبين بهيدروكسيد الصوديوم، نحسب الكمية اللازمة منه من خلال تحديد رقم التصبن التابع له، والذي يعرف بأنه وزن هيدروكسيد البوتاسيوم اللازم لتصبين كيلوغرامٍ واحد من الزيت، أو عدد المليغرامات اللازمة من هيدروكسيد البوتاسيوم لتصبين غرام واحد من الزيت.
صنع الصابون في المنزل
المواد اللازمة:
- هيدروكسيد الصوديوم.
- ماء مقطر.
- زيت جوز الهند، أو زيت الزيتون، أو زيت الخروع، أو زبدة الكاكاو، أو زيت النعناع مذاب على درجة حرارة ستٍّ وسبعين درجة مئوية.
- زيت جوز النخيل (اختياري).
- زيت الزيتون الصافي.
طريقة العمل:
- نمزج هيدروكسيد الصوديم بالماء باستخدام ملعقة خشبية طويلة حتى يتجانسا معاً، وتعتبر هذه من أهم خطوات صناعة الصابون؛ لأنها تعتبر تمهيداً لما بعدها، سنلاحظ أن الخليط بدأ يتفاعل، وحرارته بدأت بالارتفاع، وينتج عن ذلك غازات سامة نحاول تجنبها قدر الإمكان، مع تركه مدة كافية حتى يبرد تماماً.
- نمزج الزيوت جميعها في وعاء معدنيٍّ عميق، ثم نسخنها على درجة حرارة متوسطة حتى تذوب تماماً.
- نسخّن الزيوت في الميكروويف أو في قدر صغير حتى تذوب، ونحرّكها جيداً.
- نضيف الزيوت إلى المحلول القلوي بدرجة حرارة تترواح من سبعة وثلاثين، إلى أربعين درجة مئوية، ثمّ نحرك حتى تتجانس المكوّنات معاً، وتجدر الإشارة أنّ الزيوت لا تمتزج بسهولة مع المحلول القلويّ ما لم يكن هناك تقارب في درجة حرارتهما، لذا، نتأكد من درجة حرارة كلتا المادتين قبل أن نبدأ بخلطهما.
- نضيف الزيوت العطرية، أو الأعشاب، أو الألوان للمكوّنات عندما يصبح قوامها لزجاً وكثيفاً، ويمكننا أن نضع بضع قطرات من زيت اللافندر، أو زيت البابونج، أو زيت القرفة، أو زيت الفانيلا، كما يمكن إضافة بعض الألوان الصناعيّة أو الأعشاب بحسب الغرض من استخدام الصابون مثل: الأعشاب، والزهور المجففة، أو القصعين، أو الريحان، أوالنعناع.
- نفرغ خليط الصابون في القالب الخاص بشكل متساوٍ، ونُسوّي السطح بسكين معدنية حتى يستوي، ويصبح ناعماً، وخالياً من النتوءات.
- نُغطّي قالب الصابون بغطاءٍ مُناسب حتى نمنع وصول أيّ ملوّثات خارجيّة أثناء عمليّة تجفيف الصابون.
- نضع القالب في مكان مُظلّل، ثم نتركه لمدة يوم كامل حتى يجفّ، ويصبح جاهزاً للتقطيع.
- يُقطّع الصابون إلى مكعبات بحسب حجم القطعة التي نرغب بها.
- نترك قطع الصابون حتى تجفّ لمدة لا تقل عن أسبوع، ولا تزيد عن شهر تقريباً حتى نتمكن من استخدامه.