محتويات
الأنثروبولوجيا
تقسم كلمة الأنثربولوجيا إلى كلمتين يونانيتين هما: Anthropos وتعني إنسان، وlogos وتعني علم ليتشكّل ( علم الإنسان ). من أشهر تعريفات هذا العلم: (علم الإنسان والحضارات والمجتمعات البشريّة، وسلوكيّات الإنسان وأعماله، وهذا هو التعريف العام للأنثربولوجيا؛ حيث ظهر مصطلح الأنثربولوجيا الاجتماعيّة والتي تُعنى بعلوم الإنسان ككائنٍ جماعي .
أقسام علم الأنثروبولوجيا
قسّم الأنثربيولوجيين البريطانيّين هذا العلم إلى أربعةِ أقسام، هي:
الطبيعيّة:
وترتبط بالعلوم الطبيعيّة كعلم وظائف الأعضاء وعلم التشريح ، ومن أبرز وأهم تخصّصاته " العظام " و " مقاييس جسم الإنسان "، و " البناء الإنساني "، و " علم الجراحة الإنساني "، ويدرّس في كليّات العلوم والطب، وأيضاً في قسم الأنثربولوجيا في كليّات العلوم الاجتماعيّة .
وتتناول ظهور الإنسان كسلالةٍ متميّزة على الأرض، وميزاته المدهشة كاستخدام اليدين، والسير منتصباً على قدمين اثنتين، وقدرته على التعبير والكلام، والتفكير، وكذلك يتناول هذا العلم تطوّر حياته، وطرق تكاثره وانتشاره، وتطوره عبر العصور، واختلاف شكله وحجمه ومقاييسه عبر القارّات والأزمنةِ أيضاً.
الاجتماعيّة:
وتركز على المجتمعات البدائيّة ، وبدء التدريس بها إبان الحرب العالميّةِ الثانية؛ حيث يتضمن البناء والنظم الاجتماعيّة، وأيضاً تتضمن الطبقات والطوائف الاجتماعيّة، والنظم السياسيّة والاقتصاديّة والعقائديّة، وتتضمن أيضاً النسق الإيكولوجي .
يتم التركيز على المجتمعات البدائيّة وحدها وتكامل البناء الاجتماعي فيها، ويتميّز بالدراسةِ التفصيليّةِ العميقة، وتوضيح " النظريّةِ التوظيفيّة " للعالم (راد براون) والتي تنص على توضيح التأثير والترابط المتبادل بين النظم الاجتماعيّة، وإنّ تلك النظم هي نسيج متشابك العناصر، وكل عنصرٍ يؤثر في باقي العناصر لتعمل على إيجاد وخلق وحدةٍ اجتماعيّة تسمح باستمرارية ذاك المجتمع وبقائه، ولا يهتمّ هذا النوع من العلوم بتاريخ النظم الاجتماعيّة؛ لأنها لا تفسّر طبيعته.
الثقافيّة أو ( الحضاريّة ):
تهتمّ باختراعات الشعوب البدائيّة، وأدوات وأسلحة وألبسة وأجهزة ومساكن، وآداب وأساطير وخرافات وعادات تلك الشعوب، والتغيرات الاجتماعيّة، والتطور الحضاري لها.
التطبيقيّة:
نشأت الحاجة لفهم الشعوب البدائيّة لحاجة الأوروبيين للتواصل معهم بهدف التبشير والتجارة والاستعمار، وذلك لتسهيل استغلالهم وفرض السيطرةِ عليهم ، أو لحاجة تلك الشعوب البدائيّة للحاق بالمدنيّةِ الحديثة، فجاء هذا العلم ليبحث ويدرس في مشاكل الاتصال والتواصل مع تلك الشعوب البدائيّة .
وقد تطوّر هذا العلم كثيراً منذ الحرب العالميّةِ الثانية، وتنوع لتمثيله الجانب التطبيقي لتلك الأقسام والفروع، ويعدّ الأداة الأساسيّة والرئيسيّة لتطبيق نتائج كل بحوث فروع الأنثربولوجيا، والتي وجدت لخدمةِ الإنسان والمجتمع، واشتمل هذا العلم على التنميّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربية والتعليم والسكان والتحضّر، والصحةِ العامة والمجالات الطبيّة والنفسيّةِ والإعلام ، والفنون والآداب ، والجريمة والسجون وغيرها .
علاقة هذا العلم بالعلوم الأخرى
- الأثنلوجيا: وهو علم تاريخ الحضارات والعلاقات الحضاريّة بين الشعوب، وتتّضح العلاقة الوثيقة بين هذا العلم والأنثربولوجيا الاجتماعيّة .
- الأثنوغرافيا: وهي الدراسات الدقيقة والوصفيّة للمجتمعات وثقافاتها المتنوعة.
- الآركيولوجيا: (علم الآثار) وهي دراسة الحضارات والشعوب البائدة، عن طريق الآثار والتي يعثر عليها في الحفريّات.
- علم الاجتماع: هو العلم الذي يُعنى بدراسة الإنسان وعلاقاته بالآخرين والمجتمع والبيئة، ويركّز هذا العلم في دراساته على المجتمعات المتقدمة بكل ما تحمله من إيجابيّات وسلبيّات.
نشأة علم الأنثربولوجيا ومراحل تطوره
يعتبر هذا العلم من أقدم العلوم على وجه الأرض، وابتدأ عن طريق النظر والتأمل. على سبيل المثال يقال إنّ المؤرخ الإغريقي هيرودوتس هو " أبو الأنثربولوجيا " لدقته العالية في وصف أجساد ( السينيين ) وتكوينها ، وكذلك وصفه لقدماء المصريين وغيرهم. أمّا الروماني " تاكيتس " فقد كتب دراسة مشهورة عن ( القبائل الجرمانيّة ) .
علم الأنثربولوجيا كعلم مدرّس هو حديثٌ نسبيّاً ، بدأ التدريس به منذ قرنٍ ونيّف، وتعدّ نهاية القرن الثامن عشر نقطة البداية لهذا العلم، وفي القرن التاسع عشر بدأت كتب الأنثربولوجيا القديمة في الظهور في أمريكا وأوروبا ، كما ظهرت في الوقت ذاته المدارس التي تعنى بهذا العلم ، كـ " المدرسةِ التطوريّة " ومدرسة " القانون المقارن " .
ومن الأسماء الضخمة والتي ساهمت بإثراء هذا العلم و تدريسه (جيمس فريزر) ، و(راد كلف براون)، و( مالينوفسكي )، و( البوت سميث ) وغيرهم من عباقرة الأنثربولوجيا ، بالإضافة لمؤلفات ضخمة بهذا الشأن ومدارس مهمة أثرَتْ هذا العلم وجعلته من أهم العلوم التي تدرّس .