محتويات
الحب
الحب هو أرقى المشاعر الإنسانية وأطهرها وأنقاها، والتي يحملها الإنسان لمن له مساحة واسعة في قلبه، من أم أو أب، أو لحبيب أو أي شخص يبادله مشاعره بصدق، دون أن يكون لهذه المشاعر حدود أو قيود.
أنواع الحب
ًيقع الحب في مفاهيم عديدة، وفقاً لوجهات النظر المتعددة التي تتبناها، فمنه ما هو بالمفهوم العلمي، ومنه ما هو بالمفهوم الإسلامي كذلك بالمفهوم النفسي العميق، والتي هي كالتالي:
الحب بالمفهوم العلمي
أما من الناحية العلمية فيمكن تقسيم الحب وفق ما يتضمنه من معنى إلى قسمين هما:
- الروحي: ويكون هذا النوع من الحب بين الأرواح المتآلفة، وما يجري فيه من انتقال للمشاعر الصادقة بين روح وأخرى، حيث يعد من أطهر أنواع الحب وأرفعها وأدومها؛ لما فيه من ترفع كبيرعن كل شهوة ونزوة.
- السايكولوجي: هو أصل الحب ودافعه الرئيسي الذي يدفعه ويحركه ويوجهه، ذلك لأن الحب في أصل تكوينه غريزة تتأجج، فيكون منها ما يكون من الإثارة والاهتمام.
الحب بالمفهوم الإسلامي
أما الحب في المفهوم الإسلامي، فهو الذي ينبثق من رؤية شرعية خالصة، وهو على هذا ينقسم إلى نوعين اثنين:
- الحب الذي يكون بالفطرة: وهو الحب الذي يولد مع الإنسان ويكبر، كحب الرجل للأم أو الابن أو الزوجة، وما فيه من حب لمتع الحياة من طعام وشراب وما سوى ذلك.
- أما الحب السببي: وهذا النوع من الحب هو الذي يسمى بالمقصود أو الإرادي، حبّ الرجل والمرأة، الذي سيسأل عنه يوم القيامة، ويحاسب إذا كان في غير رضى الله عز وجل.
الحب بالمفهوم النفسي
الحب بمفهومه النفسي: هو عبارة عن شعاع غير مرئي ينطلق من القلب كسهام صائبة نحو قلب آخر يحبه على صورة من الإشارات المتدفقة، وما يرافق ذلك من حدوث لبعض الظواهر الغريبة كالقلق المفاجئ أو الحزن المفاجئ، كذلك الفرح بدون مقدمات أو السهر بلا داعٍ أو ضرورة، أضف لذلك كله ما فيه من ترادف وتماثل للأفكار التي ما هم أحدهما بقول شيء حتى نطق به الآخر، في ظاهرة فريدة فسرها العلماء "بتوارد الخواطر"، هذه التي لا تحدث إلا مع الأشخاص الذين لهم حظ وافر من الاتصال الروحي الكبير، حتى كأن أرواحهم تتصل وتهاتف بعضها بعضاً دون أن يشعر بذلك أصحابها.
درجات الحب
هذا وإن للحب درجاتٍ تتراوح بين الضعف والشدة، والتي يمكن تقسيمها كالآتي: الهوى والصبوة والشغف الشوق والود.
- فالهوى: مِن؛ يهوي، ومعناه التردّي والسقوط في الحب، وما فيه من ميل نفسي كبير، وعلى ذلك فإن هذا الهوى يقع في أغلب حالاته على الحب المذموم مصداقاً لقوله تعالى: "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى".
- الشغف: لما فيه من الحزن والألم الذي يستشعره المحبوب في فراقه لمحبوبه، وما فيه من شدة التعلق.
- الشوق: أشدها وهو صبوة الحب وألمه ولذته واكتماله.
- وأفضلها جميعها هو الود لما فيه من رحمة ورأفة، كما في قوله تعالى: "إن ربي رحيم ودود"، وحين وصف علاقة الزوج بزوجته وصفها بالمودة فقال: "وجعل بينكم مودة ورحمة".
مفهوم الحب عند الرجل والمرأة
يختلف كل من الرجل والمرأة عن بعضهما البعض في نظرتهما للحب، وهي التي تكون كالتالي:
- إن المرأة تنظر إليه من ناحية عاطفية أكبر من الرجل، فهو بالنسبة لها تقدير واهتمام لها ولهذا الحب الذي تحمله في صدرها، ومشاعر وأحاديث أكثر من كونه علاقة جسدية عابرة، ومن جانب آخر يدور الحب في تكوين الرجل على هذه الغريزة الفطرية التي دفعه الله بها، وعلى هذا فهو مغلف بغطاء من الشهوة الكامنة، والذي يجد في حبه ذلك المتنفس لها.
- والحب عند الفتاة أمن واكتفاء تبحث عنه في قلب رجل صادق يشعرها بالأمان، بما يمنحها من مشاعر وكلمات تشعرها به فتطمئن، إذ إن الرجل الذي تختاره المرأة هو الذي تريده أن يغنيها عن غيره من الرجال، كونه حنوناً صادقاً ورجلاً بما في هذه الكلمة من معنى، يكرمها فلا يتملكها ولا حتى يسيطر عليها أو يعنفها.