محتويات
الليبرالية
هي مصطلح فلسفي مستحدث، يشير إلى مجموعة من الأفكار التي ترتبط بالحرية الفكرية عند الأفراد، وتعرف أيضاً، بأنها: أسلوب فكري يعتمد على العيش المشترك داخل المجتمع الواحد، دون وجود أي تمييز بين الأفراد، ويحق لكل فرد تبني الأفكار السياسية، والدينية، والاجتماعية التي يريدها، ولا تفرض عليه أية أفكار أخرى، ومن واجباته احترام أفكار الآخرين، مثلما يريد منهم أن يحترموا أفكاره.
تهتم الليبرالية بالأفراد بشكل خاص، وتسعى إلى تحقيق مبدأ الحرية الفردية، أي يجب أن يكون كل فرد حُراً من أي نوع من أنواع السيطرة، وأن يتملك الإرادة الكاملة للقيام بالنشاطات، والمهام الخاصة بهِ، دون وجود أية قيود تمنعه من ذلك، فيتعارض الفكر الليبرالي مع العادات، والتقاليد في المجتمع، ويرفض ربط الفرد مع الجماعة، ويحرص على جعل كل فرد حُراً باختيار أسلوب الحياة التي يريد أن يعيشها.
نشأة الليبرالية
تعرف باللغة الإنجليزية بمصطلح (liberalism)، والذي ظهر في بدايات القرن التاسع للميلاد في أوروبا، ثم بدأ بالتطور مع ظهور أفكار جديدة تنادي في الحرية، والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد، وهذا ما أدى إلى حدوث العديد من المظاهرات الشعبية، ولكن لا يوجد تاريخ دقيق يرتبط بتطبيق الليبرالية بشكل فعلي، كأسلوب من الأساليب الاجتماعية.
ظلت ترتبط بالفكر الفلسفي المؤثر على الحياة السياسية داخل المجتمعات الإنسانية، لذلك شهدت الليبرالية مقاومة كبيرةً، وخصوصاً من السلطات الدينية الحاكمة في أوروبا؛ لأنها تؤثر على نفوذها، وتؤدي إلى الحد من تأثيرها على الناس.
مراحل ظهور الليبرالية
توجد مجموعة من المراحل التي أدت إلى ظهور الليبرالية، كأسلوب من الأساليب الفكرية، وهي:
- التكوين: هي المرحلة التي بدأت منها الأفكار الليبرالية، بالاعتماد على الفكر الإنساني، باعتبار الإنسان المصدر الرئيسي لظهورها.
- الاكتمال: هي المرحلة التي يربط فيها الإنسان حياته بشكل كامل بالليبرالية، بصفتها المفهوم الذي يقوم عليه الفكر الحُر، والذي يرفض الاستبداد، والسيطرة الفكرية.
- الاستقلال: هي المرحلة التي يتطور فيها الإنسان، من العادات التي ورثها عن الأجيال السابقة، للانتقال إلى المرحلة الليبرالية المستقلة بذاتها كنمط حياة حُر، وجديد.
- الانغلاق: هي المرحلة التي ترفض أية أفكار، أو آراء أخرى تتعارض مع الفكر الليبرالي، أو تؤدي إلى تغيير المفاهيم التي نتجت عنه.
تطور الليبرالية
اعتمد تطور الليبرالية، على مرحلتين تاريخيتين، وهما:
المرحلة الكلاسيكية
هي مرحلة الليبرالية الأولى، والتي ظهرت في عام 1704م، وعمل المفكر، والفيلسوف جون لوك على دراستها، وربطها بدور السلطة، أو النظام المجتمعي في التعامل مع الأفراد، وتظل محافظة على وجودها مع وجود ثقة متبادلة بينها، وبين الشعب، وفي عام 1790م قام عالم الاقتصاد آدم سميث بدراسة دور الليبرالية، وتأثيرها على الحالة الاقتصادية، مما أدى إلى ظهور الأساسات الأولى للفكر الاقتصادي الرأسمالي.
المرحلة المعاصرة
هي مرحلة الليبرالية الحديثة، والتي ظهرت في القرن التاسع عشر للميلاد، عندما بدأ الفكر الليبرالي بالتوسع، واختلفت مع المرحلة الكلاسيكية في التعامل مع السلطة، وأثبت الليبراليون المعاصرون، أنه من الواجب وجود دور للسلطة، من أجل توفير الحماية للأفراد، ليتمكنوا من تطبيق أفكارهم بحُرية، مع المحافظة على فكرة أن الأهمية الأساسية لليبرالية، هي أن يحصل كل فرد على حريتهِ المطلقة.