كيفية زحزحة القارات

كتابة - آخر تحديث: ٩:٠٢ ، ٢ أبريل ٢٠١٨
كيفية زحزحة القارات

نظرية زحزحة القارات

قدّم ألفريد فينجر (Alfred Wegener)، وهو عالم أرصاد ألماني، أوّل نظرية مفصّلة وشاملة لزحزحة القارات في عام 1912م، حيث بنى نظريته على مجموعة كبيرة من البيانات الجيولوجية والأحفورية، فافترض أنّه خلال معظم الوقت الجيولوجي كان هناك قارة واحدة فقط، والتي اسماها "بانجيا"، ثم انقسمت في أواخر العصر الترياسي الذي استمر قبل حوالي 251 مليون إلى 199.6 مليون سنة، وبدأت أجزاؤها بالابتعاد عن بعضها البعض، فأدّى الانجراف الغربيّ للأمريكتين إلى ظهور المحيط الأطلسي، وتزحزحت الكتلة الهنديّة عبر خط الاستواء، ثمّ اندمجت مع قارة آسيا، وعدّل ألكسندر (Alexander L. Du Toit)، وهو جيولوجي من جنوب أفريقيا، في عام 1937م فرضية فيجنر من خلال افتراض وجود قارتين أساسيتين، وهما: لوراسيا في الشمال، وجندوانا في الجنوب.[١]


زحزحة القارات

تُعرّف زحزحة القارات بأنّها حركات أفقية واسعة النطاق للقارات، وذلك بالنسبة لبعضها البعض، وإلى أحواض المحيطات خلال توقيت جيولوجي واحد أو أكثر، وكان هذا المفهوم يعتبر مؤشراً مهمّاً لتطوير نظرية تكتونية الصفائح، التي ساهمت في دمجها مع زحزحة القارات.[١]


يعتقد الجيولوجيون أنّ الانجراف القاري (بالإنجليزية: Continental drift) هو أحد أوائل الطرق التي تحركت بها القارات مع مرور الوقت، أمّا اليوم فقد تمّ استبدال نظرية الانجراف القاريّ بعلم الصفائح التكتونية (بالإنجليزية: plate tectonics)، حيث ترجع نظرية الانجراف القاريّ إلى العالم ألفريد فيجنر.[٢]


حركة الصفائح التكتونية

هنالك العديد من العلماء الذين لم يتقبلوا نظرية فينجر حول الانجراف القاري، وذلك لأنّها لم تقدّم أدلّة كافية حول كيفية حدوث هذا الانجراف أو الأنماط التي اتبعتها، حيث افترض فيجنر أنّ السبب في زحزحة القارات باتجاه بعضها البعض هو دوران الأرض، أمّا اليوم، فمن المعروف أنّ القارات ترتكز على ألواح ضخمة من الصخور تُسمى الصفائح التكتونية، والتي تتحرك وتتفاعل بشكل دائم في عملية تُسمى تكتونيّة الصفائح، كما تُعتبر مناطق امتداد قاع البحر والوديان العملاقة المتصدعّة من أكثر المناطق التي تشير إلى هذا النشاط التكتوني، حيث كانت هذه العمليات هي القوى الجيولوجية الرئيسية وراء فرضية الانجراف القاري لفينجر.[٣]


ترتفع الصخور المنصهرة من داخل الأرض في عملية امتداد قاع المحيط، وتضيف قشرةً محيطيةً جديدةً على حواف قاع المحيط القديمة، وتكون هذه العملية أكثر نشاطاً على طول سلاسل الجبال العملاقة تحت الماء المعروفة باسم التلال وسط المحيط، ومع توسّع قاع البحر تنتقل القارات على جانبي التلال بعيدًا عن بعضها البعض، فمثلاً يتمّ فصل الصفائح التكتونية لأمريكا الشمالية وأوراسيا عن طريق سلسلة جبال وسط الأطلسي، وتبتعد القارتان عن بعضهما البعض بمعدل حوالي 2.5 سم سنوياً، أمّا الوديان المتصدّعة فهي مواقع تتفكك فيها اليابسة القارية نفسها، فقارة أفريقيا مثلاً ستنقسم في نهاية المطاف على طول الوادي المتصدع الكبير إلى قارتين، أحداهما على الصفيحة الأفريقية، والأخرى على الصفيحة الصومالية الأصغر.[٣]


أدلّة على نظريقة زحزحة القارات

تدعم بقايا الأحافير التي تشبه الكائنات الحية الموجودة في قارات مختلفة من العالم نظريتيّ الانجراف القاري، والصفائح التكتونية، حيث توجد بقايا الأحافير المتشابهة، مثل: بقايا زواحف الأرض الترياسية (Lystrosaurus)، والنبات الأحفوري (Glossopteris)، في كلّ من أمريكا الجنوبية، وأفريقيا، والهند، والقارة القطبية الجنوبية، وأستراليا، والتي كانت جميعها تشكّل قارة جندوانا، والتي تعتبر أحد الأجزاء الكبرى التي انفصلت عن بانجيا قبل حوالي 200 مليون سنة، ويوجد نوع آخر من الأحافير، وهو نوع من الزواحف القديمة المزوصوروس (mesosaurus) التي وُجدت في جنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية فقط، حيث كان من زواحف المياه العذبة الذي يصل طوله إلى متر واحد فقط، والذي لم يستطع التجوّل في المحيط الأطلسي، ممّا يشير إلى أنّه كانت توجد منطقة أرضية متصلة في وقت ما، وكانت توفر ملجئاً له، كالبحيرات، وأنهار المياه العذبة.[٢]


وجد فيجنر أدلّةً أخرى على وجود أحافير نباتية استوائية ورواسب للفحم في المنطقة القطبية المتجمدة بالقرب من القطب الشمالي، ودليلاً على التجمّد في سهول أفريقيا، ممّا يشير إلى أنّ القارات كانت بتكوين مختلف عمّا هي عليه اليوم، كما لاحظ فيجنر أنّ القارات وطبقاتها الصخرية تتلاءم مع بعضها بشكل كبير، وخاصةً في الساحل الشرقي لأمريكا الجنوبية، والساحل الغربي لأفريقيا، كطبقات كارو في جنوب أفريقيا، وصخور سانتا كاتارينا في البرازيل، كما اكتشف أنّ جبال الآبالاش في شرق الولايات المتحدة كانت مرتبطة جيولوجيّاً بجبال كالدونيا في اسكتلندا.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب "Continental drift", www.britannica.com, Retrieved 25-3-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Lisa Marder (30-11-2017), "The Continental Drift Theory: Revolutionary and Significant"، www.thoughtco.com, Retrieved 25-3-2018. Edited.
  3. ^ أ ب "continental drift", www.nationalgeographic.org, Retrieved 25-3-2018. Edited.
1,672 مشاهدة