أول شيء بناه الله
عند الإجابة على هذا السؤال يجب الانتباه إلى كلمة بناه؛ لأنّ أوّل شيء بناه الله (أمر بوجوده) يختلف عن أول شيء خلقه الله (أوجده بنفسه، بيديه)، فأوّل شيء بناه الله هو السماء، وقوله تعالى: "وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ". فكلمة (بأيدٍ) أي بقوّة وإحكام، وكما قال ابن منظور-صاحب معجم لسان العرب-: "الأيدُ والآدُ جميعاً القوة، وقوله عزّ وجلّ (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ) أي ذا القوة".
أمّا قوله تعالى: "وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" فقد ورد من المفسرين أكثر من معنى، وفي قوله (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) خمسة أقوال: أحدها: لموسعون الرزق بالمطر، قاله الحسن، والثاني: قاله ابن زيد: لموسعون السماء، فهي في اتساع مستمر دون توقف، والثالث: لقادرون، وقاله ابن قتيبة، والرابع: حيث قاله الزجاج، لموسعون ما بين السماء والأرض، أمّا الخامس: لذو سعة لا يضيق عما يريد، وقاله المارودي.
أول شيء خلقه الله
أمّا بالنسبة لأول شيء خلقه الله، فقد اختلف العلماء في ذلك، كما يجب التنويه إلى أن هذا الأمر لم يذكر بشكل واضح لا في القرآن ولا في السنة، فما من دليل لأول ما خلق الله تعالى، لا الماء ولا غيره من المخلوقات، وثمة الكثير من الخلافات في أول ما خلق الله من هذا العالَم، والأقوال المعتبرة في المسألة ثلاثة:
- القلم، كما رجحه ابن جرير الطبري وابن الجوزي.
- العرش، كما يرجحه ابن تيمية وابن القيم.
- الماء، وهذا ما رجحه ابن مسعود وطائفة من السلف، كذلك رجحه بدر الدين العيني.
- أمّا الأقوال غير المعتبرة فكثيرة، فهي إمّا من الإسرائيليات، أو أقوال لأهل البدع، كمن زعم أنّ نور النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أوّل ما خلقه الله.