محتويات
علم النفس الجنائي
علم النفس الجنائي أو علم الجريمة هو دراسة الأفعال، والأفكار، والنوايا، وردود أفعال المجرمين قبل أو بعد ارتكاب الجريمة وكل ما يدخل ضمن السلوك الإجرامي، ويدور محور دراسة السلوك الإجرامي حول معرفة عقلية المجرم والدوافع التي كانت وراء ارتكاب الجريمة، لتوقع تصرفاتهم وخطوات المُستقلبية، والمساعدة على التقليل من ازديادهم في تلك المُجتمعات، وعادة ما يُشارك عُلماء النفس الجنائي في القضايا العدلية كشهود؛ لتقديم المساعدة للجنة القُضاة على فهم عقليّة المُجرم من خلال تشخيصهم الذهني والجسدي للمجرم.[١]
تاريخ علم النفس الجنائي
نشأ علم النفس الجنائي في أوائل عام 1904 ميلادي لدراسة وتشخيص أدولف هتلر، والذي أمر بهذه الدراسة هو مكتب الخدمات الاستراتيجيَّة الأمريكية من الطبيب النفسي والتر لانغر، وبعده قامَ البروفيسور ليونيل هاورد الذي كانَ يعمل في سلاح الجو الملكي بوضع قائمة من الخصائص التي كانَ يميلُ لها مجرمو الحرب للكشف عن الميول الإجرامية للأسرى الحربيين، والطيارين.[٢]
استمر علم النفس الجنائي بالتطور، وعُرفَ عن الأخصائي النفسي الإيطالي سيزار لومبروزو أنّه أول عالم جنائي يُصنف المجرمينَ رسمياً حسب السن، والجنس، والخصائص الفيزيائية، والعِرق، والتعليم، والمنطقة الجغرافية؛ لدراسة وفهم هذه الخصائص المتماثلة، وفهم منشأ الدافع للسلوك الإجرامي، ووُجد أنّ المجرمونَ إلى ثلاثة أنواع هي: المجرمون الذينَ ولدوا بطبع إجرامي، والمجرمونَ الذينَ تعرضوا لتعنيف وظروف دفعته لعمل الجرم، والذينَ يُعانون من أمراض عقليّة.[٢]
التشخيص في علم النفس الجنائي
في عام 1981 وضع البروفيسور ليونيل هاورد lionel haward الذي يُعتبر من مؤسسي علم النفس الجنائي أربعة قواعد أساسية تؤدي لفهم وفحص المجرمينَ نفسياً، ولا زالت تُطبق هذه القواعد حتى وقتنا الحاضر؛ إذ يمر العالم النفسي الجنائي بالكثير من القضايا التي تتطلبُ من التدخل كشاهد من أجل تقديم معلومات وافية للمحكمة لإصدار الحُكم الصحيح ضد المتهم، ولا بد من اتباع إجراءات بسيطة للحصولِ على التشخيص الصحيح الكافي للقاضي؛ ليمكنه من إطلاق الحكم العادل، وفيما يأتي شرح لهذه الإجراءات:[٣]
- الفحص السريريّ: هو تقييم المُجرم سريرياً من خلال استخدام أدوات التقييم، والمُقابلة الشخصيّة في جلسة الفحص لتشخيص حالته النفسية والذهنية؛ إذ يُساعدُ التشخيص الشرطة ورجال القانون على طريقة الاستجواب التي يجب أن يمر بها المُجرم، مثل استجوابه لمعرفة أهليته على المثول أمام المحكمة، وكشف أية أمراض عقليّة يُعاني منها.
- الفحص التجريبي: يجري فيها العالم النفسي أبحاثاً من أجل الإطلاع على القضيّة بكافة جوانبها والتي تنطوي على اختبارات تجريبيّة لأغراض التوضيح أو تقديم المزيد من المعلومات عن القضيّة للقاضي.
- تقديم الإحصاءات: يُقدم في هذه الخطوة العالم الجنائي إحصائيات من أجل القضيّة الموكل بها، مثل تقديم احتماليّة إحصائيّة وقوع الحدث أو تسبب المُجرم بالحادث للقاضي.
- الاستشارة القانونيّة: في هذه الحالة يُطلب من العالم الجنائي تقديم الاستشارة حول كيفيّة المضي قدماً في التحقيق بقضيّة معينة، مثل أفضل وسيلة يُمكن البدء بها في مقابلة الأفراد لإجراء الاستجواب.
أبرز موضوعات علم النفس الجنائي
يرتبط علم النفس الجنائي بالعديد من المصطلحات والمفاهيم الجنائية والتي تتصل بعلم الإجرام والعقاب، كمفهوم القانون الجنائي والنمو الإجرامي والاعتداءات الاجرامية والمسؤولية الجنائية وغيرها الكثير، كما يتفرع عن علم النفس الجنائي العديد من الأقسام أو الفروع المختلفة؛ كعلم النفس الشرطي وعلم نفس الجريمة والانحراف، والعلم المتعلق بالضحايا، والخدمات التي من الواجب تقديمها لهم، بالإضافة إلى علم النفس القانوني، وعلم النفس الإصلاحي وغيرها، كما يهتم علم النفس الجنائي بدراسة الأُطُر النفسية للنظام القانوني، وشهادات شهود العيان، وقرارات هيئة المحلفين، بالإضافة إلى البيئة العملية للأخصائيين النفسيين الجنائيين. كما يوجد العديد من المواضيع الفرعية التي اهتم بها علم النفس الجنائي كبرامج العنف الأسري، وحماية الطفولة ومحاكمها، والمحاكم الخاصة بقضايا المخدرات والصحة النفسية، والبرامج الخاصة بمجرمي القضايا الجنسية والنفسية.[٣][٤]
المراجع
- ↑ "The criminal mind", www.apa.org,01-02-2014، Retrieved 03-07-2018. Edited.
- ^ أ ب محمد ربيع، جمعة يوسف، معتز عبد الله، علم النفس الجنائي، صفحة 27-28. بتصرّف.
- ^ أ ب الفصل الأول، علم النفس الجنائي، صفحة 34-35. بتصرّف.
- ↑ د. عبد الرحمن العيسوي (1990)، علم النفس الجنائي اسسه وتطبيقاته العملية، بيروت-لبنان: الدار الجامعية للنشر والتوزيع، صفحة 11. بتصرّف.