محتويات
ظواهر طبيعيّة
عندما خَلقَ الله تعالى الأرض وجعلها مكاناً لعيش الكائنات الحيّة جعل فيها العديد من الظواهر الطبيعيّة التي تفيد الإنسان والكائنات الحيّة، كما أنه عز وجل ربط الأرض مع غيرها من العناصر التي خلقها في هذا الكون الواسع مثل الشمس والقمر، واليوم سنتحدّث حول ظاهرةٍ مميزةٍ وغريبةٍ وهي ظاهرة المد والجزر لمياه المحيطات والبحار.
المد والجزر
مياه البحار والمحيطات غير ثابتةٍ بل في حركةٍ مستمرّةٍ لمساعدة الكائنات الحيّة التي تعيش فيها على الحياة، وتُسمّى هذه الحركة بالأمواج؛ حيث تتصادم جزيئات الماء معاً بقوةٍ حسب قوة المؤثِّر فيها، وقد تكون أمواجاً سريعاً عندما تؤثِّر عليها الرّياح الشديدة، وقد تكون هادئةً عندما تكون الرياح المؤثرة فيها شبه ساكنة.
وتحدث ظاهرتا المد والجزر للمياه عند السواحل؛ حيث إنّها تتحرّك بشكلٍ متوافقٍ وبعددٍ معلوم لله عز وجل، وترتبط هاتان الظاهرتان بالقمر، فالقمر يتمتّع بقوة جاذبيةٍ تخصّه تقوم بجذب الأرض وما عليها ولكنّها ضعيفة بحيث لا تؤثر على الأرض بالشكل الكبير، وتعتبر هذه الجاذبية قوية عندما يكون القمر بدراً فتنجذب المياه في البحار والمحيطات نحو الشواطىء بما يُعرف بظاهرة المد، بينما تعود المياه للخلف بعيداً عن الشواطىء عندما تخفّ الجاذبية وتتحرّك الأرض بعيداً عن مجال جاذبية القمر بما يُسمّى بظاهرة الجزر.
ينقسم المدّ والجزر خلال اليوم إلى مدٍّ نصف يومي، وتحدث فيه ذروتان متساويتان من المد، وحضيضان متساويان من الجزر، والمدّ اليومي تحدث فيه ذروة واحدة فقط للمدّ، وحضيضان للجزر في اليوم، ولدينا أيضاً المد المختلط الذي يحدث فيه مد واحد وجزرٍ واحدٍ.
عدد مرات تِكرار المد والجزر
تتكرّر ظاهرتا المدّ والجزر خلال اليوم مرّتين بفعل حركة الأرض حول نفسها لمدّة 24 ساعة التي ينتج عنها تعاقب الليل والنهار، بينما حركة القمر تحتاج إلى سبعةٍ وعشرين يوماً لاكتمالها، وتؤثر حركة القمر في ظاهرتي المد والجزر من خلال تغيير وقت حدوثهما بأجزاء من الساعة يومياً.
دور الشمس في حدوث المد والجزر
لا بُدّ من التنويه إلى أنّ للشمسٌ دورٌ في حدوث ظاهرتي المد والجزر نظراً لقوة الجذب التي تمتلكها، ولكن لأنّها بعيدة جداً لا يكون هذا التأثير رئيسياً، ويكون أقوى ما يمكن عندما تقع الأرض والشمس والقمر على استقامةٍ واحدةٍ فتكون قوّة الجذب عند الشمس والقمر بنفس الاتجاه ممّا يزيد من قوّة ظاهرتي المد والجزر.
أهمية المد والجزر
تقوم ظاهرتا المد والجزر بالتناوب في طرد الشوائب التي قد تعلق بمياه البحار والمحيطات، كما أنّها تُسهّل عملية الملاحة حيث تستطيع السفن الانطلاق في ظاهرة المد من المناطق الضحلة، كما يمكن أن تجلب معها الكثير من الأسماك لتتركها على الشواطىء وبالتالي يستفيد منها الصيّادون.