كيف يساعدنا الأدب على فهم الحياة

كتابة - آخر تحديث: ٥:٢٧ ، ٢٥ نوفمبر ٢٠١٥
كيف يساعدنا الأدب على فهم الحياة

الأدب

تختلف أنواع التعبير الإنساني عما يمر به من مواقف، وظروف، وأحوال، فبعض الأشخاص يميلون إلى التعبير المباشر عن مكنوناته، والبعض الآخر يلجؤون إلى التعبير الأدبي المجازي عنها، غير أن المتلقي يكون أكثر ميلاً إلى قراءة ما يلامس واقعه وحياته بشكل أدبي مجازي، فالكتابة الأدبية تلامس شغاف القلب أكثر من أي نوع آخر من أنواع الكتابة.


لا يمكن لأي عاقل أن يفصل بين الحياة والأدب، فالحياة أدب وفي الأدب حياة، وأجمل حياة هي التي يمكن أن يصوغها صائغ الكلام على أوراقه، ليرسلها فتكون كالرياح اللواقح؛ تلقح النفوس المتعطشة للخير والإنسانية؛ ذلك أنّ الأديب أقدر من غيره على الغوص في أعماق الناس، وملامسة دواخلهم، فتكون كلماته بلسماً لأرواحهم، تُتلى آناء الليل، وأطراف اليأس والإحباط.


الأدب وتأثيره على الحياة

يساعد الأدب متذوقيه على الإمعان أكثر في تجارب حياتية كانوا قد غُيِّبوا عنها بطريقة أو بأخرى، فالأديب عندما يُخرج إبداعاته للعلن، يكون قد وضع فيها خلاصة تجاربه الّتي مرّ بها، أو التي شاهدها، فإذا ما استغل قدراته العظيمة بالشكل الصحيح أنتج إنتاجاً أدبياً سيُحفظ عبر الأجيال، وسيترك الأثر الكبير في نفوس المتلقين.


يذهب البعض إلى أنّ الأدب الروسي هو أعظم أنواع الأدب على الإطلاق، وهذا مذهب صحيح مئة بالمئة، فالأديب الروسي بإمكانه الذهاب مع شخصيته إلى آخر الشوط، فهو قادر على تحليلها نفسياً، وسبر أغوارها بشكل رائع جداً، يُذهل المتلقي بحيث تصير هذه الشخصية التي يقرأ عنها مرآة له يرى بها نفسه، فتستقيم حياته، وتطمئن نفسه.


ميزة أخرى تضاف إلى هذا الأدب الرائع وهي أنّ الشخصيات طبيعيّة جدّاً، حيث يمكن لأيّ إنسان أن يراها في واقعه المعاش، وأن يحتك بها بشكل يومي، وهذا ما يجعل العمل الأدبي الروسي أقرب إلى قلب المتلقي من أيّ أدب آخر، فالفنتازيا لا تصلح في بعض المجتمعات خاصة في المجتمعات المتداعية المتهالكة البعيدة كل البعد عن معاني النبل، والأخلاق الحميدة. لهذا فالأدب المدروس النابع من رغبة حقيقية بالتغيير، المرتكز على الواقع يساهم في تطوير المجتمعات، وتحسينها إلى أبعد مدى وحد ممكنين.


كما يساعد الأدب على إعادة إنتاج القصص الواقعية، أو الأحداث التاريخية بشكل أفضل بكثير من السرد التاريخي المجرّد، ممّا يؤدّي إلى إحاطة كاملة بالحدث التاريخي من كافة جوانبه في محاولة لفهمه والتفاعل معه بالشكل الأمثل والمطلوب. وقد عمد بعض الأدباء ممّن تأثروا في بعض أحداث تاريخية معينة إلى هذا النوع من الكتابة الأدبية، حيث لاقت إنتاجاتهم إقبالاً كبيراً من قبل المهتمين.

958 مشاهدة